أرسلت نور (مصر، طالبة، 22 سنة، مسلمة) تقول:
الرجوع والتوبة إلى الله
جزاكم الله خيرا يا دكتور على ما تقدمونه لنا، أرى حالات تجعل قلبي تزداد به الجراح. أغلب الحالات تكون بسبب أشياء يفعلها المرضى لا ترضي الله وتغضبه ويا الله على حلمه وصبره على عباده.
لما لا تذكرونهم بالرجوع إلى الله؟ وأن الحل فى التوبة إلى الله؟ هم يدخلون على أشياء عكس الفطرة التي فطرنا الله عليها فطبيعي العقل لا يستوعب هذه الأشياء ويبدأون يدخلون في حالات نفسية؟
يعني ربنا قال (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا) ورغم ذلك (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيــرٍ) صدق الله العظيم، وقال تعالى {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَر أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِن فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاة طَيِّبَة} هذا وعد وعد من الله لعباده وما كان الله ليرد عبدا يرجوه ويدعوه ويحبه
يجب أن يزداد لديهم خشية الله وحبه: الاثنان الرجاء والخوف..... بالله ذكروهـم بالله :")
العلاج النفسي ليس كل شيء هو أخذ بالأسباب كما أمرنا الله والعلاج من عند الله. يا ليت حضرتك تكون فهمت رأيي عشان حاسة أني مش عارفة أوضح ما أريد أن أقوله...، أسأل الله أن يردنا إليه ردا جميلا
27/7/2015
الابنة العزيزة "نور" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على الثقة وعلى الإطراء وجميل الدعاء، لك مثله منا وكم تمنينا ككل المؤمنين بالله لو جاء لومك في محله! لكن للأسف لا.... وسبب ذلك هو أن التدين الحقيقي الذي يصون النفس ويؤدبها ويعينها على الكرب مفقود مع الأسف والأسى، وطريق الرجوع إليه ملغوم وملتبس مع الأسف والأسى أيضًا خاصة في حالة الإسلام.
خادعة وقديمة هي المقولات من نوع لو أن الناس تمسكوا بدينهم لما حدثت لهم أمراض نفسية ولديك في أكثر من موضع على الموقع تفنيد لتلك المقولات، تقولين يا "نور": "أغلب الحالات تكون بسبب أشياء يفعلها المرضى لا ترضي الله وتغضبه"... فإذا كان معنى هذا أن الأمراض النفسية تحدث بسبب الذنوب فهذا غير صحيح، بل الصحيح هو أن المرضى النفسيين معرضون للوقوع في الذنوب مثل غيرهم من الناس، واقرئي لتعرفي أكثر عن علاقة الدين بالمرض النفسي مدونتنا عن المرض النفسي دور الإيمان والعلاج بالقرآن.
أما إن قصدت من يشتكون من اضطرابات الخطل الجنسي Paraphilias أنهم (يدخلون على أشياء عكس الفطرة التي فطرنا الله عليها) فأخشى أيضًا أن هذا كلام غير صحيح وإن لم أعلم بدراسة تثبت علاقة أو تنفيها بين مستوى التدين في المسلمين أو غيرهم ومشاهدة الأفلام الإباحية، ورغم منطقية أن يكون الالتزام معينا على كبح الرغبة في المشاهدة، إلا أن ممارستي مع مرضاي من الموسوسين والمشتكين مما يشبه صنوف الخطل الجنسي المختلفة ومن الشذوذ الجنسي تبين أن الأكثر التزاما منهم أكثر تعرضا لنوبات الانفلات الجنسي مع المواقع الإباحية وأكثر انغماسا في ثنائية الإباحية الاستمناء أو الإباحية الاسترجاز، فهل هؤلاء الملتزمون أقل تدينا مما يجب؟
على العكس فهم بعد الوقوع في الفعل كانفلات سلوكي اندفاعي تجدينهم أكثر شعورا بالندم والذنب مقارنة بغيرهم من الناس، ولذلك يلجئون إما لتبرير الفعل (ازدواجية، الإباحية، الاستمناء) لأنفسهم أي أن ظروفهم تجبرهم على ذلك، ويفيدهم جدا في هذا فتاوى لا حصر لها تبيح الاستمناء أو تجدين خيارهم الآخر والأكثر إزعاجا مع الأسف هو الدخول في فترات التزام بالشهر والشهرين في بعض المراحل تعقبها نوبات ازدواجية إباحية/استمناء قهرية قد تمتد لساعات!
تقولين أيضًا "يجب أن يزداد لديهم خشية الله وحبه: الاثنان الرجاء والخوف..... بالله ذكروهـم بالله :")" الحقيقة أنهم في غالب الأحوال في خبرتي الشخصية لا ينسون الله إلا نادرا مقارنة بغيرهم؟! وهم في بعض الحالات أكثر خوفا من الله وانشغالا بعواقب المعصية مقارنة بغيرهم.
تقولين أيضًا يا: "العلاج النفسي ليس كل شيء هو أخذ بالأسباب كما أمرنا الله".... لا ندري طبعا ما قصدك بالعلاج النفسي؟ هل العقاقير أي العلاج الكيميائي؟ في هذه الحالة نحن معك شيئا ما، أم تراك تجمعين بالعلاج النفسي طرق العلاج الكلامي... ليس قصدك واضحا، وأما الأهم فهو قولك: "والعلاج من عند الله" أنت غالبا تقصدين الشفاء وليس العلاج أو محاولات العلاج التي يقوم بها المعالجون من البشر.
يتبنى موقع مجانين وأغلب مستشاريه نهج العلاج النفسي التكاملي أي الكلامي و/أو العقاري الديني الأسري الاجتماعي إن استطعنا لذاك سبيلا والكلامي هنا نقصد بها العلاج السلوكي المعرفي وأما العقاري فحسب ضرورته لكل حالة وأما الديني فحسب دين المريض وفي جوهره هو الاستفادة من الإيمان بالله، وربما دون استعانة بالدين في حالة مريض لا ديني، وأما الأسري والاجتماعي فاسألي الله لنا العون والتوفيق قدرما نستطيع.... وإن أردت استزادة عن دور الدين في العلاج، فاقرئي وتابعي مقالات هذا الملف عن الطب النفسي الديني.
وأخيرا نشكرك على اهتمامك ومشاركتك ونسألك المزيد.
اقرئي أيضًا:
الاستشفاء بالقرآن في الطب النفسي المعاصر / الدين والعلاج النفسي2 / بدل الاعتراض 2 إقحام الدين واسم مجانين