دراسات كثيرة تشير إلى أن نسبة الخيانة لدى الرجال أكثر منها لدى النساء، وربما يرجع ذلك لطبيعة الرجل التعددية والتي أثبتتها دراسات أخرى، أو ربما ترجع إلى تسامح المجتمع مع خيانة الرجل وتشدده مع خيانة المرأة، أو تكون هذه النتائج عائدة إلى أن النساء لا يعترفن بخيانتهن ولا يظهرنها في الغالب. إذن لن نضيع وقتا كثيرا في إثبات من الأكثر خيانة: الرجل أم المرأة ولكننا سنبحث عن الظروف التي يخون فيها الرجل من خلال استعراض أنماط الرجال الخائنين كالتالي:
1- الخائن العرضي (الخائن بالصدفة): وهو لا يحمل دوافع خيانة عميقة في شخصيته ولكن بعض الظروف وضعته في سياق الخيانة، أو أن امرأة ذات مواصفات خاصة أغرته بذلك. وهذا الخائن العرضي معروف بتاريخه النظيف والمستقيم، وغالبا ما يتراجع عن خيانته في أقرب فرصة أو مع أول صدمة.
2- الخائن المحتاج: وقد لجا للخيانة لتعويض نقص في الإشباعات العاطفية أو الجنسية أو كليهما معا نظرا لقصور حقيقي ومستمر لدى الزوجة بسبب انشغالها أو مرضها أو إهمالها أو عيوب في شخصيتها وتكوينها أو خلافات نشبت بينهما فأدت لانقطاع الإشباع العاطفي والجنسي.
3- الخائن المحتال: والذي يستمتع بخداع زوجته وخداع عشيقته أو عشيقاته ليحصل على ما يريد، والخيانة بالنسبة له لعبة مغرية ومسلية يشعر فيها بالتفوق على الآخرين واستنزافهم ماديا أو عاطفيا أو جنسيا.
4- الخائن المغامر: والدافع لخيانته هو عشقه للدخول في المناطق الخطرة من السلوك الإجتماعي، فهو دائم الإقتحام للمساحات المحظورة، ودائم التجاوز للخطوط الحمراء، وهو لا يستمتع في العلاقة الزوجية النمطية، وإنما يريد أن يستشعر حلاوة المغامرات العاطفية والجنسية.
5- الخائن ضعيف الثقة: فهو عاش على أنه ضعيف أو غير مرغوب أو غير جذاب للنساء، ولكن في ظروف ما تتجه نحوه الأنظار نظرا لما يمتلكه من مال أو منصب أو نفوذ أو وجاهة اجتماعية، هنا يحاول تعويض إحساسه بالعجز والضعف والرفض بأن يتوغل في العلاقات العاطفية والجنسية التي حرم منها طويلا، فهاهو الآن وبعد طول انتظار ورفض ونبذ يجد نفسه مقبولا بل مرغوبا من كثير من النساء طمعا فيما لديه من مكاسب.
6- الخائن السادي (الكازانوفي): وتكون لديه نزعة نحو إغواء المرأة حتى تسقط في حبائله ثم يستمتع بإذلالها وإهانتها ويحب عليها غيرها ويستمتع بتعذيب أكبر عدد من معشوقاته ومحظياته. وهذا الصنف من الرجال له عداوة قديمة مع النساء بسبب فظاظته أو قبح شكله أو علاقته السيئة بالأم أو فشله في أولى تجاربه العاطفية، وهو ياخذ بثأره من أي امرأة يقابلها.
7- الخائن الوسيم الرقيق (الدونجواني): وهو يتمتع بوسامة أنثوية (حسن الوجه، دقيق الملامح، ناعم الشعر، رقيق الصوت، دافئ المشاعر)، وبسب تلك الوسامة يشعر بضعف الجدارة الذكورية (فهو يفتقد للخشونة والمبادرة والجسارة والإندفاع الذكوري) ولذلك يلجأ لتعويض ذلك بكثرة علاقاته العاطفية (غالبا وليس الجنسية) لإثبات أنه رجل مرغوب من النساء، وهو فعلا يكون مرغوبا من النساء اللائي يعجبهن فيه رقته ونعومته ورومانسيته وفهمه وتقديره لمشاعر المرأة وأحاسيسها.
8- الخائن النرجسي: وبما أن النرجسي يرى نفسه متفردا وعظيما ومبهرا، وأنه محور الكون والأحداث، لذلك يحب أن يكون لديه عدد كبير من العاشقات والمحظيات حيث يثبتن له أنه عظيم ومتفرد وناجح ومتألق وجذاب. وهو يستمتع بكل هؤلاء دون أن يكون قادرا على حب أي منهن، فهو في النهاية لا يحب إلا ذاته، وأن هؤلاء العشيقات ما هن إلا أدوات لإسعاد هذه الذات.
9- الخائن المتباهي: فكل ما يهمه من علاقاته العاطفية والجنسية هو التباهي أمام أقرانه (وربما حتى أمام زوجته) أنه محبوب ومرغوب وأن له صولاته وجولاته في الحب والجنس، وهو لايكتفي بالعلاقات التي يقيمها بل يحكي حكايات كثيرة عن مغامراته في صباه وشبابه ويضيف إلى الأحداث الكثير من الخيال والمبالغات.
10- الخائن المنسحب: وقد انسحب من حياته الزوجية نظرا لقسوة الزوجة أو سلاطة لسانها أو قوة سيطرتها وتسلطها، ولهذا ذهب يبحث عن علاقة يجد فيها حنان ومودة وخضوع ورومانسية عند امرأة تعطيه الإحساس بأنه رجل وأنه سيد الرجال (حتى ولو كان هذا وهما).
11- الخائن الشره (الطمّاع): وهو يريد أن يستحوذ على كل امرأة تعجبه، ويرى أنه قوي أو غني أو ذو نفوذ وجاه، وأن هذا يعطيه الحق أن يمتلك أي امرأة يرغبها، وهو إما يكثر الزواج، أو يكثر من العلاقات خارج الإطار الشرعي، ولا يشبع أبدا مهما بلغ به السن أو حتى المرض.
12- الخائن السيكوباتي: فالسيكوباتية اضطراب نفسي واجتماعي في الشخصية يجعل صاحبها لا يحترم القواعد أو الأعراف أو التقاليد أو الدين، وإنما تحركه شهواته وغرائزه وملذاته، ولا يتعلم من أخطائه ، ولا يشعر بالذنب لجرم ارتكبه.
13- الخائن الهوسي وماتحت الهوسي: وهذه حالات مرضية تحدث في مرضى الإضطراب الوجداني ثنائي القطب، حيث تنتاب المريض (أو المريضة) فترات من الإكتئاب تتبادل مع فترات من الهوس (أو ماتحت الهوس) وهذه الأخيرة تتميز بفرط النشاط الذهني والحركي والجنسي، ولذلك يندفع الشخص في هذه الظروف لإقامة علاقات خارج إطار الزواج ويكون فيها مندفعا وتهورا على غير عادته، وربما حين تهدا النتوبة يعود ويندم وينهي تلك العلاقات.
14- الخائن نتيجة عطب في المخ: وهذا العطب غالبا ما يكون في الفص الأمامي (الذي يشكل مركز القيادة والتحكم في الشخصية) في صورة ورم أو ضمور أو التهاب أو إصابة في حادث، وتكون العلاقات المنفلتة والمضطربة جزء من اضطراب سلوكي ومعرفي ووجداني نتيجة إصابة المخ، وقد لا تظهر الإضطرابات في المجالات الأخرى ولكن يظهر فقط حدث الخيانة أو يطغى على الصورة فيحدث خللا في الحياة الزوجية قبل أن يكتشف السبب العضوي له.
15- الخائن المشاعي: وهو شخص يرى أن من حق الإنسان إقامة علاقات عاطفية وجنسية مفتوحة ومتعددة، ولا يعترف بالتنظيم الديني أو الإجتماعي أو الأخلاقي للرغبة الجنسية. ويكون هذا جزء من منظومة فكرية وقناعات شخصية لديه يتبناها في حياته.
16- الخائن الضعيف المهزوم: فهو فاشل اجتماعيا أو مفلس ماديا وضعيف بدنيا أو معنويا، لذلك يبحث عمن يعطيه إحساسا بالقوة والإنتصار والجدارة، خاصة إذا كانت زوجته من النوع دائم النقد والتوبيخ والتبكيت له. فهو يستخدم ذكورته لإثبات رجولته وجدارته المفقودة، وكثيرا ما يحب هذا الشخص أن تعلم زوجته بخيانته لأن في هذه المعرفة رد اعتبار لاحترامه المفقود.
17- الخائن المحروم: والحرمان هنا قد يكون عاطفيا أو جنسيا، وقد يكون حقيقيا أو متوهما، وقد يكون في العلاقة الحالية أو يكون في صورة حرمان قديم من حنان الأم أو الأب أو كليهما.
18- الخائن المضطرب جنسيا أو عاطفيا: إذ تكون لديه احتياجات جنسية أو عاطفية منحرفة أو غريبة لا تستطيع زوجته تلبيتها فيلجأ لغيرها كي يشبع هذه الإحتياجات الشاذة (كمن يريد مثلا أن يجامع زوجته في دبرها فترفض فيلجأ لغيرها، أو من يريد أن يشارك هو وزوجته في جنس جماعي أو تبادل زوجات فترفض زوجته فيهجرها ويلجأ لمن تقبل بانحرافاته).
19- الخائن العاجز جنسيا: ورغم عجزه الجنسي فإنه يقيم علاقات خارج إطار الزواج على أمل أن يحدث تنشيط لرغباته المثبطة وقدراته الباهتة الضعيفة، وقد يعدد من علاقاته بحثا عمن تثيره وتحرك الخامد والهامد فيه، أو ليثبت لنفسه ولزوجته أنه مازال قادرا.
20- الخائن المنتقم: وهذا يخون كرد فعل على خيانة حقيقية أو متوهمة للزوجة، أو كرد فعل لاحتقارها له أو استهانتها به أو إهمالها له.
21- الخائن الملول: وهو شخص سريع الملل، يصيبه الفتور بعد وقت قصير ولا يستطيع إحداث تغييرات في حياته لتحريك هذا الفتور فيلجأ للعلاقات الجانبية بحثا عن إثارة جديدة، وكلما ضعفت الإثارة بحث عن علاقة أخرى وهكذا بلا نهاية.
22- الخائن الذواقة: فالمرأة بالنسبة له مادة للإستمتاع كالطعام والشراب لذلك يميل لتنويع ذلك الإستمتاع وتغييره من وقت لآخر لكي يحصل على أكبر قدر من اللذة، فهو يحب الطويلة ثم يتجه ليتذوق القصيرة، وتلمع عيناه حين يرى البيضاء ولكنه بعد وقت يهفو للسمراء، وتجذبه أحيانا المرأة السمينة ولكنه يطمع في أن يتذوق عسيلة النحيفة.... وهكذا بلا نهاية.
وأخيرا فالهدف من استعراض هذه الأنماط من الخيانة عند الرجل هو فهم الدوافع الظاهرة والباطنة وراء سلوك الخيانة، وهذا الفهم إما يساعدنا في العلاج إن كان ثمة فرصة لذلك أو يساعدنا في التعايش مع الشخص بعلاته أو يساعدنا في اتخاذ قرار الانفصال عنه إن كان احتماله فوق الطاقة، أو يساعد الشخص الخائن في استعادة بصيرته وإصلاح مساره قبل فوات الأوان.
واقر أ أيضاً:
سيكولوجية الرجل / أسباب فشل الحياة الزوجية / متى تخون المرأة؟ / كيف تكتشفين خيانة زوجك / لماذا يخون الرجال؟!