في السنوات الأخيرة التي نعايشها تشابكت أمور الحياة لتصبح معقدة نوعا ما, وقد يأتي هذا التعقيد من بعض سلوك البشر أحيانا ففي حين كثرت الكوارث البشرية والنزاعات المسلحة والحروب الأهلية لتشكل خطرا على اللبنة الأساسية في المجتمع ألا وهى العائلة فنجد أن ضغوطات الحياة قد أثرت بشكل كبير على التشكيل الأساسي للعائلة مما اضطر رب الأسرة لترك زوجته وأطفاله والبعد عنهم في سبيل توفير لقمة العيش والحياة الكريمة لهم. وقد نجد أن بعض العائلات قد فقدت أحد الوالدين أو كلاهما نتيجة السفر أو الحروب والصراعات القائمة.
ومن المعروف أن فقدان أحد الوالدين أو كلاهما يترك جروح وندوب نفسية في حياة الطفل وذلك لحاجته الماسة للإشباع العاطفي من حنانهما ورعايتهما مما يهدد النمو والسلامة النفسية والجسدية للطفل نتيجة غياب شبكة الحماية الأساسية له داخل الأسرة .
ومن هنا يمكن تعريف الحرمان العاطفي بأنه عدم إشباع حاجة الاهتمام والحب والحنان لدى الطفل جراء انفصال أو سفر أو موت الأم أو الأب أو كلاهما حتى. وقد وجدت العديد من الدراسات الحديثة أن الحرمان العاطفي وتأثيره السلبي على الطفل يؤدي إلي مشاكل كثيرة مثل القلق, الإحباط, الاكتئاب, والشرود الذهني.
وفي حين أن الحرمان العاطفي يرتبط أيضا ارتباطا وثيقا بالصدمة النفسية حيث أن الحرمان يؤدى إلي ارتفاع معدلات الإصابة بالصدمة النفسية والضغوط النفسية وعدم تدريبه الكافي على مهارات التعامل مع المجتمع والبيئة المحيطة به نتيجة غياب الرعاية الوالدية للطفل والتي قد تترك تأثيرها على جميع مسارات حياة الفرد فيما بعد.
وخلاصة القول بأن الإنسان أصبح يجني الثمار المرة لعبثه في الفطرة السليمة والمسار الطبيعي للحياة من خلال تدمير حياة الشعوب والأفراد وما يترتب عليه من مشاكل نفسية واجتماعية مردودها السلبي والنهائي على المجتمع نفسه الذي يعيش فيه الفرد.
واقرأ أيضاً:
الصدمة النفسية / الصدمات النفسية واضطراب الكرب الحاد / التفريغ الانفعالي