يتميز أخي العزيز وائل بحرصه الشديد على وقت الموعد. كان الاتفاق أن نلتقي العاشرة صباحا وكان ينتظرني في ذلك الوقت أمام الفندق واتفقنا على التوجه أولا نحو متجر هاملي للأطفال في شارع ريجينت. هذا المتجر من ٦ طوابق هو أشبه بجنة للأطفال وفيه العديد من الألعاب ويستمتع من يدخله من عمر شهر إلى مئة عام.
انقر الصورة لترى حجما أكبر
متجر هاملي للأطفال في شارع ريجينت
تابعنا المسير باتجاه ساحة ليستر وهو المكان الذي ترى فيه صالات عرض الأفلام السينمائية العالمية الكبرى ويزدحم بالناس ليلا ونهارا. بعد زيارة متجر موم للحلوى كان لابد من جولة في الحي الصيني في لندن. هناك حي صيني في العديد من عواصم الغرب ويتم استعمال مصطلح بلدة الصين للإشارة إليه China Town وترى فيه جميع أنواع المنتجات الصينية والمطاعم. كانت سمعة هذه المناطق في السابق سيئة ويرتادها الخارجون عن القانون وفيها يتم بيع المخدرات والبضائع المسروقة.
هذا الحي الصيني قرب حي سوهو وكان معروفا في السابق بوجود بيوت دعارة فيه قبل أن تعمل الدولة على تغيير معالمه وتحسين سمعته. كان من المعروف قول رجال الشرطة عن وجود مثل هذه المنطقة بأن من الأفضل أن تجمع النفايات في مكان واحد بدلا من تبعثرها في كل مكان.
انقر الصورة لترى حجما أكبر
كل يافطة بالصيني والإنكليزي وإن دخلت مطعما صينيا فترى أن طلبك يتم بالأرقام التي تقابل الأكل. لا تذكر له الطبق الذي تطلبه وإنما رقم الطبق وربما يعود السبب في هذه العادة الغريبة بأن المهاجرين من الصين لا يتكلمون الإنكليزية. لا تتعجب من أن ترى امرأة صينية تعيش في إنكلترا منذ خمسين عاما لا تتحدث الإنكليزية وإن كان لدي شك بأن كبار السن منهم ربما يرفض الكلام بغير لغة الأم.
يعيش الكثير منهم في مجموعات معزولة عن الآخرين والحال هو كذلك مع الجيل الجديد الذي يتهافت على التعليم في جامعات بريطانيا وتراهم مجموعات قلما تختلط ببقية الطلبة. ولكن من قبيح ما تراه في مطاعمهم هذه في لندن وبالذات في البلدة الصينية هو تعليق الدجاج والبط المذبوح من خلال النوافذ. رأيت ذلك لأول مرة عام ١٩٨٤ بعد ندوة علمية كنت أحضرها أسبوعيا وتوجهت ليلا للبحث عن طعام آكله ووقع نظري فجأة على هذا المشهد. لم أدخل مطعما صينيا بعد ذلك.
انقر الصورة لترى حجما أكبر
تلفون عام: بدأت تنقرض بسبب الجوال
ولكن الحق يقال بأن المهاجرين من أهل الصين لا يتوقفون عن العمل ليلا ونهارا ولا ترى منهم من هو عاطل عن العمل يبحث عن مساعدات حكومية. يتمسكون بعاداتهم والغريب منها هو تغذية الطفل حيث تسمع عن قيامهم بتغذية الطفل الرضيع بمواد صلبة يسهل مضغها منذ الأسابيع الأولى.
انقر الصورة لترى حجما أكبر
بعد جولة دامت أكثر من ساعتين توجهنا نحو الفندق ومن ثم كان التوجه نحو شرق لندن لتناول وجبة غذاء غير عربية. فكرت أولا بأن نذهب إلى مطعم هندي ولكني خشيت أن تكون حدة حرارته غير مقبولة. رغم أن هناك الآلاف من المطاعم الهندية في بريطانيا وتسمى كذلك ولكن غالبيتها هي بالأصل مطاعم بنغلادشية ويمكن أن تتصور شعبيتها بأن أكثر الأطباق شهرة في بريطانيا هو مشالا الدجاج Chicken Tikka Masala كلمة مشالا تعني البهارات لا غير.
أشهر وأفضل مطعم هندي من هذا النوع هو مطعم طيب الشعبي في شرق لندن وبالقرب من مستشفى لندن الملكي وقد فتح الله أبواب الرزق لصاحبه على مصراعيها. كان اليوم هو السبت ووقت الغذاء في طيب يعني الانتظار في طابور طويل للدخول فيه فهو مطعم يرتاده الناس من كل مكان رغم أن عدد الأطباق التي يقدمها معدودة ولكن كلها تتميز بجودتها.
شددنا الرحيل إلى مطعم مكسيكي في شرق لندن يدعى واهاكا وهو من خيرة المطاعم المكسيكية. يتميز الطعام المكسيكي بحدته وتنوعه أيضا ورقائق الذرة Corn Chips هي البديل للرغيف.كذلك ترى أن المطعم المكسيكي لا يقدم الطعام كمقبلات ووجبات رئيسية فقد تأتيك المقبلات مع الوجبة الرئيسة أو حتى بعدها.
انقر الصورة لترى حجما أكبر
احتساء القهوة بعد المطعم المكسيكي. قهوة سوداء بدون سكر ولا سعرات
كان الحديث في ذلك الوقت عن الاستشارات الجنسية التي تصل الموقع والأقليات الجنسية عموما في مصر. هذه الاستشارات تثير الكثير من الجدل أحيانا وهناك من يعاتب الموقع عند نشرها ولكن الإعراض عن ذلك لا يساعد رسالة الموقع في نشر الثقافة النفسية والطبية والاجتماعية. ثم كان الحديث عن حقوق الأقليات الجنسية في الغرب وهل سيحدث ذلك يوما ما في العالم العربي ومصر.
كان أمام وائل موعدا في المساء مع الأخوة من مصر واحتسينا الشاي البارد مع الثلج في مقهى قرب الفندق. تأكدنا أن عدد سعرات هذا الشاي الأخضر دون الخمسين وتشعب الحديث عن مشاريع الموقع في المستقبل.
انتبهنا فجأة باقتراب موعد الفراق ولم يكن هناك أمامي سوى وداع أخي وانتظار لقائه في عمان بعد ٣ أشهر.
واقرأ أيضاً:
Air Spinner من لندن إلى الزقازيق / قريبا ألتقي سدادا... جمعا في لندن! / الأردن مؤتمر الأطباء النفسانيين العرب الدولي(14)3