من الطبيعي أن يتفاوت الأشخاص في تقدير الموقف
أشخاص لا يشك في عقلهم وحسن رؤيتهم ينظرون تجاه أرواح المدنيين من أطفال ونساء وضعفاء، ويعرفون أن بوتين والولي الفقيه وبشار الأسد لا يبالون بدمائهم فيفكرون بطريقة نسمعها في صيغة الاستغاثات، وتتمزق قلوبنا لاستغاثاتهم ...
وأشخاص ينظرون فيما بين أيديهم وما خلفهم وما عن أيمانهم وما عن شمائلهم، ثم يرجعون إلى أنفسهم وإلى الناس بالقول: ليس لنا والله إلا الصدق والصبر. وأن نموت مقبلين غير مدبرين خير من أن نموت دوسا بالأقدام، ومن أن تنتهك هذه الأعراض ويستعبد هؤلاء الأطفال ...
ولكل وجهة هو موليها. ولكل فريق من هؤلاء حظه من الصواب والحق.
السؤال المطروح من قبلنا في هذا المقام ألا تستطيع القيادات المنتثرة خارج هذا الحصار أن تقدم شيئا لتخفيف المعركة، أو تحويلها، أو التأثير في نتيجتها ...
نبدأ بالقيادات السياسية في كل الدوائر، ماذا لو كانت هذه القيادات قريبة جغرافيا وعملياتيا من بؤرة الحدث؛ فطمنت، وأمنت، وشجعت، وجمعت، وأمدت برأي، أو تنسيق أو توجيه، أو حركت ساكنا، أو أيقظت نائما، أو نبهت غافلا، والأمر لا يحتمل أكثر من هذه الإشارات. نتمنى للغفاة على أشلاء مدينة حلب نوما هانئا ..
ثم ننتقل إلى الوحدات والقوات والفصائل المحيطة بحلب، طبقا بعد طبق، وسوارا بعد سوار، ماذا ؟ وكيف ؟ ولم ؟ وهل حقا ؟!
ونعود إلى القيادات الاستراتيجية العليا، من ضباط أمراء، وقادة، وعقل عسكري، يتقدم فيصيب المفصل.
الممكنات كثيرة، وأكثر من كثيرة؛ وسيدنا رسول الله صلى الله عليه استعاذ بالله من العجز.
وهو العجز الذي تعانون منه يا قوم، والنصر لو أردتم أقرب إليكم من حبل الوريد، ولكنكم لا تريدون ...
أنتم أعجز من أن تحلموا ...
لندن : 14 / ربيع الأول / 1438
13 / 12 / 2016
نقلا عن موقع مركز الشرق العربي
واقرأ أيضًا:
سوريا، نكبة الأرض والإنسان !/ الحل الوحيد في سوريا.. إسرائيلياً!/ دروز سوريا وحسابات إسرائيل !/ النفق السوري فوضى لاختطاف الربيع أم لبعثرة الأوراق؟/ لقد آن الأوان أيها السوريون2/ رسالة من لاجئ فلسطيني إلى لاجئ سوري/ سوريا وربيع العرب تحت المجهر