<div 8em;="" margin-bottom:="" 10px;="" margin-top:="" 0px;="" font-size:="" 11pt;="" box-sizing:="" border-box;"="" dir="rtl">
نور اللبنانية وزواج الأطفال
عالم اليوم غير عالم الأمس وتحولت الطفولة إلى مرحلة سعادة وثقة ورعاية اجتماعية تحرص عليها الحضارات. مرحلة الطفولة هذه لا تنتهي عاطفيا مع البلوغ ولا مع التعليم.
كذللك ليس من الصواب الحديث عن سلوكيات المجتمعات القديمة فلم يكن هناك تعليم ولا رعاية طبية ولا يعرف الطفل والإنسان ماذا ينتظره من ميكروبات تفتك به. لم يكن هناك عالم إنترنت وتواصل عبر الثقافات، ومن يحاول إدانة سلوك المجتمعات القديمة فقد ينتهي مديناً نفسه بالغلو ومن يحاول تبرير زواج الأطفال مقارنة بالقديم فهو الآخر يدين نفسه.
قبل الخوض في الأرقام والقوانين المدنية يستحسن الحديث عن نور اللبنانية. نور هي دراما لبنانية من إخراج خليل دريفوس زعرور وسيتم عرضها في مهرجانات سينمائية في كندا وأروبا الشهر القادم بل وسيتم عرضها في مدارس لبنان، هذا السلوك لا يقتصر على طائفة دينية دون أخرى في لبنان والعالم العربي وإنما على الجميع وخاصة في المناطق القروية. الفيلم يصور بوضوح كيف ينقل الزواج الطفل من موقع البهجة والمرح وأحلام المستقبل إلى موقع عزلة وخوف وغموض.
زواج الطفلة ينقلها من موقع مرح وسراء إلى موقع ريبة وضراء! |
تشير الأرقام إلى انتشار زواج الأطفال في لبنان وكذلك في العالم العربي. ٦٪ من اللبنانيات بين عمر ٢٠ -٢٤ عاماً تزوجن قبل عمر ١٨ عاماً والبعض قبل عمر ١٥ عاماً. أما انتشار زواج الأطفال بين اللاجئين من سوريا إلى لبنان فأرقامه مرعبة. ما يقارب ٢٥٪ من الإناث بين عمر ١٥-١٧ متزوجات وما يقارب النصف من النساء بين عمر ٢٠-٢٤ عاماً تزوجن قبل عمر ١٨ عاماً.
الحديث عن القابلية العقلية وقرار الزواج في غاية التعقيد وربما ليس هذا هو المكان لمناقشته الآن. ولكن ما على الدول العربية أن تحرص عليه هو مناقشة هذا الأمر وتحديد العمر القانوني للزواج ومنع الغلاة من تشريع القوانين في هذا الأمر كما حدث في العراق قبل أكثر من عام وتحول إلى مسخرة حضارية.
واقرأ أيضاً:
المرأة والرجل على الميزان / أبعاد نفسية لعلاقات زوجية / متلازمة غرام ليلة واحدة