هناك ملاحظة تستدعي النظر والدراسة الموضوعية، مفادها كلما ارتفعت أسعار النفط ازدادت الصراعات والحروب، وكلما تنامى الفساد وتعاظم في الدول النفطية، تمدد الإرهاب وتفاقم دوره في المجتمعات.
فهل هناك علاقة ما بين النفط والحروب؟
وهل أن الفساد من ضرورات رعاية وترعرع الإرهاب؟
عن النفط والحروب سيكون الجواب بنعم، فهناك العديد من الدراسات التي تؤكد العلاقة بينهما، أما الفساد والإرهاب، فهي ملاحظة لم تنل حقها من الدراسة والتحليل.
فما يُسمى إرهابا، عبارة عن مجاميع مسلحة مجهزة بأحدث الأسلحة والمعدات التي تكلف كثيرا جدا من الأموال، فمن أين تأتي بها؟
قد نطرح عدة فرضيات واحتمالات، لكن الواضح أن تنامي الفساد يتناسب طرديا مع الإرهاب، فكلما زاد الأول تفاقم دور الثاني، مما يعني أن هناك علاقة سببية بين الاثنين، أي أن الفساد يموّل الإرهاب بالأموال التي يشتري بها ما يحتاجه.
وإن صح هذا الاستنتاج، فإن القضاء على الإرهاب يستدعي القضاء على الفساد.
فلا يمكن القضاء على النتيجة والسبب قائم، وعليه فإن المجتمع الدولي تقع عليه مسؤولية محاربة الفساد بحزم في الدول النفطية خصوصا، التي تبعثر ثرواتها وتلقي بها في أحضان الإرهابيين، وفقا لمنطلقات عقائدية سقيمة تهذرب بها الأنظمة الخارجة عن العصر، والقابضة على ثروات النفط في بعض البلدان.
ويمكن القول أن هناك علاقة واضحة ما بين النفط والإرهاب، أي أن واردات النفط يتحقق تبذيرها بالعدوان على الآخرين، وفقا لما تتصوره المجاميع المذهونة بالضلال والبهتان.
وعليه فإن واردات النفط في هذه الدول المرهونة بالحكومات الفاسدة يجب أن تخضع للرقابة الدولية، وأن يتم توزيعها على المواطنين وفق استحقاقات عادلة وضرورية، لمنع تسربها ووقوعها بأيدي المتوهمين بأن الحياة في الموت وقتل الذين لا يتفقون مع تصوراتهم الوهمية.
فهل سيتمكن المجتمع الدولي من اتخاذ ما يلزم للقضاء على الفساد، الذي يمول الإرهاب ويديم نشاطاته وتفاعلاته، أم أنها اللعبة التي بموجبها تتحكم القِوى الكبرى بالدول النفطية؟!!
د-صادق السامرائي
تعليق د. وائل أبو هندي
لا فض فوك أستاذنا د. صادق السامرائي ... وكم يذكرني مقالك هذا العميق بأبيات شعر كتبتها في الفترة الإعداد لحرب عاصفة الصحراء أو حرب تحرير الكويت كما سميت عربيا ومثلت الشرخ الأعمق حتى استحق إقدام صدام حسين على احتلال الكويت أن يسمى بالقارعة، التي مثلت أولى علامات الاندثار العربي بعد موقفهم المؤسف من العربيِّ الذي بغى :
أعَرِّفُ حتى التعاريفَ حتى !!
سُمُوّكَ تدْعُوهُ نفْطا !
وأدْعوهُ قحْطَا !!
ولن تتَّقي
لذلكَ لنْ نلتقي !
واقرأ أيضاً:
امتزاج وانعراج!!/ لن ينتصر الشر إذا انتصر الأشرار!! / سيشرق العراق!! / عندما تنطلق الشعوب!!