الواقع العراقي وربما العربي أيضا، تتصارع فيه تيارات لا تسير باتجاه واحد، أو تسلك ذات الطريق، فالنسبة العظمى من الشعب أجيال صالحة لمكانها وزمانها، ونسبة أقل أجيال طالحة منقطعة عن زمانها ومكانها، وتريد أن تمتهن وتقرر مصير الأجيال الصالحة.
أكثر من نسبة خمسين بالمئة من الأجيال تريد بناء حياتها الحرة الكريمة، والنسبة المتبقية تريد لها أن تموت وتضع أمامها المعوقات والمصداات والسدود، وتحسب ذلك سياسة ونظام حكم وما تسميه كما يحلو لأهوائها وأمّارات مساوئها الفاعلة فيها.
الأجيال الصالحة تريد والأجيال الطالحة تريد!! فالمعركة الحقيقية بينهما تتأكد كل يوم، وعلاماتها واضحة في الكتابات والخطابات والتصريحات وصنوف الإبداعات المتنوعة. إنها معركة بين جيل حياة وجيل موت، بين جيل انتهت صلاحيته وجيل متوثب متوقد بإرادة الحياة.
فكيف سيكون الحل؟
هل أن في التصادم منفعة ومخرج؟
هل في القبض على إرادة الأجيال الصالحة نتيجة ذات قيمة وطنية؟
علينا أن نتساءل ونمعن في طرح الأسئلة، ونتعلم مهارات البحث عن الجواب الأصوب، وهذا يتطلب شجاعة ونكران ذات.
ولا بد من القول بجرأة وقوة أن الأجيال الطالحة محشوة بالعاهات النفسية والفكرية والعقائدية، وتكنز دمامل ذات أقياح سُمّية فتاكة، وعليها أن تعترف بما فيها، وتتنحى عن الطريق، وتتحرر من دور العثرات الذي تقوم به، وتترك للأجيال الصالحة حرية الاندفاع في سبيلها المشرق الدفاق.
فكتابات الأجيال الطالحة أو المنتهية الصلاحية مدونة بمداد الأقياح التي فيها، ويمكن القول بأنها كتابات حُكمية أنانية انتقامية تهدف إلى غايات مريضة في نفس ألف يعقوب ويعقوب.
فالحل أن تعترف الأجيال الطالحة بانتهاء مدة صلاحيتها، وأن تبارك وثبة الأجيال الصالحة الصاعدة وتؤمن بها، وبقدراتها على صناعة العزة والكرامة والحياة الوطنية المعبرة عن حقوق الإنسان وتطلعاته الإنسانية السامية.
فألقوا بمرساتكم على ضفاف نهر الحياة الوثاب، وترقبوا بسعادة وأمل وثقة تفاعل الأمواج، وهي تصنع مواكب الوجود الإنساني الوطني الأبهى. فلكل جيل حياة يا أولي الألباب، والأمم الحية تترجل أجيالها السابقة، ولدفق الأجيال اللاحقة تُشرع الأبواب!!
واقرأ أيضاً:
حبيبنا العراق!! / الثورة العراقية!! / إبداعات وتوجعات!! / نعم للوطن ولا للكراسي!!