هل تمكن العرب من صناعة قائد يعبّر عن تطلعاتهم وجوهر ذاتهم وموضوعهم، منذ أن تأسست دولهم وحتى اليوم؟ سيقول الكثيرون، كيف تتجرأ على طرح هذا السؤال، فالعرب قد أوجدوا قادة أفذاذ على مسار القرن العشرين، وسيستحضرون عددا من الأسماء.
لكن الحقيقة الدامغة أن المجتمع العربي من أفقر مجتمعات الدنيا فكرا وعجزا على صناعة القائد القادر على الأخذ بمسيرة الأجيال، وتأكيد إرادتها وتأهيلها لتقرير مصيرها وبناء حاضرها ومستقبلها.
البعض سيقول فلان قائد وغيره قائد، وعلينا أن نعترف ونواجه أنفسنا ونقولها بصراحة ووضوح، أن معظم العرب بدولهم كأمة لم يفلحوا في تكوين القائد القدوة الذي تحتذي به الأجيال وتمضي على خطواته، وبالمقارنة مع مجتمعات الدنيا التي أنجبت قادتها يظهر الفرق الشاسع والفقدان المروع.
فلو نظرنا إلى أي مجتمع متطور ومعاصر، سنجد أنه أوجد قائدا يستوعب ما فيه من الطاقات، وهذا القائد وضع بنظرته الثاقبة ووعيه الحضاري الرشيد خارطة صيرورة دائبة للأجيال المتوافدة.
فعلة أمة العرب أنها فشلت في صناعة القائد القادر على حمل رسالتها الحضارية والتعبير عن تطلعاتها وأهدافها الإنسانية، فجميع قادتها أو الذين أسميناهم قادة، أخفقوا وأسهموا في تأهيل العرب للوقوع في حبائل الطامعين بهم، ولم يسلم أي مجتمع من السقوط في مهاوي التداعيات والويلات والخسران الشديد.
وجميعهم وبلا استثناء شاركوا في إفقار العرب ومنع المواطنين من أبسط الحقوق الإنسانية، وحكموهم بالحرمان من الحاجات الأساسية، وما استطاعوا أن يحفظوا قيمة الإنسان ويعززوا معاني المواطنة ومعايير الوطنية.
وما تمكن الواحد منهم أن يعمل على كتابة عقد اجتماعي يحافظ على البلاد والعباد ويرعى حقوقهم ويصون قيمهم ودورهم في الحياة.
العرب بلا قادة، وتلك معضلة السيادة، ومنهج الإبادة!!
واقرأ أيضاً:
مدارات الاقتدار!! / صوت الحق خفاق!! / أعداء الأمل والحياة!! / الثوابت السلوكية والقوة الوطنية!!