٢٣ آذار ٢٠٢٠
فحص المناعة ضد فيروس كورونا Testing Immunity against Covid 19
لا يزال العالم يواجه تحديات عدة بسبب جائحة فيروس كورونا. الحكومة البريطانية قد تعلن حظر التجوال إذا لم يلتزم الناس بالتعليمات الصحية حول التباعد الاجتماعي. خطة المرحلة تعتمد على فحص المصابين لمعرفة من يحمل الفيروس وعزله أو علاجه استناداً إلى شدة أعراضه. الفحص يستغرق ٢٤ ساعة ويتم عمله فقط في بريطانيا الآن للراقد في المستشفى بسبب أعراض المرض. لذلك فإن عدد المصابين الحقيقي هو ما لا يقل عن ١٠ -١٠٠ ضعف العدد الرسمي.
في نفس الوقت هناك فحص التحري عن الأجسام المضادة المناعية والذي يعطيك نتيجة فورية تماما مثل فحص الحمل. بريطانيا تقيم هذه الفحوص الآن وأعلنت أن الملايين منها قد تكون جاهزة خلال أسابيع مع استثمار جديد بقيمة ٢٠ مليون إسترليني في بحث جينات المرض ومعرفة سر سرعة انتشاره.
إذا توفر هذا الفحص فعند ذاك ترسل من يحمل الأجسام المضادة للعمل وتعزل من لا يملك هذه الأجسام. ملاحظة: لا تزال تجارب هذا الفحص غير مؤكدة(٧ نيسان ٢٠٢٠).
وباء كورونا والهند
تاريخ الأوبئة مع الهند طويل ورغم أن العالم يطلق مصطلح إنفلونزا إسبانية على وباء ١٩١٨ ولكنه قتل ٦ مليون نسمة أو ما يعادل ٦٪ من السكان. بعبارة أخرى المصطلح الأدق هو إنفلونزا هندية لأن عدد ضحايا الهند كان أكثر من غيرها.
اتخذت الحكومة الهندية إجراءات مشددة منذ يوم أمس ومنعت رحلات الطائرات المحلية والعالمية رغم أن عدد الإصابات فيها ٢٠٠ فقط وثلاثة ضحايا. رغم ذلك فإن الهند فحصت فقط ١١ ألف مواطن مقارنة بفحص كوريا الجنوبية لأكثر من ربع مليون مواطن.
خطورة انتشار كورونا في الهند أعلى من غيرها: ٤٩٪ من المصابين بالسكري على كوكب الأرض يعيشون في الهند، والتدرن مقاوم للعلاج في كل مكان، ومستويات النظافة متدنية إلى حد ما، ونسبة عدد أجهزة التنفس الاصطناعي فيها قليل جداً وأفضل بقليل من باكستان.
من جانب آخر علاقات الهند مع الصين أضعف بكثير من علاقة الأخيرة ببقية دول العالم ولها تاريخها الطويل. الزوار من الصين وإيران وإيطاليا حيث مراكز الوباء العالمية، قليل جدا مقارنة ببقية بلاد العالم.
لا أحد يعلم ماذا ينتظر الهند ولكن إن انتشر الوباء فيها وهي رابع أكبر اقتصاد في العالم، فستكون كارثة عالمية اقتصادية بالإضافة إلى كوارث العالم في ٢٠٢٠.
استعمال العقاقير لعلاج فيروس كورونا والهلع لشراء هيدروكسي كلور كوين HCQ) Hydroxy Chloroquine)
استعمال العقاقير لعلاج عدوى فيروس كورونا لا يزال تحت التجربة السريرية. هناك هلع اجتاح لندن لشراء عقار HCQ منذ أيام. قصة هذا العقار في علاج هذا المرض مصدرها دراسات إيطالية وصينية وأخرى فرنسية استنتجت بأنه يساعد بعض المرضى ويخفف من شدة الإصابة. رغم ذلك لا توجد نتائج قطعية مسنودة بدليل قوي، وستبدأ أولا دراسة في بريطانيا بعد يومين للحصول على جواب قطعي. لا يجوز استعمال هذا العقار عشوائيا وبدون تشخيص وإشراف طبيب. يجب أن يتذكر الجميع بأن العقار لا يحميك من الإصابة، والغالبية العظمى من المصابين (٨٠٪) لا يعانون إلا من اعراض طفيفة أو لا أعراض بتاتاً. ما ساهم في شهرة هذا العقار هو حظر الحكومة البريطانية تصديره إلى الخارج منذ أسبوعين على الأقل.
هناك خليط من عقاقير لعلاج الإيدز تمت تجربتها في الصين تسمي Lopinavir-Ritonavir. جميع الدراسات أثبتت بأن لا فعالية لها الآن ولذلك تم حذفها من جدول الدراسات. ما يؤسف له أن هناك من يصف هذه العقاقير بصورة عشوائية لمرضى تم تشخيصهم أو عدم تشخيصهم بالعدوى.
لا تستعمل العقاقير بصورة عشوائية.
التزم بتعليمات الصحة العامة.
ابتعد ٢ متر عن أي إنسان يزورك في بيتك.
التزم البيت ولا تخرج منه إلا عند الضرورة.
حافظ على نظافة يديك.
لا تضع اليد على الوجه.
ولا داعي للذعر.
٢٤ أذار ٢٠٢٠
التعليمات الطبية والشائعات في الأوبئة اليوم وقبل ١٠٠ عام؟
آخر الشائعات التي تنقلها المواقع الاجتماعية هو أن شرب الكحول والغرغرة به يقضي على فيروس كورونا. في عام ١٩٢٠ كانت الشائعة: التدخين يقضي على فيروس إنفلونزا.
قواعد النظافة لم تتغير كثيراً وترى في الصورة هلع الناس من الإنفلونزا بعد عشر سنوات من جائحة الإنفلونزا الإسبانية حيث ترى الأطفال يمارسون الغرغرة بالماء المالح لتنظيف الفم. ربما القواعد الصحية العامة للوقاية من الفيروسات ستستمر إلى عدة أعوام.
أما عزل الناس والمصابين والتباعد الاجتماعي Social Distancing فلم يتغير كثيراً سوى أن التعليمات قبل ١٠٠ عام كانت تركز على ازدحام وسائط النقل مقارنة بدور عرض الأفلام والمسارح. اليوم جميعها مغلقة.
٢٥ آذار ٢٠٢٠
التطوع لمواجهة فيروس كورونا
يمر العالم هذه الأيام بظروف استثنائية بسبب وباء كورونا العالمي، وليس هناك من يجاهد بحق مثل العامل في القطاع الصحي الذي يستقبل المريض بعد الآخر.
هدوء الشوارع لا مثيل له.
متران تفصل ما بين إنسان وآخر.
والنصيحة هي: تبقى في البيت إلا لعمل في قطاع حيوي.
طلبت الحكومة البريطانية من الشعب التطوع للعمل الخيري لمساندة المجاهدين في القطاع الصحي. استجاب لها في خلال ٢٤ ساعة ما يقارب نصف مليون متطوع يجند نفسه للعمل الخيري بدون مقابل. الآن (٧ نيسان ثلاثة أرباع مليون متطوع).
السيرة الذاتية صفحات يكتبها الإنسان ليعرضها على الآخرين ولكن الصحيفة الوحيدة التي تستحق الذكر هي سيرة الروح التي تسطر الأفعال النبيلة الخيرية والتخلص من الأنانية لتنشر الأمل والنور في كل مكان.
٢٧ آذار ٢٠٢٠
نظريات كورونا فيروس بين العلم والبيئة من القرون الوسطى إلى يومنا هذا
قبل أن ينتشر فيروس كورونا عالمياً، كان العالم مشغولاً بتلوث البيئة. الجميع يتحدث عن إطلاقات الكربون وتدمير الإنسان لكوكب الأرض. في الوقت الذي كانت فيه الصين تواجه كارثة فيروس كورونا، كانت هناك تظاهرة في مدينة برستول غرب إنكلترا تحت قيادة المراهقة السويدية ونصيرة البيئة كريتا ثنبرغ. تعجب الجميع من السماح بقيام مثل هذه التظاهرة في اليوم الأخير من شهر شباط وقبل خمسة أيام فقط من انتشار كورونا وبائيا في إنكلترا. حضرها ٢٥ ألف من طلاب المدارس في وسط مدينة من أكثر مدن إنكلترا ازدحاماً. أشارت في كلمتها بأن لا يمكن لأحد أن يجبرنا على السكوت. هذا ما حدث فعلاً، ولكن الذي حدث أن فيروس كورونا أسكت الجميع بل واحتجزهم في بيوتهم.
الأوبئة بين الجراثيم والبيئة
أول من تحدث عن دور الجراثيم في انتشار الوباء هو ابن سينا في عام ١٢٠٨ م، وأسهب فيها بعد ذلك ابن لسان الدين ابن الخطيب في القرن الرابع عشر في الأندلس. منذ ذلك الوقت حتى يومنا هذا تسمى هذه النظرية بالجرثومية Germ Theory في تفسير الأمراض. مع قيام النهضة العلمية في الغرب بحث فيها باستور وكوخ وقبل بها الجميع. ولكن خلال ٧٠٠ عام كان العالم الغربي لا يفسر الوباء إلا بسبب رداءة الهواء ولا يقبل سوى بنظرية الهواء الرديء لـ Galen المعروفة بنظرية Miasma وترجمتها حرفيا من الإغريقية بنظرية التلوث.
انتعاش نظرية التلوث مرة أخرى
سكت جيش أنصار البيئة لمدة ثلاثة أسابيع، وسكت معهم الغلاة من مختلف الألوان والأصناف. في نفس الوقت انفتح باب النشر العلمي لمختلف المقالات وبدون تدقيق من أجل مواجهة الوباء.
قبل أيام بدأ أنصار البيئة نشر فرضيات ونظريات جديدة. الفرضية الأولى هي أن انبعاث ثاني أوكسيد الكربون انخفض وأصبحت البيئة صحية أكثر وهذا سيعوض البشر في نهاية المطاف.
أما الفرضية الأخرى والتي صدرت من إيطاليا فهي لا تختلف كثيراً عن نظرية التلوث في القرون الوسطى والتي تم رفضها في جميع أنحاء العالم. تقول هذه النظرية بأن التلوث سببه وجود أجسام في الهواء ساعدت عن نشر الفيروس في كل مكان. بالطبع عليك انتظار المزيد من هذا الهراء.
٢٩ آذار ٢٠٢٠
رد الفعل الألماني لفيروس كورونا مقابل بقية أنحاء العالم
بدأ فيروس كورونا في الصين بداية الشهر الثاني عشر ٢٠١٩. وصل ألمانيا عن طريق رجل عمره ٣٣ عاماً أصابته العدوى من امرأة صينية زارته قبل أسبوع. حذرته برسالة إلكترونية، وانتبه إلى أن ما يعاني منه قد يكون فيروس كورونا. أعلم السلطات رغم تحسنه وتم إغلاق المصنع الذي يعمل فيه. اتصلت السطات الصحية بجميع من اتصل بهم وفحصتهم، ومن كان يحمل الفيروس تم عزله.
استعدت ألمانيا للوباء منذ أشهر وأنتجت مصانعها أداة الفحص المختبري. الأسبوع القادم سيبدأ فحص الدم للتحري عن المناعة. التزموا بشعار الأمم المتحدة: افحص وافحص وافحص. يفحصون كل حالة مشتبه بها في كل مكان ومن فحصه إيجابي يتم عزله ويلاحقون من اتصل بهم. هذا يفسر بأن عدد الوفيات لا يتجاوز 0.7% من إجمالي الإصابات. الأسبوع القادم سيفحصون نصف مليون مواطن. نسبة عدد أجهزة التهوية الاصطناعية للمواطنين هو ثلاثة أضعاف بقية أوروبا. لا عجب أن تستقبل مرضى فيروس كورونا من هم بحاجة لهذا العلاج.
من له الحق أن يخرج من البيت بعد الإصابة؟
من يحصل على جواز مناعة رسمي يثبت أنه لا يحمل الفيروس.
ماذا عن بقية العالم الغربي؟
لا يفحصون إلا من يدخل المستشفى.
يطلبون من له أعراض تشير إلى الفيروس بعزل نفسه.
أجهزة التهوية الصناعية ثلث ألمانيا.
ولا توجد توصيات حول جواز سفر مناعة.
٨٠٪ من الإصابات لا تحتاج الدخول إلى المستشفى وربما هناك عشرة أضعاف يحملون الفيروس وينشرونه بدون قصد.
ربما ذلك يعكس رقي ألمانيا مقارنة ببقية أوروبا وأمريكا التي أنكر زعيمها وجود الوباء قبل يوم واحد فقط من انتشاره في الولايات المتحدة.
٣٠ آذار ٢٠٢٠
سلوك فيروس كورونا
هناك مصطلحات علمية في الأمراض المعدية كثيرة الاستعمال ومن هذه المصطلحات:
الحمولة الفيروسية وتعني عدد الفيروسات أو الجزيئات المعدية التي يحملها الإنسان وبالتالي ينشرها في البيئة التي يعيش فيها أو يتجول فيها. هذه الحمولة تتناسب طرديا مع نقل العدوى من المصاب إلى الآخرين. لذلك القاعدة العامة هي الالتزام بسلوكيات صحية في غاية الأهمية لعدم نشر العدوى ومنها:
١- التزامك البيت.
٢- تنظيف اليد
٣- الابتعاد عمن تقابله مسافة لا تقل عن مترين.
٤- استعمال المنديل.
٥- عدم العطس إلا في المنديل.
وغير ذلك.
المصطلح الثاني هو الجرعة المعدية Infectious Dose، وهو عدد الفيروسات أو الجزيئات التي يستلمها الإنسان وبالتالي يصاب بالعدوى. هذه القاعدة تفسر ضرورة التباعد الاجتماعي، عدم الاجتماع لفترات طويلة في غرفة واحدة، اختزال مدة الاجتماع، وعدم الإسراف في الثرثرة.
هذه الملاحظات تنطبق على فيروسات إنفلونزا وتم تثبيتها في العديد من الدراسات. كذلك الأمر مع فيروسات كورونا السابقة وهي SARS وMERS. لكن سلوك فيروس كرونا المعروف Covid-19 يختلف. يبدو أن حمولة الفيروس لا تختلف كثيراً في المصاب الذي تظهر فيه أعراض طفيفة أو شديدة أو حتى بدون أعراض سوى دراسة واحدة من الصين استنتجت أن حمولة الفيروس في الأنف أكثر في المريض الذي يعاني من أعراض شديدة.
لا أحد يعلم كذلك ما هي الجرعة المعدية من الفيروس وهناك تقديرات بالمئات إلى عشرات الآلاف. في نفس الوقت لم تصل الدراسات إلى استنتاج يشير إلى أن كمية الجرعة المعدية يتناسب طردياً مع شدة المرض.
ويتبع >>>>>> : مدونات كورونا2
واقرأ أيضاً:
المعالجة الطبية لفيروس كورونا COVID-19 / السيطرة على جائحة كورونا