الدول الغربية وأمريكا في محنة مواجهة المارد كورونا والوفيات بالآلاف والإصابات بعشرات وعشرات الآلاف، وهي دول ذات إمكانيات كبيرة ووجدت نفسها في مأزق عسير لسرعة انتشار الفايروس وتأثيراته القاتلة التي لا تميز ولا ترحم.
إنه فايروس مسعور غايته حصد الملايين من البشر، وبما أن الدول القوية المتقدمة تواجه وتقاوم وبخسائر فادحة، فإن الدول المتأخرة ستقف أمامه مستسلمة مذعورة وستكون الخسائر فيها بالملايين، وليست بالآلاف. فالفايروس اجتاح الكرة الأرضية وهو يهاجم أكثر من مئة وخمسين دولة حتى الآن.
وفي هذا النزال الشديد المروع الأهوال، لا يأبه الكثيرون في مجتمعاتنا ولا يصدقون ويتعللون بالهذيانات ويستحضرون البهتان ويحسبون الأمر أشبه بالانتقام من مجتمعات دون غيرها، بينما الفايروس يتجول في ديارهم ويغتال العديد منهم، لكن الإحصاءات غير دقيقة، وهناك مَن يُسخّر الموضوع لغايات غريبة.
أيها الناس هذا فايروس لم تعرفه البشرية من قبل، يعصف بالرئتين ويدمر الكليتين ويقضي على البشر في غضون أيام معدودات.
فهو يسري بين الناس كالنار في الهشيم، ويصيب الملايين تلو الملايين، ويحصد الآلاف تلو الآلاف رغم التداخلات العلاجية المتطورة جداً.
والفايروس حر مُتأسّد يتحدى القدرات البشرية، فلا علاج له ولا لقاح، وهو يسرح ويمرح، وقد عطل الحياة في أرجاء المعمورة وتسبب بانهيارات اقتصادية وأزمات بطالة فائقة، وربما سيدفع إلى العدوانية والحروب الأهلية الفتاكة.
كما أنه سيغير الوجود العالمي بأسره وسيضع البشرية أمام خيارات صعبة ومعقدة، وأمامه ستنهار قِوى تسمى قوية وجبارة ولن ينجو من صولته مجتمع من المجتمعات.
هذا الكائن اللامرئي قد حجر الناس في بيوتهم وأخلى شوارعهم ومطاعمهم ونواديهم ومتنزهاتهم وأصاب الدنيا بسكتة قلبية وجعل الناس تفكر بالحياة وبالموت وأن الموت أقرب إليهم من الحياة , التي تراءت وكأنها السراب.
فلماذا تستهين مجتمعاتنا بهذا الإعصار الفنائي الوبيل؟
ولماذا تتبع المُضلّلين والدّجالين والمُدّعين؟
إنه واقع مصيري وإرادة بقاء أو فناء، وعلينا أن نختار ما بين الحالتين؟
واقرأ أيضاً:
ادخلوا مساكنكم / العلم والعمل / عندما تقتلني يداي!! / أعداء العربية يُبدعون بعدوانيتهم