ما يحصل للأمة عبارة عن زوابع في فناجين الذل والهوان، ولن تدوم، ولن تأتي أُكُلَها مهما توهم الواهمون، فـتاريخها يحدثنا عن ألف زوبعة وزوبعة، وما فتَّتت من عضدها ولا أُثنتها عن رسالتها أو أوهنت إرادتها.
أمة انتصرت على أعتى الزوابع الفتاكة المتوحشة الشرسة التي توهمت بأنها ستمحقها وتفنيها، لكنها ذهبت جميعها وغابت وبقيت الأمة حية خالدة.
وذروة ما أصابها ما حل بها عندما سقطت الدولة العباسية واحترقت بغداد عن بكرة أبيها وتوهم الهولاكيون بأنهم انتصروا عليها، وإذا بهم في عداد المنهزمين المنكوبين بآثامهم وخطاياهم.
الأمة بخير عندما ننظر بعيونها لا بعيون اليأس والخذلان والتبعية والامتهان.
الأمة أقوى من المكان والزمان والتاريخ والأحداث، وتقارع أعتى القوى والقدرات، وتنتصر عليها جميعاً بصبرها وتجلدها وقيمها وأخلاقها وعقيدتها وروح رسالتها النبيلة السامية العلياء.
الأمة أقوى من أبنائها ودولها وأنظمة حكمها وكراسي العدوان عليها.
الأمة أقوى من النفط والسلاح والقدرات التدميرية التي تتبَجَّح بها قوى الدنيا المَسعُورَة التَّطلُّعات والتفاعلات الافتراسية النكراء.
الأمة ليست خروفاً مُعَمَّماً أو على رأسه عِقال، الأمة نورٌ وهَّاجٌ وصوت صدّاح يزعزع أركان الدنيا، وعلى أنغامه تدور الأرض ويتوافق مع نبضات الأكوان.
الأمة وجود كوني في سرمد أبدي، وقوة روحية مطلقة تتواشج مع كنِّه ذات الخلق والوجود.
فلتصمت أفواه الخذلان، ولتندحر دعوات اليأس والهوان.
فالأمة ذات شأن ورسالة وعنوان!!
واقرأ أيضاً:
أمة هَذَرِ وهَذْرَبَةٍ!! \ عين الأمة!! \ المستشفيات وقيمة الإنسان