سياسات الدول مبنية على مصالحها التي تعني الحفاظ على السيادة وتأمين حاجات الشعب والتأكيد على مصادر القوة والطاقة والقدرة على بناء الكيان الوطني المتماسك المتين.
والدول تتفق على مواد دستورية تحافظ على مصالحها، وتربي الأجيال عليها لكي يتقوى كيانها وتتواكب مع التحديات التي تواجهها وتنتصر عليها.
ولو درستَ سياسة أي دولة فلن تجد فرقًا كبيرًا في السعي لتأمين مصالحها، أما إذا نظرت في سياسات دول العرب فإنها تتفاوت في نظرتها للسياسة، والقليل منها يضع مصالحه أولًا ويعمل على تأمين حاجات الشعب.
فالسائد أن سياساتها تأمين مصالح الآخرين، بل تأمين مصالح أعدائها، وبسبب هذا السلوك أصابها ما تعانيه من التداعيات وما تعيشه شعوب المنطقة من قهر وحرمان.
فهل وجدتم دولة عربية تتكلم عن مصالحها أولًا؟ وهل وجدتم دولة عربية تفكر بقيمة المواطن وحقوقه؟
من الصعب أن نجيب بثقة ونقول "نعم، إن السياسة في دولنا تهتم بمصالح الوطن والمواطنين" لأن معظم الدول فيها ثروات وقدرات وطاقات لكنها تبددها وتسخرها لتكون ضد الشعب، وأكثرها تسعى لتحويل النعمة إلى نقمة، ولا تميل إلى البناء والإعمار، وإنما التدمير والخراب ديدنها، وتستخدم البهتان والضلال سلاحًا للنيل من المواطنين، وأصبحت اليوم أكثرها تتعلَّل بالدين وتمتطيه ليكون السبب الوحيد لما يحصل، ولتعفي نفسها من المسؤولية والمساءلة.
إن العلة في مجتمعاتنا سياسية بحتة لأن الذين يتولُّون أمورنا جهلة لا يفقهون بالسياسة إلا السلب والنهب والعدوان على أبناء الوطن، ويتحولون إلى ذئاب مذؤوبة تتوسَّد الكراسي حتى الموت.
فعندما نفوز بساسة يفكرون بمصالح دولنا وشعبنا سنكون... وهيهات أن نأتي بقائد أمين.
واقرأ أيضاً:
الرؤوس المغلولة / أحمد شوقي صوت النهوض الخالد!! / العرب في القرن العشرين