التقييم الموضوعي والتحليل الواعي لما يُنشر على صفحات التواصل الاجتماعي بأنواعها يشير إلى أن أعداء اللغة العربية يدُسُّون منشورات فيها أخطاء إملائية وتعبيرية فادحة ليوهموا المتابعين بأن العربية ليست بخير، وأن أبناءها قد فقدوا القدرة على التواصل بها.
وهذه دسيسة مقصودة ومدروسة ومبرمجة لمحاربة لغة الضاد، فالذين يكتبون بالعربية يزدادون ويمارسونها يوميًّا بفضل وسائل التواصل الحديثة التي تستدعي الكتابة، بل إن مهارات الكتابة عند الناس قد تطورت بسبب ذلك لأن التخاطب صار كتابيًّا ويستدعي التعبير السليم عن الأفكار بالكلمات.
وتجدني أتلقى رسائل تبهرني صياغتها من أشخاص تطورت قدراتهم الكتابية ومفرداتهم اللغوية، وأصبحت مهاراتهم في استعمال اللغة المكتوبة ذات قيمة ومعنى.
ويبدو أن أعداء العربية يلاحظون التطور الكبير في الكتابة بالعربية، وأنها صارت من أساليب المخاطبات الشائعة في مجتمعاتنا، فيذهبون إلى دسائسهم المقيتة ليزعزعوا ثقة العربي بلغته، ويُرفِقُون الدسائس بتعليقات تُهِين العربية.
والمطلوب مواصلة الكتابة بالعربية عبر وسائل التواصل، واليقظة والحذر من المعادين للغة الضاد، وتصحيح ما يكتبونه بأدب واحترام للعربية بدلًا من الانفعال لأن الدسائس مدروسة بعناية ومشحونة بما يثير الاستجابة المنفعلة.
فالعربية لغة إنسانية حضارية غنية بقدراتها التعبيرية ومفرداتها الوافية المعاصرة اللازمة لاستيعاب المستجدات والتفاعل مع المبتكرات بثقة وإقدام حضاري مطلق.
فاكتبوا بلغة الضاد الرائقة، وأنيروها بكلماتكم الواثقة وألبابكم الحاذقة.
د-صادق السامرائي
3\12\2020
واقرأ أيضاً:
العرب في القرن العشرين / الأمم مصالحها أولًا، إلا أمة العرب!! / الاحتلال الدماغي