العلم يجيد العديد من لغات الدنيا إلا العربية، والعيب في أبنائها وليس في لغتهم، فعزّ اللغات وسطوعها من عز أبنائها وتألقهم، ففي عصور الإشعاع الحضاري والريادي كانت العربية لغة العلم، واليوم صارت المسافة بينها وبينه شاسعة.
فأبناء الأمة تخلوا عن دورهم العلمي، وانشغلوا بما يضرهم ولا ينفعهم، فعلى مرّ الأجيال تجدهم منهمكين بحل مشاكل الأموات، والتوحل في موضوعات بائدة، وقد أسهم المفكرون والمثقفون بالاندحار المروع في حالات خالية من قدرات الحياة، حتى صار أموات الأمة هم الأحياء، وأحياؤها الأموات، بل أن الأموات صاروا يقاتلون الأحياء، وبسببهم زهقت آلاف الأرواح البريئة.
وتم إيهام الأحياء أن العلة الكبرى في الدين، وأنها أمة دين لا علم، وأنها جاهلة، ولا يوجد فيها مَن يعرف إلا تجار الدين من الدجالين والمرائين، الذين يستعبدون أبناء الأمة ويعطلون عقولهم، وهم أعداؤها الذين أوهموها بأن العلم ديني وحسب، فرجّحوا العلوم الدينية وعقروا عقول الأجيال بوثاق السمع والطاعة.
فأين العلم؟
ولماذا لم يؤكد المفكرون والمصلحون على العلم؟
لماذا هذا السلوك المنحرف البائد الباطل العاصف بوجود الأمة؟
على الشباب المعاصر أن يواجه مصيره، ويزعزع أركان الجمود والقعود، وينهض بهمة متوقدة، لتثوير الطاقات الكامنة في أعماق الأجيال، وينطلق في مشاريع علمية بثقة، وقدرة إنجازية عالية يلا خوف أو تردد.
فالأمة جوهرها علمي، وبالعلم تسود وتقود، وبدون العلم تتحول إلى عصف مأكول.
إن الحقيقة المغفولة الفاعلة في هوان الأمة، أنها أهملت العلم وتخلت عن رسالتها، وما عادت تتفكر وتتدبر وتتعقل، وتناست أن معجزة الإسلام في العقل، الذي أطلقه حرا مفكرا باحثا مبتكرا، ومبدعا في كافة مناحي الحياة.
ووفقا لذلك كان المسلمون من الموسوعيين في المعارف والعلوم، وتراث الأمة المعرفي يؤكد ذلك على مدى أجيال قادت البشرية إلى مدن الأنوار العلمية!!
فهل من علم يا أمة يعلمون؟!!
واقرأ أيضاً:
أمُّ الحروب / الخلايا الضوئية والعرب!! / أللهم أنقذ البشرية من غلاة الدين!!