"ليس لديه مانع أن يتم تقبيل زوجته ومش هيغير نفسه عشان الجمهور والمجتمع هما اللي محتاجين يتعالجوا".
تلك الكلمات المنتشرة في الفترة الأخيرة سواء كان أصحابها يقصدونها ومقتنعين بها أو أرادوا ركوب موجة الترند، جعلتني أكتب تلك المقالة عن الاضطرابات النفسية الجنسية والتي تحارب المجتمعات المنفتحة دائما اعتبارها سلوك إنساني طبيعي وتصديرها للشرق الاوسط المتحفظ والمتمسك بالقيم والتعليم الدينية على أنها حرية شخصية.
▪دعونا نعرف أولا أنماط الزوج الديوث وهي:
1- الزوج المراقب: في هذا النمط تكون رغبة الزوج مركزة على رؤية زوجته تمارس الجنس مع رجل آخر، دون أن يشارك هو.
2- مشاركة الزوجة: حيث يشارك الزوج الديوث زوجته مع رجل آخر بشكل ثنائي -الزوج والرجل الغريب والزوجة- بحيث يكونون فاعلين جميعاً معاً.
3- تبادل الزوجات: عادة ما يتم تبادل الزوجات بين زوجين وزوجتين، أو أكثر.
▪ولكن ما هي الدوافع والأسباب المؤدية لهذا الانحراف السلوكي؟
ما تزال الأسباب مجهولة إلى حد بعيد، وتكاد تكون توقعات وتكهنات أكثر من كونها أسباباً قاطعة يمكن الاعتماد عليها في العلاج، ذلك لغياب رابط الحتمية بين السبب والنتيجة ويمكن القول أن لكل نمط من أنماط الزوج الديوث أسبابه الخاصة المحتملة، لنتعرف معاً إلى أبرزهم:
1- فنتازيا التلصص الجنسي: من أبرز وأهم الدوافع النفسية لمشاركة وتبادل الزوجات هي الرغبة بالتلصص Voyeurism أو مراقبة العملية الجنسية، هذه الرغبة المميزة لدى الشخص بمشاهدة الجنس ومراقبته دون المشاركة الفاعلة أو الممارسة الجنسية، هذا الاضطراب الجنسي مسؤول أيضاً عن حالات مراقبة حمامات النساء والتلصص على غرف تبديل الملابس وحتى مراقبة النساء غير الزوجة أثناء تبديل الملابس أو الاستحمام وغيرها من الممارسات الجنسية المنحرفة.
وفي حالة مشاركة وتبادل الزوجات تكون النشوة الأساسية للزوج الديوث في مشاهدة ومراقبة زوجته مع رجل آخر في السرير، وبطبيعة الحال لا يمكن القول أن التلصص دافع منفرد لمشاركة وتبادل الزوجات، وإنما دافع مهم يتفاعل مع دوافع أخرى.
2- القلق حول القدرات الجنسية: سواء كان هذا القلق مبرراً نتيجة مشاكل صحية يعاني منها الزوج، أو كان قلقلاً وهمياً يتعلق بمتلازمة تشوه الجسد والنظرة السلبية تجاه القدرات الجنسية حيث يعتقد الزوج أنه غير قادر على إمتاع زوجته كما ينبغي؛ في الحالتين يعتبر القلق من القدرات الجنسية من الأسباب التي تدفع بعض الأزواج نحو خيال مشاركة الزوجة.
3- الخوف المرضي من الخيانة: قد يبدو الأمر غريباً؛ لكن في بعض الحالات يكون تبادل الزوجات أو مشاركة الزوجة مع رجل آخر السبيل لمواجهة الخوف المرضي من الخيانة، حيث يشعر الزوج الديوث أنه يسيطر أكثر على علاقات زوجته الجنسية المحتملة برجال آخرين!.
4- تنشيط العلاقة الجنسية: نتيجة المنافسة الجنسية بين الزوج والرجل الآخر تتنشط قدرة الزوج الجنسية، حيث أفاد الأزواج الذين مارسوا تبادل ومشاركة الزوجات عن نشاط في قدراتهم الجنسية بعد المشاركة، وقد يعود ذلك إلى منافسة دافع الذكورة.
5- التمرد على الممنوع: قد تصل الرغبة في التمرد على القواعد والانخراط في السلوكيات الممنوعة والمرفوضة إلى حد مشاركة الزوجة مع رجل آخر فقط إرضاء للرغبة بالتمرد وبطبيعة الحال قد تترافق هذه الرغبة مع انحرافات جنسية أخرى، لكن في هذه الحالات تكون الرغبة في كسر المألوف هي الدافع الأساسي.
6- ازدواجية الجنس: تعرف ازدواجية الجنس Bisexuality أنها وجود رغبة بممارسة العلاقة الجنسية مع الجنس المغاير والمماثل، حيث يرغب الزوج بممارسة العلاقة الجنسية مع شخص من نفس جنسه ومع زوجته في نفس الوقت.
7- المازوشية الجنسية ومشاركة الزوجة: في كثير من الحالات تكون الدياثة أو مشاركة الزوجة مظهر من مظاهر المازوشية الجنسية أو الرغبة في الإذلال الجنسي والعبودية الجنسية، حيث لا يكون الهدف هو التلصص أو المراقبة أو المشاركة، بل الهدف أن يرى زوجته تذله بعلاقة جنسية مع رجل آخر.
8- كره النساء وإذلال الزوجة: بعض الأفكار العميقة لدى الزوج مثل كل النساء عاهرات، النساء خلقن للجنس فقط ويجب ألا يفعلن شيء آخر...إلخ، وكرهه للنساء عموماً ولزوجته خصوصاً ورغبته بإذلالها؛ قد يدفعه نحو خيال مشاركة الزوجة.
▪والآن هل هناك علاج للزوج الديوث؟
1- العلاج النفسي والسلوكي هو الخيار المتاح والأكثر فاعلية للزوج الديوث ولخيالات مشاركة وتبادل الزوجات، فاعلية هذا العلاج موضع نقاش لأنها ترتبط فعلياً بعوامل كثيرة ومتشعبة. مثل العوامل الاجتماعية ومدى تقبل الشريك لرغبات شريكه الجنسية ومدى قدرة المعالج على فهم وتحليل شخصية الديوث والوصول إلى مفاتيح المشكلة.
2- العلاج الديني. يأتي بنفس المرتبة تقريباً بالنسبة للأشخاص المؤمنين.
ولكن قلّما يلجأ شخص إلى طلب العلاج وذلك ببساطة أنها تمثل المتعة الأقصى لصاحبها، ومن يرغب أن يتعالج من المتعة؟!، وعادة ما يكون طالب العلاج واقعاً تحت ضغط الشريك أو ضغط اجتماعي أو شعوره العميق بالذنب لأن سلوكه منبوذ اجتماعياً، وهذا ما يفسر انخفاض الاهتمام بالعلاج كما هو الحال مع المثلية الجنسية بعد الاعتراف بها كميل جنسي غير قابل للعلاج أو غريزي.
▪كلمة أخيرة:
الرجل الديوث هو المريض الذي يحتاج العلاج والمساعدة وليس المجتمع أو المتفرج هم المرضي الذين يتمسكون بالقيم والأخلاق ومعايير المجتمع وتعاليم الأديان السماوية.
واقرأ أيضاً:
عيادات مكافحة الشائعات !! / أسباب الخيانة