بكل بساطة، طول العمر بالأصل هو أمر جميل ومحمود، لأن الحياة نعمة من الله عز وجل.
لكن كيف حدث كل هذا؟
نقرأ في الأديان أن أنبياء الله عاشوا مئات السنين، ونقرأ في المخطوطات السومرية أن الناس قبل الطوفان كانوا يعيشون مئات السنين، لكن ألا يشير ذلك إلى أن الجسم البشري مصمم ليعيش سنوات طويلة؟
على أي حال، عرفنا أن متوسط عمر الإنسان كان ٤٠ سنة في القرن التاسع عشر، فصحيح أن كان هناك الكثير من المعمرين الذين تخطت أعمارهم السبعين والثمانين، إلا أن الأوبئة مثل المالاريا كانت تقتل الكثيرين في عمر الثالثة سنوات والأربعة سنوات... متوسط عمر الإنسان في القرن العشرين ارتفع ليصل الستينات، وفي هذا القرن في بعض الدول المتقدمة، هناك توجه لأن يصل معدل عمر الإنسان لأعلى من مائة سنة، القصة أن الخيوط الأساسية، المتعلقة بطول العمر سيتم فكها.
• لو أخذنا رجلاً في الستين يدخن ولديه ضغط وسكري غير منضبطين، وقارناه برجل آخر في ذات العمر لكن لا يدخن وليس لديه ضغط أو سكري، فاحتمالية وفاة الأول في السنوات الخمس القادمة ضعف احتمالية وفاة الثاني.
• لو كان ذات الرجل الأول في وحدة شديدة، فاحتمالية وفاته تضاعف عشرة مرات مقارنة بالرجل الذي لا يدخن وليس لديه ضغط أو سكري وليس وحيداً.
• وذات الرجل الأول الوحيد، الذي ليس لديه أهداف واضحة في الحياة، ويعاني الضغط والسكري غير المنضبطان، ويدخن، فاحتمالية وفاته تتضاعف ٣٠ مرة عن نظرة الذي يحيا حياة صحية وغير وحيد ولديه أهداف.
محرك البحث جوجل، أطلق مشروعاً يسمى Calico، شعاره أن يجعل الإنسان قادراً على العيش للأبد، ولكن القائمين عليه يقولون: علينا أن نحاول أن يحيا الإنسان حتى ١٥٠ -٢٠٠ سنة، وهذا ليس صعباً، حيث أن الشخص إذا وضع على جدول رياضي، وغذائي والتزم على فحوص وأدوية صحيحة، وتم استباق إصابتهم بالسرطان بشكل علاجي، فالبشر يعيشون حياة أطول.
يا ترى، ما أثر ذلك على البشر؟
أولاً: عدد من يعانون الشيخوخة والخرف والوحدة بازدياد، إن لم يتم التعامل مع الموضوع بحكمة.
ثانياً: تراكم الثروة في أيدي طويلي العمر (العمر سيصبح أعلى)، فالميراث والوفاة سبب مهم من أسباب توزع الثروة في المجتمع.
ثالثاً: التقاعد سيتم رفعه لأكثر فأكثر سن.
رابعاً: توجه الناس لتحقق أحلامها بعملها، الشخص سيصبح أكثر انشغالا، فالذي كان يتزوج على عمر ١٩ سنة في القرن التاسع عشر، نظيره في القرن الحادي والعشرين قد يندفع لأول مرة على عمر ٤٠ سنة.
خامساً : سنوات الدراسة يبدو أنها ستظل في ازدياد على الراغبين في ازدياته للعلم.
سادساً: الأمراض المزمنة، مثل السكري والضغط، والاكتئاب، وماذا سيظل هناك زيادة تشخيصها بازدياد.
سابعاً: خصوبة المرأة أصبحت لفترة أعلى، ففي السابق كان ضروريا أن تتزوج المرأة وهي في العشرينات أو ما قبل ذلك لأن قدرتها على الإنجاب بعد عمر ٣٥ سنة تصبح أقل، أما الآن فالمشهد الاجتماعي والعاطفي والجنسي كله اختلف، فنلاحظ شركات تجميد البويضات، وعمليات IVF، (أطفال الأنابيب) منتشرة وتمكن المرأة من الإنجاب وهي حتى في الأربعينات.
ثامناً: طويل العمر الثري، قد تصبح لديه قدرة أكثر وأكثر على الإنجاب والزواج من أكثر من زوجة، فنقرر النساء والزوجات لينفذن أمراً نادراً، لطويل العمر.
تاسعاً: تكلفة الرعاية الصحية ستضرب أرقاماً غير مسبوقة عالية جداً.
عاشراً: الرحلات السياحية والسفر بهدف الترفيه سيكون أمراً كثيراً وشائقاً أكثر.
الحادي عشر: زراعة الأطراف الصناعية والأعضاء الصناعية سيف وأمراً أكثر شيوعاً، وكذلك عمليات التجميل.
الثاني عشر: عمر الشباب سيبدأ من ١٥ سنة، ولكن ربما سينتهي بعد عمر ٦٥ سنة، فإذا كان ابن الستين قادراً على العمل والركض ورفع الأثقال، فهو ليس شيخاً، ربما يوما ما ستبدأ الشيخوخة في عمر ٨٠ سنة، وليس ٦٥ سنة.
الثالث عشر: عدد ونشاط المؤسسات الخيرية والإغاثية سيزيد بشكل غير مسبوق.
الرابع عشر: ممارسة الجنس فيما قبل الزواج والخيانات الزوجية ستضرب أرقاماً غير مسبوقة.
الخامس عشر: جمعيات حقوق الحيوان وحماية الطبيعة ستسجل ازدياداً كبيراً.
السادس عشر: النشاطات الترفيهية والسياحية والحفريات الأثرية ستسجل ازدياداً كبيراً.
السابع عشر: انتقال الإنسان من وظيفة لأخرى ومن نشاط لآخر سيصبح أمراً منتشراً.
واقرأ أيضا:
مدونات مجانين