العقول تفكر، ولا قيمة لما تتوصل إليه إن لم يكن مقرونا بجرأة التعبير عنه.
"إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة ... فإن فساد الرأي أن تترددا"
وما أكثر العقول العاملة المحفوفة بالخوف الشديد، والمعتقلة في متاريس الرعب، وفي مقدمتها الطروحات والروايات التي ارتدت أزياء القدسية والمقامات العلوية، وأصبح الاقتراب منها نوع من الجنون والانتحار.
وبسبب هذا التردد والهلع استنقع الواقع وتعفن، وتحول الطيب فيه إلى خبيث، والفضائل إلى رذائل، والحق إلى باطل، وانتصر الغش والخداع والتضليل وتسلط الفساد.
إن جرأة إعمال العقول من أهم مرتكزات التغلب على الضياع والهوان.
ولابد لإرادة السؤال أن تتحرر من أصفاد الممنوع، وتحطم هياكل السمع والطاعة، والتبعية والخنوع للمفترسين لوجود الأمة.
المجتمعات بعقول أبنائها، لا بالخرافات والهذيانات والأوهام والأباطيل المؤدينة، التي تدعو لتكبيل المجتمعات بقيودها القاهرة، وبعدم النظر فيما قيل ويُقال.
جرأة إعمال العقول ترفض الأصنام المشخصنة، والتعبد في محراب أدعياء الدين، وهم ألد أعدائه، ومن المسخَرين لتأمين مصالح الآخرين باسم الدين.
لابد للأمة أن تتحرر من أهوال الذل والهوان، وتتنفس هواء الحرية وتقرير المصير، وتؤمن بأنها ذات سيادة، وليست من غنائم المنتصرين في حروب القرن العشرين.
ولن تنطلق الأمة، إن لم تمتلك عقولها الجرأة المطلقة في التعبير عن أفكارها ورؤاها، وما تريده لبناء مستقبلها الحر العزيز.
فهل من عقول ساطعة لا تخاف لومة لائم؟!!
و"كذب الظن لا إمام سوى العقل...."!!
واقرأ أيضاً:
رحم الله القلم!! / ضياء العقول!!