من سبت الغفران إلى سبت الطوفان17
رمضان الطوفان:
من أفدح ما ابتلي به الإسلام والمسلمون هو ذاك التفكيك الفادح للدين والأمة!!
الأمة ممزقة إربا إلى طوائف ومذهبيات وعرقيات وطبقات ونعرات.
والدين تجد فيه جماعة تستغرق في العبادات، وتغفل عن التزكية النفسية والروحية، رغم أن هذه ثمرة لتلك!!
بينما ينهمك البعض في تصوف روحاني منفصل عن جهاد دفع الظلم والاستبداد والاستعمار!!
آخرون ممسكون بخيط العلم والتعلم والتفقه - دون سواه، وفئات منصرفة إلى الإنفاق بسخاء في سبيل الله - منصرفة، ولو نسبيا، عن بقية سبل الخير، وتعاليم الدين، وهكذا
في غزة تبدو صورة أكثر تكاملا للإسلام؛ ممارسة العبادات بشكل أعمق، مع جوع سبق الصوم، وجهاد بالنفس والسكن والمال والعيال والصمود بلغ ذروة السنام.
يتبادل المسلمون التهاني بقدوم الشهر الفضيل، وفي إسلامهم نقص هنا أو تقصير هناك ويغفلون عن رمضان الطوفان حيث يتجلى الإسلام واقعا متكاملا.
يستسلم السواد الأعظم من المسلمين لتصور اختزالي لطبيعة وعمق المواجهة والإبادة الجارية، وللأدوار الممكنة والمحتملة للدخول فيها، كل من موقعه، وهذه السلسلة متوجهة لكل أصحاب التصور الاختصاري الاختزالي التسطيحي الذي يرى رسالة وقضية وملحمة غزة مجرد ناس جوعانة ومحاصرة، وطالما أنه لا يدلي في فك هذا الحصار، فليس أمامي سوى الدعاء.
بينما تصل رسالة غزة لأركان الدنيا ويتفاعل معها بني البشر وينفعلون بها في أشكال متنوعة من مراجعة لما تربوا عليه من أكاذيب إلى استكشاف جوانب كانت مجهولة لديهم في دين الإسلام والحركة ضد الشركات والحكومات الداعمة للكيان ورسائل مباشرة لأهل غزة بالرسم والغناء والحكي والإلقاء وكتابة الأسماء (أطفال وشهداء) والتجسيد في لوحات درامية ووصف أنماط التغيير الشخصي أو الانفعال النفسي المواكب للمجازر أو مخاطبة أشخاص بعينهم داخل غزة.... أو الحديث عنهم أو إلقاء أشعارهم أو ترديد كلماتهم...
فهل يكون رمضان فرصة للمسلمين لمراجعة ما استكانوا له من موقف: لا نملك إلا الدعاء!؟!!
د. أحمد عبد الله Facebook
ويتبع>>>>: من سبت الغفران إلى سبت الطوفان19