هل سمعتم بظبيةٍ أودعت أبناءها في عرين أسدٍ، وتوهمت بأنها سترضعهم أنى تريد، وهم فرائس سهلة للأسد عندما يجوع؟
ما يجري في واقع بعض المجتمعات، أن سُراتها يتوهمون بأنهم بسرقة أموال شعوبهم وإيداعها في البنوك الأجنبية، ستبقى لهم ويتصرفون بها كما يرغبون، والواقع يؤكد بأنها ما أن تحط في تلك البنوك حتى تصبح ملكا مشاعا للخازنين لها، ولسوف يصادرونها بعد حين.
من المفارقات الاستحواذية على ثروات الشعوب، أن يولى عليها الفاسدون النهّابون لأموالها، فتودَّع في بنوك الطامعين بها، وبهذا تكون السرقات قانونية، والسارق ابن الشعب، والمستحوذ عليها يطبق القانون المعمول به في بلده.
فكم من ثروات الأمة ذهبت مع الريح؟
القصص عديدة ومتكررة، واللاحقون لا يتعظون من السابقين، فحالما يطفح كيل الرصيد يتحقق القضاء على صاحبه، ويكون من ملك البنك أو الدولة التي وضع عندها أمواله المسروقة من بلاده.
والأعجب أن الأرصدة تكون بأرقام رمزية أو أسماء مزيفة، فتكون مجهولة الملكية عندما توضع عليها يد المصادرة والامتلاك.
يا حبذا لو أن السارقين يستثمرون الأموال في بلدانهم، ويوظفون سرقاتهم للمصالح الوطنية، ويسعدون بها مواطنيهم، وهم في سرقاتهم يعمهون.
فكيف يمكن أن تتبصر عيون المغفلين، المثمولين بسلاف الكراسي، ونجيع التسلط على مصير شعوبهم، ومطاردة سراب دنياهم، وهم يتمظهرون بدين.
السارق والسارقة مبجلون ومهابون، والمسروق في غياهب سجن مهين، والوطن يتقلب على جمرات الذل والتبعية والأنين.
فهل أن الكراسي ذات عقل وبصر سديد؟
و"أشقى الولاة مَن شقيت به رعيته"ّ!!
و" إصلاح الرعية بإصلاح الراعي"!!
واقرأ أيضًا:
الجمال البعيد!! / نزرع لنأكل!!