أرسلت سنونو (مدرسة، 26 سنة، مصر) تقول: التشويه الذاتي للجسد مشاركة
السلام عليكم ورحمة الله؛
لا أعرف كيف وصل الأمر إلى هذا الحد لقد بدأ عندما أنهيت دراستي الثانوية وبدأت أستعد لدخول الجامعة، ساعتها بدأت رغبة ملحة فيّ جرح نفسي وقمت فعلا بخدوش بسيطة ثم توقفت بعد يومين فحسب، ولكن بعد أكثر من 8 سنوات بدا الأمر كالوباء: إحساس رائع ينتابني لا أستطيع وصفه وأنا واقفة أرمق الدماء تغرق يدي وتنساب إلى الأرض وأنا أعبث بها، كل ما أتذكره قبل الفعل هو الرغبة الشديدة في الإيذاء. والألم ورؤية دمائي، وهذا لا يحدث بسبب أي شيء، فلا أحد مثلا عصبني أو ضايقني بل تحدث الرغبة في أي وقت وأي مكان، وكلما كان الجرح أكبر كلما ازداد الشعور المبهج ولقد احتاج الأمر مرتين إلى غرز طبية.
الفخر نعم هذا هو ما أشعر به إنني أشعر بالفخر لأني قادرة على فعل هذا، وكلما نظرت إلى الندوب شعرت بالفخر، وإذا حدث وجبنت مرة وكان الجرح بسيطا شعرت بالازدراء.
لقد دخلت مستشفى مرة برغبتي لأني رغم كل هذا أريد أن أعود طبيعية، لكني خرجت بعد أقل من 3 أيام، وبعدها بدأت في تطبيق برامج العلاج السلوكي بجدية; حتى أنني انتقلت للإقامة عند صديقة لتساعدني حيث كنت أطلب منها أن تقيدني في الفراش ليلا، ومع ذلك لم أنجح نهائيا في التوقف.
نعم ازدادت الفترة بين كل فعل إيذاء وآخر لكني مازلت عندما أمسك بالموس أعبث في جسدي تقطيعا بلا هوادة، إن الألم ورؤية دمائي والجروح يعطونني قدرا من الراحة وهدوء الأعصاب وكأن حملا انزاح عن كاهلي، لو أردتم رأيي فنحن مجانين مخالفين لطبيعة البشر السوية.
لقد أصبح ذراعاي كجذوع الأشجار من كثرة ما فيهما من ندوب، المشكلة أنني أطلب العلاج وألح فيه وأحاول تنفيذه لكني لا أعلم هل أنا حقا راغبة في العلاج أم لا؟
الخلاصة أنني أشعر بالنعاس والهدوء عندما أفعل ذلك وعندما توقفت فترة طويلة وهي 12 يوم بدأت أعاني من ضيق في التنفس، حتى أنني ذهبت إلى المستشفى يوما وقام الطبيب بعمل تنفس لي، لكن ليس هناك أي سبب عضوي لهذا الضيق في التنفس.
إنني الآن أقوم بالإيذاء حتى أستطيع التنفس بهدوء والنوم، خاصة أنني أعاني من مشاكل في النوم ولا أنام إلا بالمنومات، هذه خبرتي مع التشويه الذاتي للجسد
أعانكم الله علينا.
3/11/2007
الأخت العزيزة "سنونو" أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وأشكرك على مشاركتك التي تستجيبين فيها لطلبنا من قراء مجانين المجانين والعقلاء أن يرسلوا لنا خبراتهم أو معلوماتهم عن التشويه الذاتي المتعمد للجسد، وواضح أنك تعانين من أحد أشكال التشويه الجسدي السطحي/ متوسط الشدة Superficial / Moderate Self mutilation وتحديدا الصنف التكراري Repetitive self-mutilation منه، وأسأل الله أن يكون في تعليقنا على ما وصفته ما يفيدك ويبين لك الطريق الصحيح للخلاص من ما أنت فيه.
قدَّمت لنا خبرتك مع التشويه الذاتي للجسد لكنك لم تبيني لنا كثيرا من المعلومات اللازمة لنفهمك ونتخيل وضعك بشكل عام، فمثلا ما هو وضعك أو حالتك الاجتماعية؟ أين هي المنطقة المفضلة لديك من جسدك لتقومي بتقطيعها بالموس؟ هل هي طرفاك العلويان كما يستنتج من قولك (وأنا واقفة أرمق الدماء تغرق يدي وتنساب إلى الأرض وأنا أعبث بها) ومن قولك (لقد أصبح ذراعاي كجذوع الأشجار من كثرة ما فيهما من ندوب) أم أن هناك مناطق أخرى، كذلك ما هي علاقتك بأفراد أسرتك؟ أو بالأشخاص ذوي الدلالة في حياتك؟ ما هي الهوايات أو الأنشطة التي تفضلين ممارستها؟
ربما تبين سطورك الأخيرة كثيرا من مفاتيح الحل فقولك: (عندما توقفت فترة طويلة وهي 12 يوم بدأت أعاني من ضيق في التنفس) وكذلك كونك لا تستطيعين النوم إلا بالمنومات كل هذا وغيره يشير إلى وجود اضطراب نفسي يحتاج إلى علاج، طبعا أنت تعرفين أنك مريضة نفسيا ولكن ما أقصده يا أختي هنا هو أنه إذا كان إيذاؤك لنفسك عصيا إلى هذا الحد على العلاج -لدرجة أنك لا تعرفين إن كنت بصدق تريدين العلاج أم لا؟- فإن البداية بعلاج غيره أو ما يتواكب معه من اضطرابات نفسية قد يكون مفيدا بل ويجعل علاج مشكلة الإيذاء الجسدي أسهل إن شاء الله.
مسألة الشعور بالفخر ليست دليلا على الجنون وإنما من المشهور بين مرضى التشويه الذاتي للجسد أن نجد ليس فقط من يشعر بالفخر بل من يُعَرِّف نفسه بنوعية التشويه الذي يفضله فنجد في الأدبيات الغربية المتعلقة بالموضوع أن هناك من يسمي نفسه "حارق" Burner وهناك من يسمي نفسه قاطع Cutter وهكذا.
كذلك ليس شعورك بأنك قوية لأنك تستطيعين إحداث الألم أو تسعدك رؤية دمائك تسيل بأمر مستغرب بل هو شائع بين مرضى التشويه أيضًا وغالبا ما يشير إلى معاناة قديمة مع نوع من الألم الذي لم يكونوا يستطيعون التحكم فيه (كما في الضرار الجسدي في الطفولة)، حيث يشعر المريض/ المريضة بأنه الآن أصبح قادرا على التحكم في الألم فهو الذي يبدؤه ويستطيع وقفه أو التمادي فيه حسب قراره هو ورغبته هو.
واضح أن حالتك تحتاج ليس فقط علاجا عقَّاريا وعلاجا سلوكيا وإنما لابد من الاستعانة بأساليب العلاج النفسي التحليلي، وسبب ذلك هو أن لديك غالبا من الصراعات الدفينة ما قد لا تكونين واعية به ولابد من إخراجه إلى حيز الوعي والتعامل معه حتى تنعدم الرغبة اللاواعية لديك في الاستمرار مريضة، عليك إذن باللجوء بعد الله لا إلى مستشفى نفسي تبقين فيه وإنما لطبيب نفسي يقوم بعلاجك من خلال جلسات العلاج النفسي التي تحتاجين وغيرها من أساليب العلاج وتابعينا بالتطورات الطيبة.
ويتبع>>>>>>>>> : التشويه الذاتي للجسد مشاركة2
واقرأ أيضًا:
إيذاء النفس المتكرر: وسواس أم إدمان/ التشويه الذاتي للجسد: وصف الظاهرة/ التشويه الذاتي للجسد: وصف الظاهرة2