التشويه الذاتي للجسد مشاركة1
أرسلت no (طالبة، 18سنة، مصر) تقول: قصاقيص مجانين 1
السلام عليكم ورحمة الله.......
لكم جزيل الشكر لما تقدمونه من فائدة وجهد جعله الله في ميزان حسناتكم.
الدكتور الفاضل وائل أبو هندي، ردا على التساؤلات التي طرحتها حضرتك في قصاقيص مجانين1 والتي لم أتوقعها حقيقة:
(1) من أين عرفت ما يجعلك تتفقين مع قول أن التشويه الذاتي للجسد يبدأ برغبة ملحة في التقطيع؟ هل هي خبرة شخصية يا ابنتي أم عرفت من إحدى زميلاتك؟
* هي خبرة شخصية كما ذكرت سابقا في البداية رغبة ملحة في التقطيع والتفكير فيه ومحاولة تخيل كيف سيكون الخ، ثم تمرير الآلات الحادة على يدي، إلى أن ينتهي الأمر بإحداث العديد من الجروح المتوسطة كلما لزم الأمر، ولكن أيضا عرفت عن شيء يشبهه عندما كنت في المدرسة حيث كان هناك ما يشبه الموضة بين الفتيات في مدرستي الإعدادية باستخدام المشارط لكتابة حروف من يحبون على أيديهم.
ولكن حينها لم أكن أهتم لهذا الأمر ولا أعلم ما هو، كما أني أرى أنه اقرب إلى (الوشم) منه إلى التشويه المتعمد للجسد، أو أنهن يتعمدن كتابته بهذا الشكل ليراه ذالك الشخص (كنوع من إثبات حبهن مثلا).
(2) أيضًا من أين جاءك ما تختلفين به مع نظرية أن بعضهم أو بعضهن يفتخرن بتشويههم لأجسادهم؟
* لأني لا أفتخر به وأخفيه قدر الإمكان بملابس طويلة حتى في المنزل، وأشعر باستياء شديد لو رأى أحدهم جرحا واحدا بسيطا من تحت الكم الطويل، لأنهم سيسألون ما هذا وكيف حدث وإن لم يقتنعوا بالجواب سينظرون للشخص على أنه غريب الأطوار الخ الخ... وطبعا لا أحد يريد جلب هذا لنفسه.
(3) صحيح ليس الكل يتباهى به ولكن حين يكون لدى الإنسان نزوع لاتخاذ اسم كالذي اخترته لنفسك يا ابنتي: "قبر ثلج" -كتب الله لك الحياة والدفء معا- أليس هذا تباهيا بما لا يُحَبُّ؟ يعني اختاري لك اسما آخر لأن "الموضوع مش ناقص" كما قلت.
* لم أقصد التباهي بما لا أحب ولكن التعبير عما أشعر به، أنا لم اتخذ هذا الاسم، بل اقتبسته من العنوان الذي اخترتموه لي في (قطعة ثلج في قبر بارد)، ومن هنا جاء الاسم، ولو بحثتم في المدونات لوجدتم الأسماء التي بها قطعة، وثلج، وقبر، وبارد، لكنى لا أميل لتسمية نفسي بأسماء كتلك في موقع أو صفحة أو منتدى آخر يعرفني به الآخرون بل على العكس.. لأني في المواقع والصفحات الأخرى لا أريد التعبير الحقيقي عن ما أشعر به بل قناع... ربما يمثل ما أرغب به، وفى مشاركات أخرى قبل(قطعة ثلج في قبر بارد متابعة) كنت أسمي نفسي باسمي الحقيقي غالبا.
(4) كيف لا يكون التشويه الذاتي للجسد مشكلة كبيرة؟ تقصدين أنه عادي يعني؟ بذمتك هذا كلام؟
* أنا من حيث أقف لا أراه مشكلة كبيرة بل مجرد مظهر صغير جدا من مظاهر مشكلة أخرى... وبالمقارنة مع المشكلة الأساسية التي غالبا يترافق معها التشويه الذاتي للجسد، فإن الشخص الذي يفعل الأمر لن يراه مشكلة بل سيراه منفذا، لكن ربما يرى الآخرون هذا مشكلة كبيرة، لأن هذا فقط ما يرونه، وربما لأن الإدراك يتأثر بظروف الشخص ذاته وليس حقيقة الأمر.
(5) يا ليت يا ابنتي تتخلين عن موضوع "تسييح الدم" هذا لأنه يقلقني على دمك أنت شخصيا، واكتفِ بالخلاص مما يزعجك وحبذا لو أخبرتنا فلعل نستطيع مساعدتك في الإمساك بالذبابة المزعجة إياها.
* لا أعرف كيف يكون هذا، ولكنه أكيد أمر شاق.
لا أعتقد أنه من السهل قتل الذباب المزعج إن كان أسرابا قد ملئت سجنا ضيقا معزولا، وشكرا جدا
جزاكم الله خيرا
15/1/2008
الابنة الصغيرة العزيزة أهلا وسهلا بك وشكرا على متابعتك، أي ألم هذا الذي تودعه سطورك الأخيرة في نفوسنا يا ابنتي؟ شاعرة وفنانة أنت في التعبير والتصوير، ولا أدري لماذا لا تلجئين للكتابة الأدبية كمتنفس؟
دون التورط في الرد على كثير مما أبدعت من تفاصيل أقول لك أن كلماتك بالأصل في سطور مشكلتك الأصلية كان من بينها (أشعر أني قطعة ثلج في قبر بارد، لا أشعر أبداً بأي شيء حلو حتى العبادات بدأت اقصر بها كثيرا) وهي ما دفع مجيبك ابننا الدكتور ملهم الحراكي إلى اختيار ذاك الاسم لرده على استشارتك والذي افتتحه قائلا: (أشعر أني قطعة ثلج في قبر بارد!!!... كم آلمتني كلماتك التي يعتصرها الألم، بل حقيقةً أدمعت عيني، كم وكم سمعت من مرضى يصفون معاناتهم، لكني لم أسمع قط منهم كهذه العبارة التي لخصت بها ما يملكه قلبك الصغير من الألم والمعاناة والحزن.) يعني مرةً أخرى أنت التي اختارت.
الأهم من هذا والذي يبدو منسيا في مقارنة حضرتك (أنا من حيث أقف لا أراه مشكلة كبيرة بل مجرد مظهر صغير جدا من مظاهر مشكلة أخرى، وبالمقارنة مع المشكلة الأساسية التي غالبا يترافق معها التشويه الذاتي للجسد، فإن الشخص الذي يفعل الأمر لن يراه مشكلة بل سيراه منفذا) الأهم هو أن أجسادنا ليست ملكا لنا يا ابنتي فالجسد أمانة تخص الله سبحانه وأنت مؤتمنة عليها، وإيذاء الذات يا بنيتي مسألة لا يختلف الفقهاء في تحريمها خاصة عندما تكون المسألة واضحة وضوح تسييح الدم، غفر الله لك.
إذن فالمشكلة الكبيرة التي تعانين هي ما بين الوسوسة والاكتئاب، وإن بدا اكتئابك المؤكد أشد وأوجب للتدخل السريع من وسوستك المشتبه فيها، ونحمد الله أن عقَّاقير علاج الوسوسة هي نفسها عقاقير علاج اكتئاب، فماذا كانت يا ترى استجابتك لنصائح ابننا ملهم؟ هلا استخرت ربك ووضعت نفسك تحت عناية طبيب نفساني لتلقي العلاج أم لا؟
لا يمكن يا بنيتي أن تستمري تقاومين اكتئابك بتشويه ذاتك، كيف وأنت فنانة-كما اكتشفت وأنا أقرأ مشكلتك الأصلية- كيف وأنت عارفة بقيمة القطع الفنية الجميلة كيف تشوهين القطعة التي أمنك الله عليها؟ ليس الاكتئاب يا ابنتي مبررا لتدمير الجسد، تشويه الذات هنا سيكون حراما فهل ما زلت ترينه مثلما قلت: (أنا من حيث أقف لا أراه مشكلة كبيرة)، هل فكرت من قبل في حرمة ذلك السلوك؟ أنا في انتظار متابعة منك تشيرين فيها إلى ما أنجزته في هذا وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين وشكرا على ثقتك ومشاركتك وجمال أسلوبك.
واقرأ أيضًا:
إيذاء النفس المتكرر: وسواس أم إدمان / التشويه الذاتي للجسد: وصف الظاهرة / التشويه الذاتي للجسد: وصف الظاهرة2