كيف يتعامل الفرد مع مشكلاته الناتجة عن تعرضه إلي اعتداء بدني أو جنسي أو حتى انفعالي في الطفولة كيف يمكن أن تساعد شخصا اتصفت مرحلة طفولته بالفوضى والاضطراب الشديد مما أدى إلي كثرة التنقل أو كثرة تبدل من يقوم برعايته أو وجود مشاكل مالية أو كثرة عدد الإخوة غير الأشقاء؟ إذا ما لاحظت أن قريبك لديه مخاوف غير منطقية وغضب مكظوم واكتئاب أو شعور بعدم الأمن بسبب خبرات مؤلمة حدثت له فكيف يتصرف؟
إذا كان لديك دافع قوي لمساعدة شخص لديه أحد أو بعض المشكلات السابقة فإن عليك لكي لا تشتت جهدك وكذلك لكي تقوي علاقتك به لتضمن تعاونه معك فإن أهم خطوة هي تحيد الهدف بوضوح لحل المشكلة والخطوة التالية هي تحديد أهداف عريضة لحل كل مشكلة.
ومن هذه الأهداف البعيدة:
أولا: إطلاق حرية التعبير عن الانفعالات المرتبطة بمشاكل الماضي حتى يقل شعوره بالسخط
1- شجع المريض على التعبير عن الغيظ أو الخوف أو الشعور بأنه مرفوض نتيجة ما تعرض له في الماضي، ويمكن أن يعبر عن ذلك بكتابة قصة أو بالكلام أو بالرسم.
2- كلف المريض بكتابة يوميات عن انفعالاته يبين فيها الذكريات والانفعالات المرتبطة بخبرات طفولته.
ثانيا: حل مشاكل الطفولة أو الأسرة أو كليهما التي حدثت في الماضي حتى يقل الغضب والاكتئاب ويزداد تقديره لذاته وشعوره بالأمان
* ارسم شجرة أسرة المريض، وساعده على تحديد العلاقات غير الطبيعية بين أفرادها وكيف أن لذلك دورا فيما يعانيه الآن من مشكلات.
ووضح له أن ما لديه أمر يرجع -في جزء منه- إلى مشاكل الماضي عندما كان طفلا، وأنه الآن أصبح شخصا ناضجا وعليه التصرف كالكبار وليس كالأطفال.
ثالثا: التخلي عن لوم الآخرين عن الآلام التي سببوها أثناء الطفولة والصفح عنهم
1- شجع المريض على التعبير عن إحساسه بالألم والغضب، حتى يتخلص من هذه المشاعر ويصل إلى البدء في العفو والسماح، وتبرير أخطاء الآخرين -من أفراد أسرته- التي حدثت في الماضي، وكيف أن ما مروا به من أحداث أو ما لديهم من مشكلات نفسية هو ما اضطرهم إلى تربية تلك الطريقة.
2- أن تطلب منه أن يكرر على نفسه فكرة أنه عاش الماضي بكل ما فيه من آلام وهذا الماضي انقضى وانتهى، ولا داعي أن يعيشه مرة أخرى في خياله وأفكاره وأن يتذكره مرة أخرى
3- كلفه بأن يطلب من والديه إطلاعه على تاريخهما الأسري حتى يستبصر ويفهم أسباب تصرفاتهم واضطرابهم.
رابعا: تنمية وعيه بالآثار المترتبة على مشاكل الطفولة والتي مازالت تسبب له المشاكل الأسرية:
1- حاول أن تربط بين ماضيه وبين تصرفاته وانفعالاته الحالية.
2- ساعده في أن يربط بين التربية التي تلقاها من أسرته، وكيف أنها تشابه تربيته لأطفاله. وكيف أن له دورا في تربيتهم بشكل أفضل مما تربى عليه بقدر الإمكان.
واقرأ أيضاً:
كرب ما بعد الصدمة PTSD / التعامل مع الضغوط التي يعيشها الفلسطينيون / استمرار الإحساس بالفجيعة أو الخسارة / اضطراب التأقلم