اشتعلت قلعة "استركون" التي قلت أنها قريبة من قلعة "عمورية"، في العاصمة التركية أنقرة، لا بالنشيد بل بالكلمات الفلسطينية باللغة التركية، في حفل افتتاح أسبوع الثقافة الفلسطينية، حتى أن مفردة "فلسطين" كانت هي الغالبة تماماً في كلمة وزير الثقافة والسياحة التركي "أرتوغول كوناي"، وكذلك كلمة رئيس بلدية (كيشي أوران) السيد "تورغوت أوك" المستضيف للأسبوع الثقافي الفلسطيني.
فلسطين التي نُحب، فلسطين التي نُريد، الحرة المستقلة، وفلسطين المحبة بين أبنائها حتى لا نقتتل بل لنأتلف ونتحد، بمثل هذا الوضوح وهذه البساطة وهذه الحميمية، كلَّمنا الأتراك الطيبون وقالوا ما هو أجمل؛ ـمعكم حتى "السلام في الوطن والسلام في العالم"ـ ورد الفلسطينيون بالمحبة والحميمية ذاتها، فقالت وزيرة الثقافة الفلسطينية السيدة تهاني أبو دقة، كأننا والتاريخ المشترك يسبغ علينا نعمة التذكر المجيد، في واحدة من أجمل لحظات الحرية التي نؤمن أننا سنقطفها وردة فارهة، لأنكم معنا. كذلك قال السفير الفلسطيني، الأخ نبيل معروف، الذي نعرفه باسم عبد المحسن أبو الزعتر، وأضاف أن تركيا اليوم التي تختلف على قضايا كثيرة، تتفق بكل أطيافها لأجل فلسطين، ما يجعلها "فلسطينية" تماماً.
هكذا بدأ الأسبوع الثقافي الفلسطيني، بمثل هذه المشاعر التي راحت تُحلق في فضاء من الترحيب الشديد أينما تلفت، والذي أفلت دموعاً حارةً، رأيتها في وجوه بعض الحاضرين والحاضرات وهي وجوه كانت حائرة بين ابتسامات الفرح ودهشتها خاصة عندما بدأ صبية وصبيات من الجليل دبكة "الدلعونا" التي ألهبت التصفيق الساخن داخل القلعة، وبهذا الافتتاح الذي شهد أيضاً حضوراً لافتاً لأعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي يكون الأسبوع الثقافي قد أقلع ومن على منصة رحبة، ليُحلق بعد قليل باتجاه إستانبول وإلى ساحة "التقسيم" الأشهر في تركيا والتي يُقال بأنها لا تنام وهي تحتضن الناس من كل جنسيات العالم، ولهذا السبب فإن ختام الأسبوع هناك سيكون ختاماً عالمياً على نحو جلي، تركيا مرة أخرى في تلك الرواية التي نعرف عن السلطان عبد الحميد و"عمورية" مازالت قربنا وما زلنا نسمع صرختها لأجلنا.
المصدر: صحيفـة الحياة الجديدة اليوميـة
واقرأ أيضاً:
غزة تدخل التاريخ من حيث يخرجون / أحلام فلسطينية / رسالة من الطفل الفلسطيني إلى كل شعوب الأرض/ عيد الأم في فلسطين / الانقلاب الثقافي الفلسطيني / ما هو الأقصى؟ / جرح غزة المفتوح!!!