الجميع يعرف ويتابع كل ما يحدث علي الساحتين اللبنانية والفلسطينية من مجازر وإبادة وتدمير علي أيدي النازيين الجدد لهذا القرن.. إلا أن الغريب في الأمر هو تعالي بعض الأصوات في هذا الوقت بتحميل مسئولية ما يحدث إلى حزب الله علي أساس أنه لم يضع في حساباته الفارق في ميزان القوي بينه وبين إسرائيل، ولم يضع في حساباته أيضا انحياز المجتمع الدولي إلى الدولة الصهيونية، هذا الخلط في الأوراق نابع من أمرين:
إما الجهل بمعرفة وتكوين الدولة الصهيونية وأهدافها في الهيمنة علي المنطقة وفرض سياسة الأمر الواقع بقوة السلاح، ومن خلال الفارق الكبير في ميزان القوي، أو ينم ما يتردد الآن عن نظرة ضيقة للأمور من منطلق طائفي تجاه حزب الله، في وقت لا تفرق فيه آلة الحرب الإسرائيلية بين سني أو شيعي أو مسيحي.
ومن يتحدث عن خطأ حزب الله عليه أن يرد عن سؤالين: أولهما كيف يمكن للبنان أن تسترد أرضها المحتلة في مزارع شبعا؟!
أما السؤال الآخر.. إذا كان حزب الله قد أثار الشيطان الإسرائيلي فمن المسئول عما يحدث في غزة وغيرها من المدن والقرى الفلسطينية التي تسوي بالأرض بمن عليها؟!
قد يقول -ساذج- الحلول الدبلوماسية تنهي هذه القضايا.. وأقول أن هذا أمر أصبح بعيد المنال، ولن يكون هناك أي حلول دبلوماسية لأسباب عديدة أولها.. أنه لم يعد هناك في الأمة العربية- سادات- آخر يعرف عقلية وفكر الكيان الصهيوني ومن خلفه، كما أن السادات لم يلجأ إلى الحل الدبلوماسي إلا بعد تلقين الكيان الصهيوني درسا قاسيا، وهو أمر غير مطروح الآن لدي جميع الدول العربية التي تركت إسرائيل تقوي وتتسلح حتى أصبحت تفرض سياسة القوة والأمر الواقع علي كل الأنظمة العربية، ولم يعد أمامها بديل عن الدبلوماسية بالشروط الإسرائيلية!!
دعونا نعترف أن الأنظمة العربية لا حول ولا قوة لها الآن.. ودعونا نعترف أن المجتمع الدولي ينحاز إلى إسرائيل في السلم والحرب وفي الدعم الدبلوماسي والعسكري، وبالتالي لن تنتهي القضية الفلسطينية أو اللبنانية أو حتى السورية بالحلول الدبلوماسية التي لا تفي بالقليل من الحقوق العربية، ودعونا نؤكد أن مشكلة إسرائيل الآن تنحصر في التخلص من حزب الله في لبنان وحماس في فلسطين بعد أن رضخت الأنظمة العربية، وانتهت الدولة العراقية وفي ظل سكون سوريا.
أما المؤسف في كل ما يحدث فهو مباركة الأنظمة العربية للتخلص من حزب الله وحماس سرا، والخروج علينا ببعض الشعارات الممجوجة كالشجب والاستنكار.
نقلا عن جريدة الوفد
بقـلم : عبد العزيز النحاس
اقرأ أيضًا:
شاهدة عيان: ماذا يجري في لبنان1 / قاتلوا إذن معنا / حينما نعجز عن"تصديق" النصر / الأزرق والأحمر وصبغات أخرى.. / حوار مع السيد العلامة: محمد حسين فضل الله / أجساد ساخنة 24 7 2006 / يا هنود العالم الحُمْر، اغضبوا أو انقرضوا..! / رواد مجانين نعم حرب لبنان حلاً / رسائل فك الحصار 24 /7 /2006 / اعترافاتي الشخصية:الأطفال يهدون الدمار / لم يعد خرساً زوجياً فقط.. اللعبة عامة / هذا الذي أفعله..المجد للمقاومة / أنقذوا لبنان الشقيقة / شكرا منظمة الصحة وفي انتظار المزيد / على باب الله أشباح بيروت / تحيا كوريا الشمالية: يحيا حزب الله / ساعات سكينة: ساعة الأخبار / اغتيال الحرية: لبنان عروس العرب / شيزلونج مجانين نوم في غير وقته