ما يقرأه الطالب في المدرسة وبخاصة في سنيه الأولى ينطبع في ذهنه لأنه يكون متلقياً أكثر منه محاوراً، وما يصدر من كلمات من مدرسه أو مدرسته، وما يعرض عليه من صور، أو مسرحيات، كلها تغذي الذاكرة بمخزون من المعلومات والمشاهد، سلباً أو إيجاباً.
نحن نطالب بتغيير الصورة المرسومة في أذهان الغير عنّا، ولا نبحث وراء الأسباب المتعددة التي أدت إلى هذه الصورة السلبية في الغالب وسأتجاوز هنا دور السياسة والإعلام والدين، لأسلّط الضوء في مقالات مختلفة حول هذه الصورة في المناهج الدراسية في بعض دول العالم.
سأبدأ أولاً بأمريكا حيث صورة العربي في مناهجها المختلفة أنهم أثرياء كبار يتسببون في ارتفاع أسعار العقارات، وأنهم يشكلّون خطراً على الغرب، مثيرو حروب، صورة العربي، عباءة وكوفية وعقال وحجاب ونقاب، وسيارات ليموزين ، ولحية سوداء، ونظارة شمسية ، في تحليل مضمون (20) كتاباً مدرسياً تستخدمها المدارس الثانوية الأمريكية خصص نص من 15-20 صفحة من أصل 900 إلى الشرق الأوسط وهناك تأكيد عام منها على أنّ الحضارة الإسلامية هي حضارة عصور وسطى دون تحديد شكل هذه العصور لأن الراسخ في ذهن الطلبة هي العصور الوسطى في أوروبا، والإسلام لا يقبل التسامح، والقرآن من جمع النبي (صلى الله عليه وسلّم)، والنصوص تمجد التقدّم الإسرائيلي والدولة اليهودية، وفي دراسة أجرتها الدكتورة عدوية العلمي على (58) كتاباً مدرسياً في شمال شرق أوهايو، ركزت هذه الكتب على البداوة العربية والأحوال البدائية للزراعة، والتركيز على الروح القتالية في الإسلام وتناولت فلسطين من زاوية النظر الإسرائيلية.
وفي دراسة للباحثين ويليام جريسورلد وإياد القزاز ضمن لجنة درست (80) كتاباً من الكتب المدرسية في الولايات المتحدة وكندا حيث صور العرب بالبدو مع إيراد صور لذلك، وتمجيد منجزات إسرائيل في تحضير المنطقة، وأنّ الصعوبات التي تواجه أمريكا في المنطقة ترجع إلى تعاظم النشاط الأصولي والعداء لإسرائيل والتي تمثل واحة الديمقراطية في المنطقة، وتصوير الأتراك بأنهم قساة مستبدّون، وألقيت على عاتقهم مسؤولية قتل المسيحيين، وتشرح الكتب كيف انتشر الإسلام بالسيف، وتعدد الزوجات والرق. وكيف أنّ الصفات الأساسية للبدو العرب هي الإغارة والسلب ،وكيف تحولت صحراء فلسطين على يد اليهود إلى جن ّة، وتصوير الشعب العربي على انه يعيش في أحياء قذرة مملوءة بالذباب، وكيف أنّ المجاري فوق الأرض.
هذا عرض أولي لتحليل مضامين بعض الكتب، فكيف لنا إذن أن نتحدث عن تحسين الصورة لدى الغرب، وأن نتحدث عن التسامح وعن الحوار، وعن التفاهم، نتحدث عن الحقوق، والدين والتاريخ، إن مسؤولية المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ورابطة العالم الإسلامي، والبنك الإسلامي للتنمية، والندوة العالمية للشباب الإسلامي، وعشرات المنظمات العربية والإسلامية، أن تناقش هذا الموضوع بجديّة، وأن تخصص وحدات متكاملة، بميزانيات كافية، وبعناصر قادرة، على إعادة تحليل مضامين هذه الكتب، وتقديم المادة العلمية البديلة بالمخاطبة المباشرة، لمسؤولي التربية والتعليم في هذه الدول، من هنا نبدأ في تحسين الصورة التي أنفقنا على طلائها الخارجي مئات الملايين دونما نتيجة.
وللحديث بقية........
واقرأ أيضًا على مجانين:
في مناهج التاريخ الأوربية .. العرب يدرسون/ الثقافة الإسلامية في الكتب المدرسية الأوروبية/ صورة العرب والمسلمين في الكتب الدراسية في بريطانيا/ صورة الإسلام في كتب التاريخ المدرسية بفرنسا/ صورة الإسلام في كتب التاريخ المدرسية ببولونيا/ صورة الإسلام في كتب التاريخ في مدارس إيطاليا/ صورة الإسلام في الكتب المدرسية في النمسا/ الإسلام في المدارس السويدية