عَـيْنـاكَ!
(1)
منْ أثقَـلِ أثقَـلِ أوزاني لِشُـعُـورٍ دونَ الأوزانِ
عيناكَ ككَفَي قرصانِ في حفنَةِ موجٍ سَرَقاني
منْ عمقِ براثِنِ إصراري منْ صُلْبِ كياني سَلَباني
عيـناكَ وجَفْنٌ مـحْترِقٌ.... وشُعـاعٌ عاتٍ أنهاني
عيـناكَ وعُمْقٌ ضَمَّهُما في نظرةِ شوقٍ جَعَلاني
من أثمنِ أثمنِ ما عندي صِرتُ إليْكَ بلا أثمانِ!
(2)
عيـناكِ شريدانِ الْتقيَا فوقَ عيوني فاخْتلساني
مني لمْ يُبْقِ بريقـهُما حتى جِـذْرًا في بستاني
لا أدري كيفَ لمسروقٍ أنْ يستسلِمَ في اسْتِئمانِ
لـكـني أحسَسْتُ بأني لا أملُـكُ إلا اطْمئناني!
أنيَ لـدمـــارٍ.... تــائِـقـــةٌ لِحريقٍ يُطْفِـئُ نيراني
أحسَسْتُ بأني لا يكفي أنْ تَسرِقَ ذاتي عينانِ!
(3)
عَيناكَ كطـفلينِ احْترَقَـا عَطَشًا لرحيقِ الـرُّمَّانِ
ورحيقٌ في صدريَ ثَمِلٌ قـدْ أثْمَلَ قيدَ السَّجَّانِ
ويكادُ يسيلُ بلا عَصْرٍ ويكادُ يُمَزِّقُ فُسْتاني
ويصيحُ يصيحُ بلا صوتٍ عِندي منشودُ الظمْآنِ!
عينـاكَ وشوقٌ أكْتُمُهُ ولهيبٌ يفضَحُ كِتماني
عيـناكَ وماذا يمكنني عـيناكَ تُحَطِّمُ إمكاني!
(4)
عينـاكَ إذا حَولي دارَا كَتَلَهُفِ عِرْقِ الإدمانِ
أشعرُ أورِدتي قد مُلأتْ بزلازلَ قبلِ البركـانِ
وأحاولُ أحْرِمُ سلطاني إيماءَةَ قـبلِ الإذعـانِ
وأفكِّرُ أقـتلُ أزراري وأفكِّرُ ألـثُـمُ شيطاني
لكني ينهـرُني نبضٌ: يصرخُ منْ داخلِ وجداني
يعشقُ أنْ أتركَ عينيكَ كي تصْهرَ آخـرَ قُضْباني
(5)
عينـاكَ وصرخةُ وجداني تلهِبُ في ذاتي إيماني
أني امـرأةٌ أبـدًا أبـدًا إذعاني يرفضُ إذعاني
أني بحرٌ رغمَ هِيـاجي أمواجي تجْهَلُ شُطآني
سُفُـني لا تدخلُ مينائي إلا في كفِّ القُرْصـانِ!
عينـاكَ وجرأةُ عينيكَ وامْرأةٌ تسكُنُ شرياني!
غَليَانٌ يحرقُ أورِدتي وبدونِكَ أرفضُ غَلَياني
ولفوت "أشعار طالب أسود"
أغسطس 1985
واقرأ أيضاً:
المرأة الغبية قصيدة للصغار! / أولادُ الـْ"درْفِيلْ" قصيدة للصغار / سَرطان