أحبها وتحبني ولكن المشكلة... متزوجة
السلام عليكم ورحمة الله بركاته؛ في البداية أود شكر جميع القائمين على هذا المشروع الرائع والذي استفاد منه قطاع كبير من المواطنين العرب -خصوصا الشباب- فشكراً لكم.
مشكلتي كما ذكرت في العنوان أنني أحب واحدة متزوجة، نعم للأسف، وليس ذلك وحسب بل هي زوجة صديقي – أي خيانة هذه- نعم للأسف هذه الحقيقة أنا شاب عمري 30عام أعمل في الخليج ملتزم نوع ما، خجول ومتردد في كثير من قراراتي لكنني عاطفي لأبعد الحدود فلا أطيق أن أرى أي شخص بحاجة للمساعدة وبيدي تقديمها إلا وأقدم ما أمكنني ذلك- وأيضا لا أستطيع رفض أي طلب لأي شخص إذا كان بيدي المساعدة.
بالنسبة للخجل فقد كان واضحا عندي منذ الصغر حتى أنني أخجل من قريباتي –كبنات عمي مثلا- وأذكر أنني بعد أن تخرجت من الجامعة قدمت طلبا عند شركة، وكان تقديم الطلبات عند السكرتيرة فارتبكت جداً وعرقت لدرجة كبيرة وتلعثمت في الكلام مع أنه مجرد تقديم طلب ولم يرقَ حتى لمقابلة، وخجلي كان واضحا حتى بين الرجال كأقربائي مثلا أما بين أصدقائي فأنا إنسان آخر منطلق، دائم الضحك وكثير الكلام.
لكن الجميع -سواء أصدقائي أو أقربائي– ولله الحمد يحبونني وليس بيني وبين أي شخص عداء حيث إنني أؤمن أن التفاهم والحوار هو السبيل الأمثل لحل المشاكل، نرجع لموضوع الخجل أعتقد أن المشكلة اسمها "الرهاب الاجتماعي" حسب ما قرأت في موقعكم المميز إلا أنني استطعت التغلب على هذه المشكلة إلى حد بعيد عن طريق المواجهة، ووضعي الآن أفضل من هذه الناحية، وبقي أن أذكر أن لي إخوة ذكورا وليس لي أي أخت.
عذرا على الإطالة لكنني أحاول أن أعطيكم صورة عن نفسي لعلها تفيدكم في حل المشكلة وعذراً أيضا على عدم تنسيق الكلام حيث إنني أكتب ما يخطر على بالي مباشرة وبدون ترتيب.
تفاصيل المشكلة: بدأت مشكلتي منذ فترة ليست بطويلة حيث إن لي صديقا يعمل بنفس الدولة التي أعمل بها ولكن بمدينة مختلفة وبعيدة عني وحدث أن أُضطر لترك محل عملة، ثم بمبادرة مني استطعت أن أحضره ليعمل في نفس الشركة التي أعمل بها، وكان من الطبيعي أن أزوره في البيت وكانت زوجته تجلس معنا دائما وترددت في البداية وحاولت أن أقلل زياراتي ولكن بسبب إلحاحهما علي استمريت في الزيارة وكنا في كثيرا من الأحيان نتحدث في أمور الدين وكنت أدعو الزوجة للحجاب والتزام الصلاة، ولكن في الأغلب كانت جلساتنا عادية وكان بها كثير من المزاح حتى بيني وبين الزوجة وكثيرا ما كنت أكلم.
صديقي أنني سأتوقف عن ذلك إذا كان الموضوع يزعجه فيرد بالنفي ويقول أنني كأخيها، وفعلا يشهد الله هذا ما كنت أحسه في تلك الأيام، وتطورت العلاقة بحيث أنهم أصبحوا يكلمونني دائما لكي آتي عندهم وإذا رفضت يغضبون مني فصرت الصديق المقرب جدا وحتى ابنهم الصغير أصبح يفرح حينما آتي وقد أحبني كثيرا.
وحتى أنني اطلعت على كثير من المشاكل التي تحصل بينهم وهي كثيرة جدا واتضح لي أنهم في كثير من الأحيان كانوا يفضلون وجودي حتى لا يكون أي احتكاك مباشر بينهم وتدخلت أكثر من مرة للمساعدة في حل تلك المشاكل خصوصا وأننا في غربة وليس لهم أحد هنا، وقد وصلت في أحد الأيام إلى أنهما كانا يريدان الطلاق.
ولكن في النهاية هدأت النفوس، وكنت أتعاطف معها جدا بحكم أنها أنثى ووحيدة وليس لها أي شخص هنا، أما هو فيبقى رجلا يخرج ويعمل ويفرغ طاقته في العمل والخروج، إلى هنا والعلاقة –من وجهة نظري على الأقل أخوية- ثم حدث أن سافرت في أجازة إلى بلدي وكانت زوجة صديقي ستسافر أيضا بعدي بأسبوع تقريبا فأعطيتها رقم هاتفي وهذا في حالة احتياجها لأي شيء –هذا بعلم زوجها ووجوده- وفعلا وصلت بعدي بأسبوع وتكلمت معي تخبرني أنها وصلت وكنت أتكلم معها لأطمئن عليها وعلى ابنها، وفي مرة تكلم معي والدها ودعاني على الغداء عندهم حيث تبين أنها شكرت في كثيرا عنده، وقد تحدث معي أبوها وأمها –بغير وجودها- عن علاقتها بزوجها وأنه غير جيد معها وأنه إذا بقي كذلك فإنه (أي أبوها) غير مستغنٍ عن ابنته وسيطلقها منه وطلب مني أن أكلم زوجها عندما أرجع وأنصحه أن يصلح نفسه إن أراد المحافظة على بيته فوعدته خيرا.
وحدث في يوم أن وصلتني رسالة منها على هاتفي تطلب مقابلتي لأمر ضروري وأنا لم أدرِ ما أفعل ولكنني خشيت أن يكون هناك شيء ما فكلمتها وذهبت إليها حيث كانت تنتظرني في مكان عام وسألتها عن الأمر فقالت أنها عملت مشكلة مع أمها وخرجت غاضبة ووجدت نفسها تبعث لي لأنها ترتاح عندما تراني –حسب ما قالت لي- وأنا تلعثمت ولم أدر ماذا أفعل ثم ركبنا أنا وهي سيارتي وبقيت أمشي بالشوارع بغير هدى أتكلم معها وتشكو لي وأسمع وأحاول تقديم النصح، وحدث أن تكرر الموقف ولكن هذه المرة ذهبنا إلى مقهى، وحدث أيضا أن اقترب موعد سفري فطلب مني أهلي أن أؤجل أسبوعا فرفضت وطلب مني أصدقائي فرفضت ولكن عندما كلمتني طلبت مني هي ذلك وجدت نفسي أوافق وأجلت السفر أنا أدركت أن مشاعري تنحني إلى منحنى خطير لكن كابرت نفسي وقلت أنني أعاملها كأختي وحدث أيضا أن طلبت مني أن نلتقي لكن رفضت وطلبت منها القدوم إلى بيتي حيث إن أمي كانت ترغب بمعرفتها لشكرها ونقل الشكر أيضا إلى زوجها على حسن معاملتهم لي في الغربة فحدث وجاءت إلى بيتنا وعندما سألت أمي عن رأيها فيها شكرت فيها ففرحت وانتشيت وكأنني أقدم لها خطيبتي
وخلال هذه اللقاءات كانت تشكو لي وتحدثني عن ظلم زوجها لها وأنه لا يقيم للعواطف والمشاعر أي وزن، و و و الخ.
وأيضا سألتني مرة عن رأيي في موضوع الطلاق وطلبت نصيحتي لها فنصحتها أن تصبر وتحاول إصلاحه فقالت أنها حاولت وحاولت بلا فائدة، أنا بصراحة لم أستطع أن أنصحها بالطلاق وما أردت أن تخرج تلك الكلمة مني أبداً –مع أنني متعاطف معها جدا– وقلت لها أن تأخذ رأي والدها فقالت لي أنه يتمنى حدوث هذا ويريد أن يسمع تلك الكلمة منها ليطلقها من زوجها وقالت أن قرارها بيدها ولكنها خائفة من هذه الخطوة من أجل الصغير فقط؛
دائما أتساءل لماذا يجب على الأنثى أن تدفع الثمن وأن تضحي، فإما أن تعيش تعيسة تحت رحمة رجل لا يحبها ولا تحبه وإما أن تضحي بأولادها وإذ حدث أن أخذتهم فصعب جدا أن تتزوج مرة أخرى وإن تزوجت فعلى الأغلب سيظلم زوجها أولادها أو سيطلب منها أن تتخلى عنهم ودائما هي الخاسر الأكبر في العلاقات الزوجية الفاشلة لماذا؟
وأريد أن أضيف أنه طوال هذه الفترة لم ألمسها بيدي حتى ولو للسلام فأنا أرى حرمة السلام من أجنبية –انظروا إلى التناقض أخرج معها والشيطان ثالثنا ولكن لا أسلم عليها بيدي- ما حدث بعد ذلك أنني عدت إلى عملي وهي بقيت هناك ولكن استمرت الرسائل بيننا وكنت أعيش في صراع وكل يوم كانت الأمور تتطور أكثر وأنا غير قادر على ضبط أي شيء.
ومن فترة أصبح اللعب على المكشوف كما يقولون حيث إننا تصارحنا عن حقيقة مشاعرنا وقالت لي أنها تحبني منذ فترة طويلة ولكنها ما كانت تملك سوى الصمت وأنا كذلك لا أنكر أنني أحببتها ولكن ماذا أفعل هي امرأة متزوجة وأم لصغير فحاولت إقناعها أنه يجب أن تكون هناك حسنات في زوجها هي التي شجعتها على الموافقة عليه ونصحتها أن تبحث عنها وتحاول تطويرها ولكنها قالت لي أن موضوعها مع زوجها منتهٍ من ناحية الحب والمشاعر وأنها حاولت كثيرا لكن لا حياة لمن تنادي وأنها اختارت أن تقسي قلبها وأن تعيش معه قبولا بالواقع لا أكثر، حتى أنها قالت لي أنهما يعيشان سويا كالأصدقاء أو الإخوة وكل واحد حر في نفسه وهو يريدها أن تعمل حتى تدير شئون نفسها، "Room Mate"
بصراحة لم أستطع كتم حبي لها فهي إنسانة رائعة وجيدة وجميلة ولكن... زوجة صديقي وقد يكون من المفيد أن أضيف أنني قد عشت قصة حب فاشلة مع فتاة حيث إنني أحببتها ومن طرف واحد لمدة تزيد عن ثلاث سنوات وبصمت حيث إن التزامي أولا ثم عدم مقدرتي على الزواج في ذلك الوقت ثانيا وخجلي ثالثا منعوني من الاعتراف لها بهذا الحب طول تلك الفترة ولكن وعندما بدأت الحياة العملية ووضعت قدمي على أول الطريق تقدمت لطلب يدها ولكنها رفضتني وكررت المحاولة أثناء الأجازة وكانت نفس الإجابة وقد كان صديقي وامرأته يعرفون هذا الأمر.
الآن أنا حائر جداً وقد أظلمت الدنيا في وجهي ولم أعد أستطع التفكير حتى أنني قد أدمنت التدخين منذ عودتي من الأجازة مع أنني مقتنع بحرمته تماما، وقد أدمنت سماع الأغاني الحزينة والمبكية التي تتحدث عن الحب ولم أعد أضحك إلا نادرا وصرت دائم الشرود والتفكير.
عندما أفكر مليا بالموضوع أرى أمامي أربعة خيارات أحلاها أمر من العلقم: -
فالخيار الأول –وهو للوهلة الأولى الأنسب- أن أقطع صلتي وعلاقتي بها، أنسى الموضوع تماما حتى لو كان من شروط ذلك تركي لعملي والرحيل، في هذا الخيار أعلم أنني سوف أتألم وقد أبكي على حبي ولكن الحياة ستستمر وقد أجد من يعوضني عنها.
ومرارة هذا الخيار أنني سأعيش وضميري يؤنبني لأنني تركتها تعاني وحدها وتخليت عنها ومن المؤكد أن كرهها لزوجها سيزيد أضعافا مضاعفة مما يؤدي إلى تدمير الأسرة.
وخياري الثاني:- أن أطلب منها أن تُطلق حتى أرتبط بها وأنا أكاد أجزم أنها تنتظر مني هذه الكلمة حتى تنفذها، ولكن هكذا أكون قد دمرت حياة أسرة وحكمت على الطفل أن يعيش بعيدا عن أمه أو أبيه أو كلاهما ولا يعلم أحد سوى الله ماذا سيحصل له، وأيضا كيف سأواجه أهلي وأخبرهم بأمر كهذا خصوصا أن عندها طفل.
أما الخيار الثالث:- فهو أن أستمر معها هكذا نتبادل المشاعر وكلام الحب والغزل في علاقة لا يعلم بتطورها وما قد تجره إلا الله، ففي النهاية كلنا بشر قد نضعف مهما قاومنا وبالله عليكم بأي وجهة سأذهب عند بيت صديقي عندما تأتي زوجته ونحن بيننا كل هذا.
والخيار الرابع:- أن أطلب منها أن نبقى إخوة وأصدقاء وهذا الخيار غير مضمونة نتائجه وعندها سنكون نضحك على بعض وسيرجع الوضع كما كان –على الأغلب- أحيانا أفكر بأن أرجع وأحاول مع حبيبتي الأولى لعلها توافق فمازلت أكن لها مشاعر الحب وأحيانا أفكر أن أخطب أي امرأة حتى أنتهي من هذا الموضوع، أحس في نفسي أنني أتخبط ولا أدري ما أفعل.
بالله عليكم أرشدوني، ساعدوني، دلوني على الحل أنا أعلم علم اليقين أن الحياة صعبة ولا يوجد بها حلول كاملة، وأعلم أن موضوعي صعب، أدرك أنكم لا تملكون العصا السحرية التي تخرج الحلول السحرية الكاملة ولكنني أريد منكم نصيحة حتى أخرج بأقل الخسائر على محبوبتي ثم على نفسي وأنا مستعد لأي شيء في سبيل ذلك.
لا أدري لماذا يحصل معي هذا فأنا درست في جامعة مختلطة أربع سنوات، لم أتكلم مع أي بنت لا بأمور الدراسة ولا بغيرها وإذا بي عندما أحب أحب شخصا لم يفكر في يوما، وحبي الثاني كان لامرأة متزوجة وعندها طفل وزوجة صديقي، أي عذاب هذا ولكن لا أقول سوى الحمد لله على كل حال.
وأخيرا آسف على الإطالة ولكنني أردت أن أعطيكم فكرة كاملة وبالتفاصيل عن مشكلتي التي أعتقد أنها تصلح أن تكون فيلما سينمائيا
وسامحوني وجزيتم خيرا.
11/5/2004
رد المستشار
أخي العزيز....... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
لقد تعددت عوامل الخطورة في هذه العلاقة فأنت شاب خجول لا تقيم علاقات بالجنس الآخر بسهولة رغم أنك عاطفي جدا، وقد واجهت منذ فترة قريبة تجربة فشل عاطفي حين رفضتك فتاتك، وأنت تعيش في غربة بعيدا عن أهلك وفى مجتمع يمنع الاختلاط، هذه العوامل مجتمعة تجعل مشاعرك في أقصى درجات تأججها وتجعلك في حالة من الحرمان الخطر.
وفى هذه الظروف تقترب من صديقك وزوجته وتجد تساهلا شديدا منهما في الاختلاط بهما ولا تجد أي حرج من صديقك في الحديث أو المزاح مع زوجته أو المكوث معها أو التواعد معها في بلدكما الأصلي دون وجوده....!!!!!!.
وهنا يحدث المحظور (المتوقع جدا في مثل هذه الظروف) والذي ربما يكون ثلاثتكم قد دفعتم إليه بغير وعي منكم، فأنت بحاجة إلى احتواء عاطفي، والزوجان بينهما فتور في العلاقة الزوجية جعلهما يسمحان بوجود طرف ثالث يضمد هذه العلاقة أو يعيد إليها الحرارة أو حتى يفجرها، فموقف الزوج غريب جدا في مجتمع عربي مسلم محافظ (جدا) ويكاد يوحي برغبة لا شعورية في الوصول إلى هذه النتيجة المأساوية (إلا إذا كان شديد السذاجة أو الغفلة والجهل بمشاعر البشر أو كان مصابا باضطراب نفسي جنسي يسعى إلى هذا الاقتراب الخطر).
وانعدام الغيرة لدى الزوج إلى هذه الدرجة التي وردت في ثنايا الأحداث توحي بحجم اضطراب العلاقة بينهما فضلا عن جهل بأبسط قواعد الدين في مثل هذه الأمور، إذ كيف يقبل وجود شاب أعزبٍ معه ومع زوجته بشكل متكرر وبهذه الدرجة من الاندماج وهو يعلم قدر حرمانه العاطفي والجنسي في هذه الظروف ويعرف قدر الخلافات بينه وبين زوجته واحتمالات التقارب والتباعد بين الأطراف المختلفة.
ولا أستطيع أن أعفيك من المسئولية عن التساهل في الالتزام بأبسط القواعد الاجتماعية والخلقية والدينية حتى تفاقم الأمر إلى هذا الحد خاصة وأنا ألمح في رسالتك ما ينم عن فهم عميق ودقيق لخلجات النفس وللقواعد الأخلاقية والاجتماعية والدينية، وأعتقد أنك كنت ترى مولد هذه المشاعر المحرمة ولكنك تغاضيت أو تجاهلت حتى وقع المحظور ووصلت إلى النقطة التي تجعلك وتجعل من يقرأ المشكلة تشعر بصعوبة أو استحالة الحلول المقترحة حتى يبقى الوضع كما هو على الأقل.
ولقد طرحت احتمالات أربعة للخروج من المأزق تنم عن فهم عميق وعقلية منظمة، وأفضلهم هو الاحتمال الأول وذلك للأسباب التالية:
1- هذه السيدة لا تصلح زوجة لك بعد كل ما حدث، وإذا تزوجتها (بعد طلاقها المفترض) فلن تثق بها أبدا ولن تغفر لها خيانتها لزوجها حتى ولو كان ذلك من أجلك، وهذا النوع من النساء سريع التقلب وهي قابلة لأن تزهد فيك في أي وقت حين ترى من يحرك مشاعرها أكثر منك وحينئذ ستدعي وجود مشاكل بينكما تبرر لها تركك (كما تفعل الآن). وحتى لو تم طلاقها من زوجها وأنت بعيد عنهما فلا أنصحك بالزواج منها.
2- لن تغفر لنفسك هذه السقطة الأخلاقية حين حاولت أن تبني سعادتك على أنقاض أسرة صديقك الذي وثق فيك (جهلا أو سذاجة أو اضطرابا). وهناك حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقرر أن من فرق بين زوجين لا ينظر الله إليه يوم القيامة.
3- بناء افتراضاتك أن زواجهما تعيس وأن من الأفضل لهما الانفصال إنما هو تبرير تسوقه إليك نفسك لكي تخفف من إحساسك بالذنب وتتيح لك الاستمرار في الطريق إلى آخره، ويجعلك تراها ضحية فلا تسقط من نظرك وهي في الحقيقة ليست كذلك. نصيحتي أن تنفذ اقتراحك الأول للحل وتبتعد عن هذه الأسرة وتستغفر الله على ما حدث وتتحمل ألم الابتعاد مهما كانت قسوته، وعندئذ سيعوضك الله خيرا ويرزقك زوجة نظيفة عفيفة تثق في خلقها وفي وفائها وتبني حياتك على أساس سليم دينيا ودنيويا. وكن يقظا لكل التبريرات التي تسوقها هي إليك أو تسوقها إليك نفسك.
وتذكر أن ما بني على باطل فهو باطل، وأنك لو غدرت بصديقك اليوم (تحت أي مبرر) فسوف يغدر بك أحد يوما ما في أعز ما تملك، وإياك أن ترى زوجة صديقك في دور الضحية وترى نفسك في دور المنقذ البطل فهذا أكبر خداع وأعظم وهم، وإياك أن تقول لا أستطيع أن أبتعد، وإياك أن تستمر على هذا المنحدر في انتظار السقوط المحتمل.
احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، والله أسأل أن يوفقك لما فيه الخير.
ويتبع >>>>: الشجرة المحرمة حبيبتي.. زوجة صديقي مشاركتان وم