مشكلة عمل
لي أربع أشهر منذ انضممت إلى مقر عملي، بداية أحببت عملي حتى أنني كنت أمل من يومي الأجازة الجمعة والسبت وأنتظر يوم الأحد يوم الدوام للذهاب للعمل وقد كونت علاقة اجتماعية لا بأس بها. أما الآن تقلبت الأحوال كليا، وأصبح العمل كالموت بالنسبة لي، لأسباب بالعمل نفسه وليس مني .. أي ليس السبب في مزاجي أو نفسيتي، أسباب كثيرة حطمت نفسيتي وجلبت لي العذاب حتى وصلت إلى درجة اليأس ولجأت إلى الهروب إلى أماكن بدلا من الذهاب إلى العمل.
مع أنه اتفقت مع مديرة العمل الأسبوع السابق على منحي أجازة لأسبوعين بسبب اختباراتي الجامعية ثم سيليه مباشرة أجازة عمل لمنتصف السنة مدتها شهر، هكذا سيكون تبقى لي أسبوعين فقط حتى تبلغ موعد أجازتي التي طلبتها، مع ذلك العوائق لم ترد لي الاستمرار تجعلني على حافة الجنون.
لم أكن لأبقى على هذا العذاب لو يمكنني الانسحاب من العمل .. لأن انسحابي منه مستحيل حتى أكمل هذه السنة كاملة معهم التزاماً بالعقد وعند الانسحاب يجب دفع مبلغ كبير من المال، ولهذا أهلي يجبرونني على الاستمرار بالرغم مما يعلمونه من العوائق التي أهلكتني وتقديرهم لذلك ومساندتهم لي بالكلمات. وفي الحقيقه هم من أجبرونني على العمل. والأمر من ذلك أن عملي من دوامين صباحي ومسائي.
بداية هروبي من العمل كانت في الصباح الباكر في يوم لم أستطع الاحتمال فيه لدقيقة أكثر فاستأذنت من المديرة بعذر كاذب، والجيد في الأمر أنه يمكنني القدوم إلى العمل والذهاب سيرا على الأقدام فالمسافة بين منزلنا والعمل لا يزيد عن أكثر من خمس دقائق وفي بعض الأحيان كنت آتي أو أذهب سيرا على الأقدام لو لم يمكنني اللحاق بباص العمل الذي يقلنا.
اليوم الذي استأذنت به من العمل كم كذبت به كثيرا .. حطمت موسوعتي الغينيس بالكذب، هربت يومها إلى مستوصف في حينا حيث فكرت أنه المكان الآمن الذي يمكنني المكوث فيه بغرفة انتظار السيدات حتى انتهاء فترة عملي والعودة إلى البيت وكأن شيئا لم يكن.
من بعد هذا اليوم انتظمت على الهروب .. يوم أذهب للعمل ويوم أهرب، أو يومين أهرب ويوم أذهب للعمل أو العكس، ولم أعد أهرب للمستوصف فقد خفت أن يشكوا بي من بعد المرة الأولى لأن عند دخولي به في أوقفتني موظفة الاستقبال وسألتني إن كنت جديدة أو لدي ملف فأخبرتها كذبا أن زوجي سيلحقني ويأتي الآن لفتح ملف، ثم هربت إلى الأعلى لغرفة الانتظار وبقيت بها لأربع ساعات وعدت للبيت في وقت انتهاء دوامي بشكل طبيعي.
هذه الأيام أهرب إلى مبنى قريب له سطح تأكدت أنه مهجور مليء بالغبار حيث توجد مكنستين لم يحركا من مكانيهما أبداً فاستأمنت المكان حيث تأكدت أنني سأكون بأمان هنا حيث لا أحد .. السطح فقط المهجور وليس المبنى .
كم شعرت بنعمة الأمان بالبيت والأهل .. أحمد الله على هذه النعمة، أمكث خارج بيتنا في سطح مبنى غريب لخمس ساعات خائفة وأنواع التخيلات تمر بعقلي كأن قد يأتي رجل أو حارس العمارة ويحدث ما لا يحمد عقباه وأتخيل أنه قد يرميني من فوق السطح ليخفي جريمته. كل يوم أعود إلى البيت ملهوفة إلى الأمان .. أمان بيتنا وأمان أهلي.
ما يقلقني الآن كيف أبرر نقص راتبي بما أن المرتب يخصم في كل يوم تغيب، أفكر بعذر كتقصيري بالعمل وعدم رضا المديرة عني
وأسال الله الستر والعفو.
05/12/2014
رد المستشار
أختي العزيزة
ذكرتِ تفاصيل كثيرة عن هروبك ولم تذكري سبب الهروب؟!
وفي ماذا تريدين أن نساعدكِ؟
فسؤالكِ الوحيد هو ماذا أقول لأهلي بسبب نقص الراتب؟
أتمنى تحديد المشكلة التي تريديننا أن نساعدك بها
مع تمنياتي بالتوفيق