شكلها كده شيزوفرينيا :D
سلام عليكم، مبدئياً هو المريض النفسي بياخد باله إنه مريض نفسي؟ ولا لو حصل يبقى بيتهيأله :D
ببساطة أنا مش طبيعية أنا مدمنة فيس بوك، بس المشكلة مش هنا، المشكلة إني مشاعري مضطربة. أنا أي ولد بيكلمني فترة ويعجب بيا وبعدين يحسسني أنه بيحبني مثلاً بحس إني بحبه، والغريب إن في الوقت اللي أنا معاه فيه وبنتكلم بحس فعلاً إني بحبه جداً وببقى حاسة إن قلبي متفاعل جداً وبيفرح وبيتأثر. أنا تقريباً عايشة في 3 قصص حب دلوقتي واحد بس هو اللي ببادله الحب، بقوله بحبك وكده التانيين ببقى حاسة إني فعلاً بحبهم بس مش بقول، بس بديهم مساحة كويسة إنهم يستمروا.
أنا والله ما مش قاصدة ألعب على حد، وأنا مش أخلاقي وحشة يعني أنا مفيش ولد لمس إيدي في حياتي، بس أنا مش فاهمة إزاي مشاعري بتتحول كل شوية، أنا قرفانة من نفسي أنا كده في حاجات كتير مليش رأي في السياسة وبعد أي حديث مقنع رأيي بيتغير وفي الدين أحياناً بحس إني مهزوزة في حاجات...
أنا مش عارفة أعمل إيه :/
أرجوكم ردوا علي
22/02/2015
رد المستشار
العزيزة (Someme)، أجد أن الأسلوب الأمثل (للحوار) معك هو الحوار الهادئ بين عقلين، وقصدت هنا استخدام مصطلح حوار وليس حلا لمشكلة أو إجابة عن استشارة، فما أرسلت أنت ليس استشارة ولكنها تساؤلات عقل.
وبداية حواري معك هو الإجابة على تساؤلك الحائر (شكلها كده شيزوفرينيا :D) وكإجابة عقلانية على افتراضك هو ذكر أعراض حالة الشيزوفرينيا بصورة مبسطة (الهلوسة– الوهام –عدم الحماس – سلوك مرتبك أو غير منتظم – أفكار مرتبكة- وأهم شيء (اختفاء المشاعر)).
وبعد تحليل بقية محاور استشارتك، فأول محور هو عدم فهمك لمشاعرك العاطفية أو ما أطلقت أنت عليه (حب)، عزيزتي ما تمرين به ليس حبا للشخص ذاته ولكنه حب لحالة الحب وما تحتويه من طقوس كالكلمات الحلوة العاطفية، الانتظار واللهفة والشعور بالاهتمام من شخص آخر....
ويمكن الاستدلال على ذلك من بعض الجمل في رسالتك (إن فى الوقت اللي أنا معاه فيه وبنتكلم بحس فعلا أني بحبه جدااا وببقى حاسة أن قلبي متفاعل جدا) أنت تشعرين بمشاعر الحب كتفاعل لحظي نتيجة لحظات الحب وكلماته (التانيين ببقى حاسة أني فعلا بحبهم بس مش بقول، بس بديهم مساحة كويسة أنهم يستمروا)، رغتبك في الاستمرار ليست نتيجة محبة لأي منهما ولكنها نتيجة استمتاعك العاطفي بطقوس الحب وحالته (واحد بس هو اللي ببادله الحب، بقوله بحبك وكده)، هنا التجاوب كان أكثر عمقا ولذلك أسباب منها أن يكون ذلك الشخص به من الصفات ما توافقت مع طبيعتك وشخصيتك واحتياجاتك فكان تفاعلك معه أكثر عمقا، وتلك النقطة تؤدي بنا لبقية محارو رسالتك.
(أنا كده في حاجات كتيير مليش رأي في السياسة وبعد أي توك شو مقنع رأيي بيتغير، وفي الدين أحيانا بحس أني مهزوزة في حاجات)، تلك الكلمات تجسد ما أطلق عليه تشوه أو عدم اكتمال الفضاءات الثلاث الخاصة بكل إنسان، فلكل شخص منا ثلاث فضاءات تحدد شخصيته وكل ما تحتوية من قناعات وآراء وحتى انطباعاته وفلسفته عن الحياة، تلك الفضاءات الثلاث بصورة مبسطة هي:
الفضاء الشخصي أو الذاتي: الفضاء الذاتي هو تلك المساحة التي من خلالها يتجسد الإنسان باستخدام وسائل مثل الملاحظة، التفكير، المعرفة، الخبرة، الظروف الاجتماعية والثقافية وهكذا. فلكل إنسان فضاء خاص بذاته يكون الشخصية والفكر، يبدأ الإنسان في تكوين فضائه الشخصي من بداية مرحلة الطفولة المبكرة من خلال التعرف على عناصر الحياة المختلفة، تكوين انطباع عنها، التجارب التي نمر بها منذ الصغر ما يخزنه العقل (ويقتنع به) كتعريف أو تجسيد لكل ما بالحياة.
الفضاء الوجودي: باختصار يمكن اعتبار الفضاء الوجودي للإنسان هي تلك المساحة التي نحاول من خلالها تطبيق تلك المخططات أو الرؤى التي بنيناها في فضائنا الذاتي منذ الصغر, وذلك من خلال التفاعل مع البيئة والحياة والواقع الأشمل.
الفضاء العقلي: هذه المساحة للعقل (الفضاء العقلي) يمكن اعتبارها وجهة أخرى لكل من الذاتي والوجودي, حيث العقل هو الأداة الرئيسية المتسببة في رسم وتخطيط وتنفيذ كل منهما.
عندما تتكون للإنسان تلك الفضاءات بصورة محددة وواضحة يكون تفاعله مع المجتمع ورؤيته الخاصة عن جميع عناصر الحياة الخاصة والعامة. وأجد أن ما تعانين أنت منه هو الاختلاط بين تلك الفضاءات لديك أو عدم تكونها بصورة واضحة، وقد تكونين أنت السبب في ذلك منذ الصغر بعدم إعطاء عقلك الفرصة الكافية للتفاعل مع الحياة بجميع عناصرها أو ما يمكن أن نصفه بكلمات عامية (بتاخدي كل حاجة من فوق الوش).
والحل الآن هو البداية في منح عقلك الوقت الكافي للتفكير أو ملاحظة الأشياء والأفكار من حولك، ووضع تجسيد محدد لها، وكذلك تفاعلك العاطفي، مثلا في الآراء السياسية يكون حكمنا عليها من خلال ما نؤمن به من مبادئ القيم وما نجده صحيحا أو خطأ، ما يجب وما لا يجب، فإن تكونت لديك تلك المبادئ يكون حكمك واختيارك لرأيك السياسي المحدد. وقد تجدين من يخالفك الرأي وذلك طبيعي وهنا يكون عليك استخدام ما تؤمنين به من مبادئ لتوضيح وجهة نظرك، سواء كانت صوابا أو حتى خطأ بنظر الآخرين، وقد يقوم الإنسان بتعديل بعض تلك القناعات أو معايير الحكم على الأمور مع خبرات الحياة، التقدم في العمر، الإلمام بالمزيد من الحقائق التي قد تؤثر في حكمه (بقناعة) على الأمور.
أتمني منك قراءة ذلك الحوار بين عقلينا بهدوء، وليكن هو بدايتك في تكوين فضاءاتك الخاصة بالتحليل والتفكير في كل جزء منه وتقييمها من خلال ما تؤمنين به من معايير بداخلك، أو بداية البحث عنها بداخلك، العمل على اكتمالها، ثم الإيمان بها.
واقرئي أيضًا:
نفس اجتماعي: الرشد المبكر Adolescence
نفس اجتماعي: حب الرشد المبكر Adolescent Love
نفس اجتماعي: علاقات الجنسين
نفسي عاطفي: حب إليكتروني Electronic Love