أريدها ولا أطيق أهلها
أنا شاب مسلم نشأت والحمد لله في أسرة محترمة ترعى الله وتربي أبنائها على الأخلاق. وقد كبرت وأنا أعتقد أنه من عمل مثقال ذرة خيراً يره ومن عمل مثقال ذرة شراً يره لذا فقد كنت حريصاً على تجنب إيذاء الآخرين ولو بالكلمة كما كنت حريصاً على بذل الخير للجميع ولو على حساب نفسي. وكم ضحيت في سبيل ذلك وكان الله يكافئني بذلك عاجلاً فكنت أرى اَثار فضل الله مما كان يزيدني في فعل الخير حتى كان الأهل ينصحونني أن أهتم بنفسي وأقلل من بذلي قليلا. وبعد التخرج وحين عملت وصار لي دخلي المنفصل أسدلت الكثير منه للمحتاجين.
هذا من جانب أما من جانب العلاقة مع الجنس الآخر فقد التزمت الاحترام والعفة مع الجميع منهن وفي ذهني قول الشافعي "عفو تعف نسائكم في المحرم" وعلى الرغم من كل الفتن فقد كنت أصبر نفسي بالعفة لكي أنال العفيفة حين الزواج. حتى وفقني الله إلى خطبة إنسانة ممتازة فيها كل ما يتمناه المرء إلا أن أهلها يتميزون بجفاء الطبع والمادية والحرص الشديد مما أدى إلى نشوء فجوة بيني وبينهم. حتى أنني بت لا أطيقهم ولا أريد رؤيتهم وفي كل هذا يزداد تقديري وإعجابي بخطيبتي، إلا أنني قد وصلت لمرحلة القرف منهم.
الآن أنا في حيرة من أمري فعلى الرغم من كل ما ذكرته فإن هذه الأسرة لديهم الكثير من القيم والأخلاق الحميدة ومعروفين بالتدين.
ولكم جزيل الشكر
04/06/2004
رد المستشار
عندما أتحدث دائما عن فترة الخطوبة فإنني أذكر أنها فرصة للتعرف على العيوب الفادحة في أي من الطرفين... وعندما أذهب لتفسير معنى العيب الفادح كنت أضرب مثال البخل كأحد العيوب الفادحة التي لا يمكن إتمام الزواج معها من أيٍ من الطرفين أما من هم الطرفين فهي نقطة أيضا تحتاج إلى توضيح حيث يتصور البعض أن الطرفين هما الخطيبين أو الزوجين وهذا تصور غير صحيح...
لأن الطرفين في الزواج هما العائلتان.. إنك حين تتزوج لا تتزوج هذه الفتاة التي أعجبتك أخلاقها ودينها وشكلها فقط ولكنك في الحقيقة تتزوج عائلتها.. فمهما بدا بينهما من اختلاف ظاهري فإنه عند العشرة وعند حدوث الأزمات تظهر الأخلاق الحقيقية وعندها ستجد أهلها أمامك متجسدين..
إن الإنسان لا تمر به المواقف والأزمات إلا ويعرف كيف يتصرف فيها ولكنه في الحقيقة عندما تمر به أزمة يتمثل كيف تصرف أهله في هذا الموقف أو يذهب إليهم يطلب منهم النصيحة أو هم يتدخلون ويتبرعون بالنصيحة وتقديم العون..
وفي كل الأحول ستجد أنك تتعامل مع أهلها دائما.... وأولادك سيربون وسط هؤلاء الأهل وسينطبعون بأخلاقهم أكثر منك بحكم ارتباطهم بأمهم وارتباط أمهم بأهلها.... والرسول الكريم حذر من "خضراء الدمن" المرأة الجميلة في المنبت السوء.... وتخيروا لنطفكم فإن العرق دساس فإن الابن قد يشبه خاله وإن البنت قد تشبه عمتها فالأمر ليس ببساطة أن البنت جيدة وأهلها سيئون أو ماديون.. أو أن الأسرة معروفة بالتدين فالتدين إن لم يتبع السلوك والمعاملات فلا معنى ولا داعي له... فامرأة تقوم الليل وتؤذي جيرانها فهي في النار... ولم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم قد نقص أجرها بل حبط عملها، لأن قيام الليل إن لم يردعها عن إيذاء جيرانها يصبح خاليا من المعنى الحقيقي الذي شرع الله من أجله الدين وأنزله في الأرض وهو أن يتحول الناس إلى قرآن يعيش على الأرض كما وصفت السيدة عائشة الرسول الكريم حينما سئلت عن خلقه فأوجزت وأوفت.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الأخ العزيز السائل أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين نقطة كوم، وشكرا على ثقتك، الحقيقة أنه لا إضافة لدي بعد ما تفضل به الزميل العزيز الدكتور عمر وأبو خليل غير إحالتك إلى بعض الردود السابقة من على صفحتنا استشارات مجانين التي ستجد فيها ما يفيدك إن شاء الله، فانقر ما يلي من عناوين:
حسابات الحب والزواج: أهم من الفقر والغني
عناصر الحب الناجح : إهدار فرصة الخطوبة، م
نسيان الموضوع أم إتمام المشروع م
اختيار شريك الحياة : هل من ضابط ؟
التوافق بين الزوجين : قواعد عامة
"والدي يصر على اختيار زوجتي"
ونتمنى أن تستطيع بعد استخارة ربك عز وجل أن تتخذ القرار الصحيح، وأهلا وسهلا بك دائما على موقعنا مجانين فتابعنا بالتطورات.
ويتبع>>>>>>>>>>: عندما يكون العيب فادحا مشاركة