مشاكل مع الزوج

رد المستشار

fiogf49gjkf0d

 عزيزتي "مها"؛
إن سنة الله في الكون أنه جعل الدنيا دار عمل, نشقى فيها ونتعب وربما نحصل على قليل من السعادة وربما لا نحصل على أي سعادة فيها لتبقى الآخرة هي دار الجزاء والأجر والسعادة التي لا حدود لها.... وربما يكون ما تعانين من آلام ومشاكل طريقا للوصول إلى السعادة في الآخرة إذا ما احتسبت ذلك عند الله وصبرتِ.

ومن عدل الله أنه جعل"الأجر على قدر المشقة" فكلما عانينا وكابدنا الحياة زاد الأجر عند الله, فطاعة وبر زوج هادئ الطباع حليم يتقي الله لا يتساوى أجرها مع طاعة وبر زوج حاد الطباع سيء الخلق لا يتقي الله في زوجته.... والمشكلة يا مها أنك لم توضحي ما هي عيوب زوجك وهل هو مريض نفسيا حقا حسب تقارير الأطباء أم من وجهة نظرك أنت.. فربما يكون الزوج حاد الطباع وعصبي المزاج ولكن إذا تجنبت الزوجة قدر الإمكان ما يثير غضبة.هدأت الأمور بينهما بعض الشيء....

لذلك أنصحك بأن تفصحي أكثر عن مشاكل زوجك وطباعه ومعاملته مع الآخرين ومعك بصدق وإنصاف حتى نستطيع أن نحدد معالم شخصيته ونوعيتها وربما تكون هناك وسيلة للتعامل مع تلك الشخصية لتجنب السيئ منها.. 

وهل أنت تقومين بواجباتك كاملة تجاهه أم لديك من العيوب ما لم تذكريه في خطابك سوى ذلك العيب الذي في رجلك.... والذي أصبح زوجك يعايرك به الآن، ربما تكون لديك عيوب واضحة في معاملتك معه جعلته لا يحتمل هذا العيب الذي كان متقبلا له قديما..

إن أساس أي علاقة صحيحة يا عزيزتي قائم على الصدق فابدئي مع نفسك وانظري جيدا لعيوبك، واستعيني بالمخلصين من حولك ربما يبصرونك بها وابحثي جيدا فيها فربما يكون فيها سبب من أسباب ثورة زوجك وقسوته

فإن لم تجدي بنفسك عيوبا واضحة استفزازية وأجمع من حولك على أن هذا الزوج يعاني من مشاكل نفسية تؤثر في سلوكه فأمامك اختياران وكل منهما يتوقف عليك:
الاختيار الأول:-
1- أن تستشيري أهل الخبرة في كيفية التعامل مع هذا الزوج بعد توضيح معالم شخصيته وردود أفعاله من خلال مواقف صادقة لتعامله معك ومع الناس ومع أصدقائه وفي مجال عمله.... تدلك على مفتاح تلك الشخصية حتى لا تثيري الجانب السيئ بها ولن أقول لكي أنك ستصبحين سعيدة وهادئة بعد ذلك, لا، لأن تحمل تلك الشخصية سيكلفك جهدا وعناءً ولكنه سيكون دربا من دروب الجهاد ربما يكون هو الباب الوحيد الذي تدخلين به الجنة إذا ما احتسبت وصبرت من أجل الأطفال ومن أجل شخص مسلم ربما يشقى في حياته إن لم تتحمليه أنت..

الاختيار الثاني:-
2- أن تنفصلي وتتفرغي لنفسك وأولادك إذا لم تجدي في نفسك القدرة والتحمل أو وجدت أنك ربما تكونين عرضة للانهيار النفسي, وعندها لا يهم الماديات بأن تتنازلي عن بعض حقوقك مقابل أن تنقذي نفسك من ذلك الانهيار.... وأمر الماديات ونفقة الأولاد لأهل الخبرة حسب قدرة زوجك المادية وما سيترتب عليه حالة بعد الطلاق.... ابدئي في حياتك من جديد بنفس هادئة مشرقة.
                                                                                     
ونصيحتي لك يا "مها" هي أن تطوري نفسك وشخصيتك وتنمي من قدراتك, ولا مانع من الدراسة أو تعلم حرفة أو العمل الاجتماعي الذي سيكسبك الكثير من الخبرة ويصقل شخصيتك, انظري لنفسك وتأملي عيوبها وجدوى قدراتك ومعالم شخصية زوجك واستخيري الله أي الطريقين ستسلكين.

المستشار: د. هالة مصطفى