قلبي حزين وعقلي حائر
السلام عليكم ليس هناك ما يمكن قوله لكم سوى أسكنكم ربي جنته أود طرح مشكلتي عليكم إذا تكرمتم بمساعدتي.
أنا فتاة أبلغ من العمر 20 عاما في السنة الأولى في الجامعة تربيت في أسرة ملتزمة والحمد لله والدي حفظه الله عصبي المزاج ولا يقبل النقاش، ووالدتي أطال الله في عمرها أقل عصبية ولكن أيضا لا تقبل النقاش وكثيرة النقد أما عن علاقتي بأخوتي فتكاد تكون معدومة حيث أننا لا نتكلم إلا لطلب شيء معين أو افعل كذا فقط وأنا فتاة بين 3 أولاد.
أما عن نفسي فأنا أحس أني أدور بدائرة مفرغة حيث أني لا أعرف ما هي هواياتي أو قدراتي التي من خلالها أستطيع تحديد هدفي في الحياة، وليس هناك من يمكنه مساعدتي حيث لا يوجد لدي صديقات مقربات ونظام دراستي لا يساعدني على الاستمرار مع نفس الفتيات لأكثر من فصل دراسي واحد وهذا يعني أني شبه وحيدة فليس هناك من أستطيع التكلم معه عن مشاكلي غير أني أظل في غرفتي غالبا وأفعل كما يفعل كاتب الرواية حيث يتخيل أنه بطل الرواية فيبدأ بكتابة الأحداث ولكني لا أكتب بل أمثل جميع الأدوار وكأني أتحدث مع أشخاص فعلا مع أنه لا يوجد أحد معي.
وقد حاولت كتابة الأشياء التي في رأسي فربما استطعت تحديد مواهبي وما أريد ولكن لم أصل إلى نتيجة، أنا أثق بكم وبحبكم لي فأتمنى أن أكون قد استطعت توصيل ما أريد إليكم فتقدموا لي النصح لأني فعلا أتألم وحائرة والأمر من ذلك أن أحزاني وهمومي تبقى في قلبي لا ينطق بها لساني.
وما يخفف عني أني أدرس في الجامعة وأحاول حفظ القران فيمر الوقت معي ربما يكون هذا مهما حيث أني انتقلت من بلدي الأصلي منذ سنة، فربما كان لذلك تأثير أكبر علي مع أنه لم يختلف الكثير لدي فلم يكن لدي من أحكي له عن همومي في بلدي الأصلي، كما أن دخولي إلى بلد جديد ودخول الجامعة أيضا جعلاني أفكر كثيرا بما أريد أن أكون.
وأرجو عدم ذكر أسماء البلدان ولا اسمي ولكم جزيل الشكر.
وأهديكم ورودا بيضاء تليق بصفاء وسعة قلوبكم أعلم أنها لن تصل ولكن تخيلوها
04/06/2004
رد المستشار
ابنتي العزيزة؛ كيف لم تشعري بمواهبك الأدبية وأنت التي تعيش وتكتب وتمثل الحياة بكاملها وحدها؟؟ وجدت أنه وجب التنويه أولا عن موهبتك تلك ما دمت تبحثين عن قدراتك وما تستطيعين عمله، علاوة على أسلوب سلس لطيف ينم عن تملك لمفردات اللغة وشاعرية رقيقة تغلف الكلمات.
أما بالنسبة لعدم وجود صديقة أو أخت تفتحين لها قلبك وتتحدثين إليها فيتضح يا ابنتي من رسالتك أنك شاعرية وحساسة وهذا النوع من الشخصيات لا يكون اجتماعيا بطبعه بل ينتظر عادة هادئا صامتا أن يتوجه إليه الناس بالحديث وهذا ليس عيبا. ومما زاد في شعورك بالوحدة عدم وجود أخوات إناث.
فاعلمي يا ابنتي أن الوحدة أحيانا خير من جليس السوء وهى ليست مشكلة لو نظرت إليها من منطلق أنها ليست بسبب عيب فيك أو تعمد ممن حولك ولكنها بسبب وضع مؤقت سينتهي في أحد الأيام. فلابد أنك قد تستقرين مع زميلة أكثر من مرة في ساحات المحاضرات إذ لا يعقل أن تتغير كل الزميلات.. بالتأكيد ستختار واحدة أو أكثر نفس التخصص وبالتالي ستلتقين بهن أكثر من مرة وتنشأ بينكن الزمالة والصداقة التي تبحثين عنها.
كما أنني أرجو أن تقتربي أكثر من أمك... تقولين أنها لا تقبل النقاش ولكنك لم تقولي أنها لا تقبل الحديث والحديث ليس دائما نقاشا أو تطاحنا أو عراكا بين الآراء... الحديث مجرد حوار بين شخصيتين يتبادلان فيه الأفكار والآراء والحكايات والنكات أحيانا.
فتحدثي إلى أمك من آن لآخر وستدهشين كم تشبهينها...... وكم من المشاعر الجميلة والأفكار اللطيفة تستطيعين الحصول عليها بقربك منها.
وأخيرا وليس آخرا: أكتبي... اجعلي القلم أعز أصدقائك فالورق يتسع دائما لكل المشاعر وكل الأفكار وهو مساعد كبير في إعادة ترتيب كل شيء... حين تضعينه بوضوح على السطور شكرا على الوردة البيضاء وصل عبيرها ونقاؤها إلى أيدينا.
* ويضيف أ.د. وائل أبو هندي الأخت العزيزة السائلة أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وشكرا جزيلا على ثقتك، الحقيقة أنني لا إضافة لدي بعد ما تفضلت به مجيبتك الدكتورة نعمت عوض الله، غير الاعتذار الكبير عن تأخرنا في الرد عليك، فبينما انشغلت مجيبتك المستشارة الدكتورة نعمت عوض الله في مجموعة من المحاضرات التربوية، وتعطل البريد الإليكتروني الخاص بي لفترة، كان تأخرنا عليك مؤلما لنا برغم ذلك، خاصةً وأن أريج وردوك البيضاء لم يتركنا، أحييك إذن وأرجو أن تقبلي اعتذاري، وأود بعد ذلك إحالتك إلى عددٍ من الردود السابقة التي ندعو الله أن تعينك وتسليك، فقط انقري العناوين التالية:
سيكولوجية الفتاه العربية
كيف أكسب الأصدقاء؟
البحث عن الهوية
البحث عن الحب والصداقة
المحرومة: أمية أمتنا النفسية، مشاركة
المحرومة أمية امتنا النفسية متابعة2
أحلام اليقظة الاكتئابية ؟؟؟
ماذا تفعل؟؟؟: استبطن نفسك بنفسك !
كيف تنمي ثقتك بنفسك ؟
كيف تكون نفسك ؟
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين، فتابعينا بالتطورات الطيبة.