مشكلتي اليوم هي التي كنت أخاف منها الأيام الماضية، وهى إخفاقي في الامتحانات فاليوم كان أول أيام امتحانات آخر العام، وكانت لدينا مادتان هما جبر وحساب مثلثات -ولغة فرنسية وأنا والحمد لله كويسة في المادتين خصوصا اللغة الفرنسية لأنها تافهة جدا وطول السنة كنت ممتازة فيها، وأيضا مادة الجبر وحساب المثلثات كنت أحبها جدا لأنها سهلة جدا على الرغم من كرهي للرياضة عامة، والحمد لله أنا طول السنة كويسة في المادتين دول وامبارح (ليلة الامتحان) جلست أذاكر المادتين بإتقان شديد جدا وخاصة الرياضة لأنني أريد أن أزيل عُقدتي من الرياضة (اللي شكلها لن تُزال أبدا) فاهتممت بها هذه السنة كثيرا حتى لا أشعر بنقص فيها.
وكان معي ملزمتان للجبر وملزمتان لحساب المثلثات تحتويان على كل أنواع المسائل والعديد والعديد فيما يفوق 40 أو50 مسألة في الجبر وقدهم حساب مثلثات وجلست امبارح أحل فيهم من الساعة 9 مساءً إلى الساعة 12.30 مساءً مذاكرة متصلة بلا انقطاع حتى اطمأننت من ناحية الرياضة لأن كل هذه المسائل حلتها لوحدي وكانت كلها صح ففرحت بذلك كثيرا ومن قبل الرياضة قمت بمذاكرة الفرنساوي جيدا جدا وراجعت على كل ما فيه، ومن سوء حظي أن يأتي الامتحان اليوم في كلتا المادتين تافه تافه تافه، وأنا أقول من سوء حظي لأن المفروض ما دام الامتحان كان سهلا إني أحل كويس لكن للأسف أخفقت في مسألة في الرياضة وسؤال في الفرنساوي (على الرغم من تفاهتهما) ومش معنى إني لقيت الامتحان تافه إني استهترت به أو إني اتسرعت بالعكس، وعلى الرغم من مراجعتي للامتحان كويس اتضح لي في الآخر بعد الامتحان إني عندي غلطة في الرياضة وغلطة في الفرنساوي.
أنا مش عارفة هاعمل إيه شكلي هيبقى وحش جداً في كل مجاميع الفرنساوي بالذات لأنه يعتبر في أولى ثانوي أتفه مادة على الرغم من إن خطأ عليه 1/2 درجة لكن معنى إني أنقص نُص درجة في الفرنساوي إني جاهلة بمعنى أصح، وهذه ليست مبالغة هذه حقيقة لأن المادة سهلة جدا جدا وفي الترم الأول كل المجاميع جابت الدرجة النهائية وأنا منهم وأقل واحدة في أولى ثانوي كلها جابت 11.5 من 12 يعنى نفس درجتي اللي أنا هجيبها دا غير إن أكيد المسيو هيزعل وأهلي هيزعلوا دا غير الزعل الأشنع وهو زعلي من نفسي يعني ممكن الرياضة أعديها على أساس إن ممكن أي حد يغلط فيها وإن في كتير عاملين نفس غلطتي، إنما الفرنساوي لا لا لا.
أنا حاسة إني انتهيت.. انتهيت
أنا أرسلت المشكلة دي انهارده لأني مش عارفة كمان أذاكر مادة بكرة وحاسة إني سوف أخفق فيها هي أيضا وفي كل المواد الجاية.
أنا خايفة قوي ومش عارفة أعمل إيه ومش عارفة إيه اللي بيحصل لي دا ليه. أنا مخنوقة جدا، أريد الحل سريعا ولو إني عارفة إن الرد سيصلني في الأجازة وبعد ظهور النتيجة كمان.
17/5/2004
رد المستشار
ابنتي العزيزة؛
سامحيني لو قلت لك إنني سعيدة جدا لأنك "زعلانة" على نصف درجة ستضيع منك في اللغة الفرنسية، فلقد كنت أعرف طلبة كل مرادهم النجاح فيها وبس حيث يجدون أنها مادة ليس لها "لازمة".
أعرف شعورك جيدا.. حين يتقن الإنسان الأداء ويأخذ بكل الأسباب المتاحة ويستعد نفسيا ومعنويا.. فإن أي درجة ولو تافهة وصغيرة يطيش فيها إصابة الهدف تصبح مملة ومثيرة للغيظ....
ولكن يا ابنتي يجب أن تعتادي على قبول الواقع أو ما قسم به الله... مادمتِ قد أديت المطلوب منك على أكمل وجه.. فقد قدر الله وما شاء فعل.... هذه واحدة من الكنوز التي لا يمتلكها الكثيرون... الرضا بما قسم الله على شرط أن يكون الإنسان قد أدى دوره تماما بلا تقصير..
وأنت كما تصفين مذاكرتك أنها كانت منظمة ومرتبة وكافية... إذن إذا كان الله أراد أن "تتلخبطي" فتضيع بسبب ذلك نصف درجة فالحمد لله على كل حال.. أما كان ممكنا أن يكون الخطأ في سؤال عليه 4 درجات مثلا!!!!!!
إن مدرسك قد يتمنى أن تحصل تلميذته النجيبة على التقدير النهائي ولكن هذا بالطبع لن يجعله "زعلان" أو غضبان أو يسقط كفاءتك من نظره.. بالعكس سيفهم ويقدر... وما عليكِ أنت إلا أن تتعلمي الرضا من الآن، فكم من المواقف ستمر عليك في حياتك لن تسير فيها الرياح كما تشتهى السفن... وستجدين نفسك في مواقف وظروف لم تستعدي لها أو تتوقعيها.
الرضا بالقضاء واختيار الله أحد أسلحة مواجهة الزمان وهو السعادة في الدنيا والآخرة، وأهلا وسهلا بك دائما فتابعينا بأخبارك.