بعد التحية والسلام..
أنا أطلب مشورتكم، هل أطلب الطلاق؟
سوف أخبركم بمشكلتي باختصار، وقبل أن أبدأ في سرد المشكلة أقسم لكم بالله العظيم إن كل كلمة في مشكلتي هذه صادقة، ورغم غرابتها فإنها حقيقة، وأود أن تنشروها حتى لو لم يكن هناك حل لها، فقط أريد المشورة.. هل أطلب الطلاق؟.
أنا فتاة في العشرينيات من عمري، متزوجة منذ 10 سنوات.. تزوجت رجلا أحببته من أقاربي. وكل هذه السنوات بعد الزواج كنت أنا وهو مثالا للزوجين المحبين أمام الناس وأمام أهلي وأهله؛ كل بنات العائلة يحسدنني عليه، فهو رجل وسيم وأخلاقه عالية.
ولكن المشكلة أنني منذ تزوجت حتى الآن لم يحدث بيننا ولو مرة واحدة لقاء حميم؛ ويبدو أن ذلك سببه مرض يعاني منه زوجي، إما أنه لا يريد أن يخبرني به أو أنه لا يعرفه كما يؤكد لي مرارا. وأنا حتى الآن لم يمسسني رجل، وسوف أحدد لك ما يؤلمني في الموضوع والذي يجعلني مرارا وتكرارا أفكر بالطلاق، ولكن حتى الآن لا أستطيع القرار:
أولا: أنا إنسانة "عاطفية" جدا، وأحتاج لرجل حقيقي في حياتي وأفتقد هذا الرجل.
ثانيا: منذ حوالي 4 سنوات طلب منى زوجي أن أقوم بعملية أحمل من خلالها بشكل غير مباشر لكي يحصل هو على الطفل الذي يريده ولكن أنا عذراء، وهذا مؤلم جدا علي أن أفعله؛ لهذا وعدني هو وعد شرف أنه خلال فترة الحمل سوف يعالج نفسه ويتمم زواجه بي قبل الولادة، ولكن رجاني أن أحمل أولا، وهذا ما حدث وحملت بمساعدة الطبيب.
ولكن لما حدث الحمل لم يحاول ولو لمرة أن يقترب من عيادة الطبيب لكي يحاول العلاج كما وعدني، وخلال الولادة وكنت أنا مخدرة قامت الطبيبة بإيقاظي قائلة: أنا الآن سوف أفض غشاء البكارة بالمقص، حسنا؟ أقسم إن هذا حدث وشعرت بقلبي ينفطر؛ لأن الرجل في حياتي كفتاة شرقية هو الذي كان يحثني طوال الوقت أن أحافظ على شرفي، والرجل الشرقي في النهاية هو الذي فرط بي، هذا ما شعرته سواء كان هذا صحيحا أم لا، ولكن تلك هي الخواطر التي اجتاحت ذهني، وللآن أشعر بأني فقدت شرفي.
ثالثا: أنا أعاني وحدي ولا أستطيع أن أفضفض لأحد؛ لأني أخاف أن ينتشر هذا الخبر الذي سوف يكون خبرا شيقا إذا انتشر، وأكيد أن كل الرجال من حولي سوف يطمعون بي إذا حدث هذا -لا سمح الله- ولكن كتماني لآلامي بل وادعائي أنني متزوجة من أفحل رجل في العالم يزيد من هذه الآلام.
أخيرا: أشعر أن زوجي لا يراني جميلة؛ بل هو يراني قبيحة رغم علمي أنني جميلة، وأشعر بجمالي في عيون الناس الذين أتعامل معهم يوميا، ولكني سمراء البشرة وزوجي يحب بيضاء البشرة، أي لست "ستايله"، وهذا يجرح مشاعري.
لا تقل لي: حثي زوجك على العلاج؛ لأن هذا مستحيل، فقد مللت من حثه عبر سنوات طوال حتى استسلمت تماما. ولكن هل أطلب الطلاق وأعيش وحيدة مع ابني أم أعيش معه وأتألم نفسيا يوميا؛ خاصة أن ابني يحب والده كثيرا؟
ولكن هل سأبقى هكذا طوال عمري؟
ماذا أفعل؟.
11/8/2005
رد المستشار
الأخت الكريمة، كم في هذه الحياة من المضحكات المبكيات، فأنت تعتبرين أن مشكلتك غريبة وعجيبة وتحسبين أننا نحتاج منك للأيمان المغلظة لنتأكد من صدق حديثك وروايتك.
ومن المفارقات أنني كنت أقرأ منذ لحظات مشكلة مشابهة لزوجة يعاني زوجها من العجز الجنسي ويرفض العلاج، ولكنه يريد الإنجاب فتفتق ذهنه عن حل عجيب وهو أن يجمع السائل المنوي في برطمان ثم يحقنه في فرج زوجته، يفعل كل هذا بنفسه وبزوجته ولا يجرؤ على التوجه لسؤال الطبيب لطلب العلاج!!.
أقدر معاناتك والآلام التي تتحملينها مع زوجك الذي لم يقربك منذ زواجكما، وأتمنى أن تكون رسالتك صرخة مدوية تزلزل جدران الصمت التي تجثم على حياتنا.. فها هي الزوجة يا إخواني الأزواج لها احتياجاتها الجنسية التي تحتاج إلى أن تروى، ولا يتصور أحد من القراء أنني أقصد فقط الاحتياجات الجسدية؛ فالجنس إشباع عاطفي وروحي ونفسي بالإضافة لكونه إشباعا جسديا، وفوق هذا فإن ممارسة الجنس بالنسبة للزوجة مع زوجها تحمل رسائل من زوجها لها مفادها أنك كنت وما زلت مصدر إلهامي ومفجرة الطاقة المتجددة في عروقي.. وأنني كنت وما زلت راغبا فيك، والزوجة -أي زوجة- لا تصبر على حرمانها من هذا الحق بفعل فاعل حتى لو كان الزوج والحبيب.
وفي المقابل الرجل الذي يعاني من أي درجة من درجات العجز الجنسي يشعر أنه فقد كل مقومات رجولته في مجتمعات تعتبر الذكورة مساوية تماما للرجولة، ويترسخ في ذهنه أنه يعاني من مشكلة ليس لها حل، خصوصا عندما يتذكر أفلاما تصف الرجل العاجز جنسيا بأنه "طاووس لا أمل فيه ولا رجاء منه"، وبالتالي ينطوي على أزمته ومشكلته ويدفن سره في بئر عميقة ليس لها قرار.. ويظل يعاني من هذا السر الدفين لسنوات وسنوات وهو يخشى من اليوم الذي يفتضح فيه سره. ولا يجد أي مبرر لكشف المستور؛ لأن هذا العيب غير قابل للإصلاح، ولذلك فلا يوجد أي داع للفضيحة.
والمصيبة أن الزواج مع هذه النفسية المدمرة يحمل معاناة لا يطيقها البشر لكلا الزوجين؛ فالزوج لا يحتمل أي اقتراب من زوجته حتى ولو كان اقترابا عاطفيا؛ لأن هذا يذكره بعجزه ويضاعف من ألمه، وفي الوقت نفسه يعذبه طوال الوقت هاجس أنه لا يستطيع أن يلبي احتياجات زوجته، وقد يتصور أنها يمكن أن تبحث عن الإشباع عند غيره.
وفي المقابل الزوجة تتألم.. تشعر بالحرمان.. تشعر أنها ظلمت بحرمانها من أحد حقوقها الأساسية، ولا يمكنها أن تتحدث أو أن تعترض خوفا من أن تجرح مشاعر الزوج، وحتى لو فعلت مرة فإن ردة فعله العنيفة ستدفعها لأن تطوي آلامها وأن تنكفئ على أحزانها وحرمانها، وأن تتعايش مع الوضع كما هو، ولكن البركان الثائر بداخلها لن يخمد أبدا وسيظل ينذر بثورات عارمة.
والمصيبة والكارثة أن كل هذه المعاناة يتحملها الزوجان رغم أن العجز الجنسي عند الرجال هو مرض ككل الأمراض وليس سبة أو عيبا نخجل منه ونواريه، وليس للشخص ذنب فيه؛ فهو مرض كالضغط والسكري وقرحة المعدة... إلخ. ولهذا المرض أسبابه العضوية أو النفسية، ومع التطور العلمي المذهل أصبح الآن لكل مشكلة حل، والعلاج إما نفسي أو دوائي أو جراحي حسب أسباب المرض وحسبما يرى طبيب أمراض الذكورة.
ليست المشكلة في علاج العجز الجنسي الفردي، ولكن المشكلة تكمن في علاج العجز العقلي المجتمعي ومحاربة الأساطير التي تعشش في عقولنا، والتي تدفعنا لدفن الرؤوس في الرمال، وتدمر من حيث لا ندري نفسيتنا وبيوتنا.
أختي الحبيبة، اعذريني، فقد استغرقت معك في الشأن العام، ولكنه لا يعتبر بعيدا عن مشكلتك بأي حال من الأحوال.. فمشكلتك ليست في كون زوجك فرط في شرفك وليست مشكلتك في كون شكلك لا يوافق الشكل الذي يحبه زوجك، ولكن مشكلتك تكمن في أن زوجك يعاني من العجز الجنسي ولا يلبي احتياجاتك وأنت لا تحتملين هذا الوضع، وهذا نتاج لأوضاع مجتمعية أبسط ما يمكننا أن نصفها به أنها أوضاع مختلة وتحتاج لمن يفجرها من جذورها.
وفي غمرة انشغالك بمشكلتك الرئيسية نجد رسالتك تركز فقط على مشكلة علاقتكما الجنسية، وغاب عن رسالتك ذكر أي تفاصيل عن طبيعة علاقتكما معا خارج إطار العلاقة الجنسية، والمهم أنه في ظل هذه المعاناة تصبح الخيارات المحتملة أمامك هي:
* أن يستمر الوضع على ما هو عليه من أجل طفلك.. على أن يتم الاتفاق بينكما على إشباع احتياجاتك الجنسية بالصورة التي تتفقان عليها، وميزة هذا الخيار أنه يحمل الاستقرار النسبي للأسرة، ولكن ستظل معاناتك -وإن كانت بدرجة أقل- من أنك لن تحصلي على كل ما تحتاجين إليه كما ينبغي.
* أن تطلبي الطلاق وتصري عليه ولا تقبلي أي حلول أخرى.. وهذا الخيار بالإضافة لما يحمله من مشاكل لطفلك يعني أيضا تعرضك للمتاعب النفسية الناجمة عن الطلاق، وخصوصا لو كنت مرتبطة عاطفيا بزوجك، ومع عدم وجود أي ضمان يكفل لك الحصول على زوج يلائمك ويشبع احتياجاتك ويحنو على طفلك بعد الطلاق.
* ويمكن أيضا أن تكون البداية بأحد الحلول الوسط.. واجهي زوجك صراحة بمعاناتك وأكدي بكل حزم أنك أصبحت لا تحتملين هذا الوضع، وأن هذه آخر فرصة وآخر مرة ستتحدثين بمشكلتك بينكما فقط؛ فإما أن تذهبا معا لطبيب أمراض الذكورة لالتماس العلاج الميسر بعون الله، أو أن الأمور ستخرج خارج حدودكما، وذلك بطلب التحكيم ممن تثقين فيهم من حكماء الأهل، ويفضل أن تكون بينهم سيدة يمكنك أن تبثيها شكواك وهمك بدون حرج على أن يكون مطلبك الأساسي أن يتوجه زوجك للعلاج، مع الوعد بأنك ستكونين بجواره دوما، وأنك لن تتخلي عنه طالما كان جادا، ولكن كوني على علم بأن هذه الخطوة قد تدفع زوجك لطلب العلاج أو قد تدفعه للطلاق، ولكن ميزة هذا الخيار -لو حدث الطلاق- هو أنك لن تشعري بأنك تسرعت في اتخاذ قرارك، وأنك التمست كل سبل العلاج. واتخاذ القرار ليس سهلا، فادرسي كل خيار من هذه الخيارات بناء على معرفتك بنفسك وبزوجك، وحددي ميزات وعيوب كل خيار.
وفي النهاية أنت وزوجك وأسرتك بحاجة لعون الله لييسر لكم جميعا من أمركم رشدا، فاقتربي من الله واستعيني به؛ فهو سبحانه الموفق والمعين وبيده الخير كله.
واقرئي أيضًا:
زوجي لا يقربني
زوجي عاطل لا عمل ولا حب ولا جنس
زوجي مُقِلٌّ في الجنس ساعدوني
محتاجة لزوجي... ولكن
زوجي مُقِلٌّ عِنِّين وأشتهي تلاميذي المراهقين
ويتبع >>>>>>>: العنة ومعاناة الزوجة العذراء م