المشكلة الأولى:
الإخوة الأفاضل في موقع مجانين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حاولت إرسال مشكلتي بالطريق المعتاد، لكني وجدت أن الباب قد أغلق ووقتي في العمل لا يتيح لي التواجد على الإنترنت سوى لأوقات ضيقة جدًا، فأرجو الاهتمام بمشكلتي، علمًا بأنها تؤرقني جدًّا ولم أجد لها مثيلاً لا عندكم ولا عند غيركم!
أنا متزوج منذ ستة شهور بعد قصة حب عظيمة امتلأت بالتضحيات والصبر، وأنا وزوجتي ملتزمان بفضل الله تعالى، والحوار الصريح بيننا في كل شيء حتى في الجنس مستمر ودائم منذ لحظة زواجنا.
المشكلة أن زوجتي طيلة هذه الشهور لم يحدث لها قذف مطلقًا، وتنتهي المعاشرة بيننا بأن أقذف أنا بعد أن أكون قد فعلت كل شيء دون جدوى، وأنا أعلم من خلال قراءتي وثقافتي أن إنزال المرأة يتأخر عن إنزال الرجل، ورغم ذلك فأنا أفعل من المقدمات الكثير والكثير، وأحاول معها كثيرًا حتى أوصلها لتلك اللحظة؛ لدرجة أن المعاشرة بيننا تمتد أحيانًا لما يفوق الساعة دون جدوى.
علمًا بأننا نحب بعضنا حبًا غامرًا، وليست بيننا أي مشكلات، وليس لديها أي رواسب نفسية سلبية تجاه الجنس؛ فقد نشأت نشأة طبيعية تمامًا، وأنا كذلك، إلا أنها كانت شديدة الالتزام، وطوال أكثر من 25 عامًا -عمرها- حتى لحظة زواجنا لم تفكر أبدًا في ممارسة العادة السرية، ولو لمرة واحدة؛ خوفاً من الله تعالي، وأود لفت نظركم أيضًا إلى أنها ليست مختتنة!
الإخوة الأفاضل، كنت أعتبر نفسي من المثقفين جنسيًا، وهي أيضًا كذلك؛ فكلانا ذو ثقافة واطلاع واسعين جدًا، وكلانا من طلبة العلم الشرعي، ونحفظ القرآن كاملاً رغم تفوقنا في مجالينا العمليين، لكني بعد هذه المشكلة العجيبة التي لم أجد لها مثيلاً فقدت الثقة في ثقافتي! أفيدوني أفادكم الله.
المشكلة الثانية:
أشكركم على هذا الموقع الذي من خلاله استطعنا التعامل مع المستشارين الخبراء والمجربين، والذي ساعد الكثير من الحالات.
تزوجت منذ سنتين تقريبًا، والحمد لله جرت الحياة بشكل طبيعي من الناحية الاجتماعية، وتعاملني زوجتي معاملة ممتازة جدا، وهناك تفاهم كبير بيننا، ولكن المشكلة أنها لا ترغب في الجنس إلا بشكل قليل جدا منذ بداية الزواج، وتعاني من فتور كبير، وتقريبًا لا تريد الجماع إلا من قبيل المجاملة لي لكي لا تزعجني.
وقد حاولت كثيرًا أن أساعدها في حل هذه المشكلة لكنها تشعر أحيانًا بالخجل، وعرضت عليها أن تعرض مشكلتها على زميلاتها أو صديقاتها بطريقة غير مباشرة لكي تستفيد من تجارب من يكبرنها أو من عندهن تجربة في الموضوع، وقد صارحتني أن مشكلتها هي عدم الاستمتاع، وأخبرتني أنها تحاول جاهدة لكنها لا تستطيع، وألاحظ أنها تريد أن تخرج من هذه الحالة، ولكن لا تدري كيف؟
ملاحظات:
الجماع الطبيعي لا يريحها إطلاقًا، ولكن إذا سمعت قصة جنسية يمكن أن تصل إلى الذروة دون أي تأثير أو لمس، وأثناء الجماع إذا ضغطت بقوة إلى الداخل تحس بألم كبير في منطقة البطن، فهل للبرود هذا علاج؟ وهل له علاقة بأحداث معينة حصلت في الماضي؟
وهل هناك مرجع معين أجد فيه قصصًا رومانسية أو جنسية للمساعدة؟
وهل هذا حل سليم؟
2003-09-18
رد المستشار
الإخوة الأفاضل، لقد تسلمت هاتين المشكلتين في أسبوعين متتاليين، وكلتاهما تدور حول استمتاع الزوجة بالعلاقة الحميمة بين الزوجين من منظورين مختلفين، ولذلك فقد آثرت أن أرد عليهما بتفصيل يحاول تناول معظم جوانب هذه المسألة.
وفي البداية لا يفوتني أن أشكر الأخوين السائلين، وأحمد لهما وعيهما وتفهمهما وعدم تحرجهما من السؤال، الذي يحجم عنه كثيرون بسبب الخجل في غير موضعه، أو بسبب الشعور الخاطئ -والناتج عن الجهل- أن كل شيء على ما يرام، أو أن كل عيب أو شكوى من هذا الأمر يطعن في ذكوريته (والتى شاع في فهمنا القاصر للأمور أنها مرادفة للرجولة).
لقد لمست في تساؤل الأخوين رغبة صادقة في مساعدة زوجته لتقضي وطرها، وتستمتع بما أحله الله لها كما يستمتع زوجها، ولهذا لا أملك لهما إلا أن أتوجه إلى ربي سبحانه وأدعوه أن يجزل لهما العطاء لحرص كل منهما على تجنب ظلم زوجته "والظلم ظلمات يوم القيامة"، ولحرصهما على اتباع قوله تعالى: [ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف]، ولحرصهما كذلك على اتباع سنة حبيبي وقدوتي المصطفى صلى الله عليه وسلم حينما قال: "إذا جامع أحدكم أهله فليصدقها، فإذا قضى حاجته قبل أن تقضي حاجتها فلا يعجلها حتى تقضي حاجتها".
وإذا كان الأمر كذلك، وكان واجب الزوج بنص الآية والحديث الشريف أن يساعد زوجته حتى تقضي حاجتها؛ فإنه يصبح لزامًا على كل زوج أن يتعلم كل ما يعينه على تحقيق هذه الغاية؛ فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
* وفي البداية أحب أن يطمئن الأخوان السائلان وكل مبتدئ فى هذه الممارسة وأن يطمئن زوجته؛ وذلك لأن كل أمر من أمور حياتنا نتعلمه بالممارسة وبالاستفادة من الخبرات المتراكمة والأخطاء، وكذلك الاستفادة من خبرة الغير، وحاله فى هذا كحال الطفل الصغير الذى يقع كثيرًا في بداية تعلمه للوقوف والسير، ويحاول أن يبحث فيما حوله عن دعامة يستند عليها، ولا تمر إلا فترة قصيرة حتى نجده يجوب الأرض شرقًا وغربًا، وقد يفيدهما الاطلاع على مشكلة سابقة بعنوان: باردة كأخواتها: زرعنا الثلج فحصدنا الجليد.
* والمهم أنه كما أوضحت فى البداية أن مشكلتنا هنا تدور حول استمتاع الزوجة بالممارسة الجنسية، وصور وأشكال هذا الاستمتاع، وكذلك الاضطرابات التى قد تعيق هذا الاستمتاع. ومن المفيد أن نؤكد على أن طبيعة المرأة الجنسية أكثر تعقيدًا وأكثر تركيبًا من طبيعة الرجل، ولقد أحاط بهذه الطبيعة الكثير من الغموض، ويمكن أن يرجع هذا الغموض للتركيب والتعقيد الموجود في هذه الطبيعة، إضافة لما أحاطت به المرأة نفسُها هذه الطبيعةَ من سكوت لترضي موروثات المجتمعات التى أقنعتها بأنها لا ترغب فى الجنس ولا تريده ولا تستمتع به، وأنها إنما تفعله إرضاء للزوج وتلبية لرغبته وإطفاء لشهوته، وإن ادعت غير ذلك فهى إمرأة شهوانية لا يؤمَن جانبها.
المهم أن هذا الغموض قد استمر لعقود طويلة، ولم يبدأ الغرب فى فك طلاسمه إلا مع بداية الثمانينيات؛ حيث حدثت طفرة علمية في فهم طبيعة المراة الجنسية وفنون إثارتها، فهل لنا أن نستفيد مما وصلوا إليه؟ ألسنا مأمورين بنص الحديث الشريف بالحرص على أن تقضي المرأة حاجتها؟ ألا تعتبر دراستنا لكل علم وإحاطتنا بكل وسيلة تمكننا من تحقيق هذا الهدف وهذه الغاية أمرًا ضروريا ولازمًا؟
وهل يكون لنا وعي وفقه خليفة رسول الله الفاروق عمر الذي سمع امرأة تشكو غياب زوجها في الحرب؛ فلم يتحرج وذهب سائلاً ابنته زوج رسول الله وأم المؤمنين قائلاً: كم تصبر المرأة على غياب زوجها؟ وإجابتها جعلته يغير نظام الخدمة في الجيوش مراعاة لظروف المرأة وطبيعتها.
وهذه أخرى تأتيه شاكية زوجها فتقول: "يا أمير المؤمنين إن زوجي يصوم النهار ويقوم الليل، وأنا أكره أن أشكوه وهو يعمل بطاعة الله عز وجل"، فقال لها: "نعم الزوج زوجك"، فجعلت تكرر قولها ويكرر عليها الجواب، حتى قال له كعب الأسدي: "يا أمير المؤمنين هذه المرأة تشكو زوجها في مباعدته إياها عن فراشه"، فقال له عمر: "كما فهمت كلامها فاقض بينهما"، فطلب كعب زوجها، فأتي به، وقال له: إن امرأتك هذه تشكوك، فقال: هل تشكوني في طعام أو شراب؟!! فقال له كعب: لا، وقالت المرأة:
يأيها القاضي الحكيم رشده .... ألهى خليلى عن فراشى مسجده
زهده في مضجعى تعبده ..... فاقض القضا، كعب ولا تردده
نهاره وليله ما يرقده ..... فلست في أمر النساء أحمده
فقال زوجها:
زهاني في النساء وفي الحجل .... أني امرؤ أذهلنى ما نزل
في سورة النحل في السبع الطوال .... وفي كتاب الله تخويف جلل
فقال له كعب:
إن لها عليك حقا يا رجل .... يصيبها في أربع لمن عقل
فـأعــطها ذاك .... ودع عـــنك الـعـــلل
ووضح كلامه بقوله: "إن الله عز وجل قد أحل لك من النساء مثنى وثلاث ورباع؛ فلك ثلاثة أيام ولياليهن تعبد فيهن ربك"، فتعجب الفاروق عمر من قدرة كعب على الفهم وعلى القضاء، وولاه قضاء البصرة، وبالطبع لا يمكن فهم كلام كعب على أن يأتي الرجل زوجته على أي وضع سواء نالت وطرها أم لم تنله؟!
* وسوف نحاول في السطور القادمة سبر أغوار الغموض الذي أحاط بطبيعة المرأة الجنسية؛ لنتعرف على الفروق بينها وبين الرجل، وكذلك لنتعرف على أسباب الخلل في الاستجابة الجنسية وكيفية التغلب على أسباب هذا الخلل، آملين أن ينفع الله بذلك كل من يحاول أن يتقي الله في زوجته.
وفي البداية يجب أن نؤكد على أن كل امرأة تعتبر كيانًا متفردًا نفسيًا وجسديًا، وأنها وإن اشتركت مع بنات جنسها في كثير من السمات؛ فإن التعرف على الفروق الفردية باعتماد المصارحة الدائمة والمتصلة بين الزوجين يعتبر أمرًا مهمًا وضروريًا.
* ودورة الاستجابة الجنسية عند المراة تنقسم إلى مرحلة الإثارة، وهي أطول عادة من مرحلة الإثارة عند الرجل، ويحدث فيها زيادة إفرازات الغدد المحيطة بالمهبل (Bartholin gland) والتي تعمل على ترطيب قناة المهبل بسائل لزج يسهل عملية الجماع، ويمنع حدوث الآلام الناتجة عن الاحتكاك.
وغني عن الذكر أن عدم الحرص على الإثارة الكافية قبل الإيلاج يؤدي إلى غياب تلك الإفرازات؛ وهو ما يسبب آلامًا ومضايقات لكلا الزوجين وبالذات للمرأة؛ لأن الغشاء المبطن لقناة المهبل أكثر رقة من الجلد المغطي للقضيب، وتتصاعد مرحلة الإثارة لتنتهي بحدوث قمة المتعة أو ما يعرف بالشبق (orgasm).
ولقد وجد العلماء أن للمرأة نوعين مختلفين من الشبق: الشبق البظرى الذي ينتج عن استثارة البظر (clitoris) (وهو الزائدة الموجودة عند التقاء الشفرين الصغيرين الذي يعادل العضو الذكري)، والشبق المهبلي الذي ينتج عن استثارة المناطق شديدة الحساسية، والموجودة بقناة المهبل، وهذه المناطق تتركز في الجدار الأمامي لقناة المهبل، وهذا الجدار يقع خلف قناة مجرى البول.
والدراسات تؤكد على وجود منطقة شديدة الحساسية للضغط في الجدار الأمامي عند غالبية النساء، وهذه المنطقة تقع على بعد حوالي بوصتين من فتحة المهبل الخارجية، ولقد أطلق عليها العلماء منطقة ج(Gcrest) نسبة إلى العالم الذي اكتشفها، وهذه المنطقة تقع في مقابلة نسيج غددي يحيط بقناة مجرى البول، ويسمى غدة سكينز (Skene's gland)، وهي تقابل غدة البروستاتا عند الرجل.
* وقمة المتعة عند المرأة هي رعشة الشبق، وهي عبارة عن انقباضات متتابعة في عضلات الحوض وجدار المهبل والرحم، ويصاحبها ارتفاع في سرعة التنفس وضربات القلب، وكذلك يصاحبها أو يسبقها ما يعرف بإنزال المرأة، وهو دفقات من سائل رقيق يخرج من غدة سكينز والغدد المحيطة بقناة مجرى البول، ويتدفق هذا السائل عبر قناة مجرى البول، وهذا السائل ليس له وظيفة في ترطيب جدار المهبل.
وتختلف كمية هذا السائل من امرأة إلى أخرى، كما تختلف في كل مرة من مرات الجماع، ومن هذا يتبين للسائل الذي يشكو من غياب الإنزال عند زوجته أنه يجب ألا يعتبر الإنزال هدفًا في حد ذاته، وأن الهدف الأولى بالاعتبار هو أن تشعر المرأة بالمتعة.
* المدقق يلاحظ أن الوضع الشائع للجماع الذي يعلو فيه الرجل زوجته لا يتيح الإثارة الكافية لأكثر المناطق حساسية في جسد المرأة (البظر والجدار الأمامى لقناة المهبل)، وقد يفضل الزوجان أن يختارا من الأوضاع ما يكفل الإثارة لهذه المناطق، وأفضل هذه الأوضاع الوضع العلوي للمرأة أو إتيان المرأة من الخلف، وقد يكون الأفضل بالنسبة لهما أن تتم إثارة هذه المناطق يدويا بواسطة الزوج قبل أو بعد أن يقضي الزوج وطره.
ولا يوجد أي قلق من أن تصل المراة إلى قمة متعتها قبل الزوج؛ لأن الله سبحانه وتعالى لم يجعل لها فترة خمول كالتي تصاحب إنزال الرجل، واستمرار الإثارة قد يمكنها من الوصول لقمة المتعة مرات متعددة؛ وهو ما يعني متعة أكثر لكلا الزوجين.
* من المفيد أن أكرر ثانية أن إنزال المرأة وإن كان أمرًا يُحتفى به فإنه يجب ألا يصبح هدفًا في حد ذاته، والهدف الأَولى بالاعتبار هو أن تتحقق متعة المرأة، مع ملاحظة أنه لكل إمرأة خريطة خاصة بمناطق المتعة، وهذه الخريطة تختلف حتى في المرأة نفسها في كل مرة من مرات الجماع، والزوج الفطن هو الذي يتلمس هذه المناطق، ويبحث عما يمتع زوجته، وعلى الزوجة أن تعينه وترشده، وعليهما معًا أن يدركا أن الإنجاز يعين على إنجاز أكثر، وأن الصبر على المرأة حتى تتعلم وتتذوق طعم اللذة ييسر لها أن تصل بسهولة أكثر في المرات التالية.
ولنلحظ أن رسولنا الحبيب قد أوصى الأزواج بأن يجعلوا بينهم وبين زوجاتهم رسول، ولخص معنى الرسول في القبلة (التى تشير لكل أنواع التلامس الجسدي)، والكلمة (التي تشير لاستخدام حاسة السمع في الإثارة عن طريق كلمات الحب والتعبير عن الشوق واستخدام التعبيرات المثيرة، والأخ الذي لا تثار زوجته إلا بسماع القصص الجنسية يمكنه التركيز على استخدام التعبيرات المثيرة أثناء اللقاء، كأن يشرح لها شعوره ويصف لها متعته أو أن يصاحب الفعل بوصف ما يفعله)، وعموما الأمر متروك لكل زوجين ليبدعا ويتفننا في صنوف وطرائق المتعة التي تروق لهما.
* أرى أنه من المفيد أن نتعرف على أسباب الخلل في هذه العلاقة عند المرأة؛ حيث قسم العلماء أسباب الخلل إلى مجموعة أسباب مجمعة، ولكل سبب طرق تشخيصه ووسائل علاجه، وهذا دور الطبيب المعالج، وعموما فقد تم حصر هذه الأسباب فيما يلي:
1- الخلل الناتج عن اضطراب الرغبة.
2- الخلل الناتج عن اضطراب الإثارة.
3- اللاشبقية.
4- الخلل الناتج عن الألم أثناء الجماع.
وقد يكون من المفيد أن نشير إلى أن الخلل الأكثر شيوعًا بيننا -وخصوصا بعد فترة الزواج الأولى- قد لا يعتبر خللاً في ميكانيكية العلاقة، ولكنه خلل يتعلق بغياب الوعي بسيكولوجية العلاقة، وقد يكون من أهم الاختلافات بين الرجل والمرأة أن الرغبة الجنسية عند المرأة شديدة الحساسية والرقة، وما أسهل أن تتعرض للانكسار؛ فهي تشبه الزجاج الرقيق في قابليتها للكسر.
وأكثر ما يؤثر على هذه الرغبة أن تشعر أن زوجها يتعامل مع جانب الأنثى فيها مغفلا جانب الإنسان (فلا يتورع عن إهانتها والتحقير من شأنها والاستهزاء بعيوبها سواء الجسدية أو الشخصية، فإذا احتاجها أقبل عليها راغبًا وطالبا)، أو أنه يعتبرها جسدًا خلق لمتعته بغض النظر عن اعتباراتها هي، فلا يهم أن تكون مريضة أو متعبة أو غير راغبة ومستمتعة أو حتى متألمة، أو تتوقع الضرر الصحي من هذه الممارسة، والمهم هو أن يحصل هو على ما يعتبره حقا ومتعة خالصة لنفسه.
فأخطر ما يضر بهذه الرغبة أن تشعر المرأة أن زوجها أناني لا يهتم إلا بنفسه وبمتعته؛ فتنكسر الرغبة الجنسية عند المرأة، وتصاب بحالة من النفور من ممارسة الجنس، وهذا النفور يمنعها من الاستمتاع؛ وهو ما يزيدها نفورًا على نفور، وتدور المرأة في حلقة مفرغة من عدم الاستمتاع والنفور المتزايد مرة بعد مرة.
وغني عن الذكر أن علاقة بهذا الشكل لا ترضي الزوج ولا تسعده حتى لو لم تمتنع عنه الزوجة خوفًا من غضب الله (أي أن العلاقة تصبح علاقة أداء واجب، وتفتقد لكل روح)، والأمر سوف يختلف تمامًا لو حرص الزوج على مشاعر زوجته، وأظهر لها هذا الحرص، والتساؤل الحائر الذي يحتاج لإجابة من الأزواج: أيهما أفضل وأكثر متعة: أن تأتيه زوجته راغبة ومستمتعة؛ لأنه يراعي ظروفها النفسية والجسدية، ويعاملها كإنسانة مكافئة له، ويحرص على متعتها، أم يسوقها راغمة أو غير راضية إلى فراشه، ثم يعاني من برودها ونفورها وعدم تجاوبها معه؟!! والتساؤل مطروح ويحتاج لإجابة عملية من كل الرجال!!
ويتبع>>>: سؤال لكل الرجال: تجربتي مع الإرجاز مشاركة