أود أن أعيش وحيدة أو مع أناس أشعر معهم بالدفء
السلام عليكم ورحمة الله؛
أعتذر إن كانت قد وصلت الرسالة هذه أكثر من مرة ولكن هناك بطء في التحميل ولا أعرف ما إن وصلت الرسالة أم لا.
بداية أشكركم على هذا الموقع الذي أعطى لي الفرصة ولكثير من شبابنا التعبير عما بهم دون خوف أو خجل وأتوجه بمشكلتي إلى الدكتور وائل جزاه الله خيرا، وحتى لا أطيل عليكم لأني سوف أطيل جدا فيما بعد وأعتذر لذلك جدا ولكن فقط اقرؤوا حتى أرتاح وأشعر أن هناك من بجانبي، سأكتب ولن أندم أبدا عما سأكتبه وأبوح به حتى لو قرأ أطراف مشكلتي هذه الرسالة فأنا قد وصلت بي الحالة للامبالاة فسأقول وأتكلم.
أتذكر الآن طفولتي وأنا طفلة لم تتعدى الست سنوات كنت مرفهة جدا جدا كل شيء مجاب وكل شيء مباح أبي يمنع أي أحد من التعرض لي فقط أقوم بالصراخ عندما أريد شيئا ويكون مجابا في الحال وكل هذا لأنني أصغر أبنائه وفارق العمر بيني وبين أخوتي كبير جدا وأذكر أني حتى عندما تعاقبني إحدى معلماتي على شيء ما توجهت لأبي الذي بدوره يتوجه إلى المدير ويجبروا المعلمة والتي فارق العمر بيننا يتعدى الثلاثون وتقوم بالاعتذار لي وهكذا ظللت كذلك حتى أمي تخاف من أبي إذا عاقبتني وإخوتي كذلك فكنت لا أنام إلا في حضن أبي.
وعند سن الثامنة تقريبا بدأت أفعالي تزعج الناس والجيران والأقارب فكانوا يملون من دلعي وصراخي الدائم، هنا أدرك والدي ما فعل من خطأ عندما رفهني أكثر من اللازم وفكر في الإصلاح ولكنه للأسف قام بمعاملتي بالنقيض تماما انقلب 180درجة أصبح يضربني بشدة حتى خصص لي عصاة سماها عصاة الكلاب وكان يضربني أنا بها دون أخوتي وكان يهددني دائما بأنه سيعلقني بسقف الغرفة وكان ذات مرة أعدني لفعل ذلك حقا لولا تدخل أمي..
كان يصرخ في دائما ويسخر مني دائما ودائما يخاصمني ويجبر إخوتي وأمي أن يخاصموني مثله كل ذلك وأنا كنت في دوامة فأنا طفلة لا أفهم ما يجري. فهذا أبي الذي كان يقبّلني فور دخوله المنزل الآن ينتظر لي أي غلطة ليعاقبني عليها ويوما ضربه أدى لورم يدي وجزعها..
وهذه أمي التي كانت تخاف من معاقبتي هاهي اليوم معها الإذن لفعل أي شيء بي حتى أنها يوما قامت بضربي برجلها في بطني وظننت أني سأموت وهاهم إخوتي اللاتي ينتظرن فقط أن أعترض ليقوما بالاتصال بوالدي وأنال الشتائم والصراخ بالهاتف حتى أفعل ما يشاءون فقد كنت (كالعجل الذي وقع وكثرت سكاكينه) بعقلية الطفولة كنت لا أجد أمامي سوى أن أتمرد وأعترض عما يحدث لي وكان اعتراضي هذا متمثلا في الصراخ الداااائم والبكاء باستمرار وضربي لأخوتي بأي شيء أمامي وكذلك كل يوم ولم انته إلا بضرب أبي لي فأتعب من البكاء وأنام.. لا أعرف ما يحدث.
شككت بأني لست ابنتهم ولكن لا فأنا ابنتهم شككت بأنهم يكرهونني ولكن كيف وأنا ابنتهم فلذة كبدهم؟......... إلى أن جاء اليوم الذي أصبت فيه بمرض الحصبة وجدت الجميع ملتف حولي، الجميع يحاول إرضائي والدي ساهر بجانبي لم ينم فرحت كثيرا وبعدها أخذت أتمارض دوما لأعيد هذا الشعور الذي شعرت به أصبحت أختلق الأكاذيب والقصص الخيالية حتى أستدر عطفهم عليَّ، فأذكر مرة أني قمت ببل ملابسي بماء بارد شتاء وارتديتها وجلست أمام المروحة حتى أمرض ويلتفوا حولي ثانية ولكن حمدا لله لم يصبني شيء.
وظللت كذلك فقد كنت أعامل بشكل سيء جدا جدا يدعوني لهذا الكذب ولتلك الأفعال.. فكنت ملزمة بشراء كل ما يلزمه البيت وعمري لا يتجاوز العاشرة حتى وإن كنت لا أستطيع حمله فالأمر بسيط انزلي مرتين؟؟ حتى وإن كنت نائمة الأمر بسيط يوقظونني الساعة الواحدة بعد نصف الليل لأشتري طلباتهم؟؟ وكل ذلك لأنني الصغيرة؟؟؟ وإذا اعترضت انهال علي الضرب والصراخ والشتائم والخصام يصحب هذا كله فكنت دائما أخاف وأنزل.. أتصدقون أن الصغير هو الملزم فلم يخافا علي من اختطافي أو من سرقتي أو من السيارات؟؟؟
بعد ذلك نضجت شيئا ما وبدأت أدرك ما حولي جيدا وأوهمت نفسي أنهم يفعلون ذلك لمصلحتي وأخذت أبي قدوة ووالدتي قدوة وتقربت من الله جدا وأسموني الشيخة وكنت أتميز بذكاء ملحوظ في تعاملي مع الناس فكنت أفهم كل واحد ماذا يريد وماذا يفعل.
حتى المعلمين كانوا يحبوني جدا جدا ويحترموني ويرددون كثيرا بأني فتاة ذكية وأنهم يخافون من محادثتي لإيقاعهم في أمور ما.. ثقتهم في كانت زائدة وكذلك أصدقائي الكل يثق بي ويحترمني ويأخذ برأيي.
بدأت أتوجه بتحليل أفعال أبي وأتساءل هل يصلح بأن يكون قدوة لي ولكني وجدت الإجابة لالالالا فوجدت به صفات كثيرة جدا كريهة ومنها مثلا أنه يختلق الأكاذيب حتى يدهشنا كيفما تصرف في الموقف كذا وكأنه مثلي عندما كنت أبلغ العاشرة من عمري فيبدو كالطفل لا يحترم ذكائي أبدا يروي قصصا قد يصدقها البعض ولكن أنا لا،
لأني أعرفه جيدا وأيضا دققت النظر ووجدته قد اشترى الستالايت وحالتنا حينئذ لا تسمح بذلك ووجدته يشاهد أفلاما إباحية كثيرا جدا وكأنه اشتراه لذلك وأتذكر يوما دخلت عليه وهناك فيلم كذلك خرجت لأمي لأستغيث بها فسارعت له أمامي وقالت البنت ترى كذا.. تخيلوا ماذا فعل؟ قام بتمرير القناة ولم يحاول تصحيح الصورة التي تكونت عنه بداخلي ولم يحاول حتى أن يكذب ويقول أنها غلطة..
وكذلك اكتشفت مؤخرا أنه يقوم بعمل تشات جنسية مع فتيات الغرب ويمسح المواقع حين يفرغ. وأيضا رأيت أكثر من دواء غريب في بيتنا لم أفهم ما عليه سوى كلمة sex كل هذا والمضحك أنه مواظب جدا على الصلاة وأنه حاج وأنه يصلي الفجر دائما، وأيضا وجدت أن كل خلافاته مع والدتي كان سببها السيدات وتناوله معهم أحاديث شتى هاتفيا ليلا نهارا وكلما تعرف على زميلة أخذنا في الخلافات وحضور الأقارب لفضها وسألتها لما دائما تظنين به السيئ فهي علاقات عمل كلها يا أمي ولكن ما الإجابة؟ صاعقة كبرى!!!
لأني تزوجته وأعرف ماضيه ال...... (شتائم) وأخذت تروي قصص قبل زواجها وبعد زواجها والتي من خلالها عرفت حقيقة جديدة أن أبي كان زاني قبل زواجه وأنه خانها بعد زواجه وكان يختلف مع أصدقائه على ابنة الجيران سألتها لما تزوجته قالت أنها أحبته وعارضت أهلها بسببه وأخذت تروي كيفما أهان والدتها وطرد أختها وكيفما كان يتلذذ بإحراجها وإهانتها أمام أهله وكأنه يريهم أنه رجل.
طبعا ذلك الحين تعاطفت جدا مع أمي وأحببتها جدا وكرهت أبي جدا وأخذت عهدا على نفسي بأن أرضيهما معا وأحظى ببرهما وما لي شأن بحياتهما فأنا لست الإلاه سبحانه وتعالى ولكني أخذت بتحليل أفعال أمي كما فعلت مع أبي وهل تناسبني كقدوة أم لا؟ وكانت الإجابة لالالا فهي أيضا مليئة بالعيوب التي لا يمكن تجاوزها ومنها أنها تغير على والدي لأسباب تافهة وتهوى إشعال المشاكل ولا تعرف الهدوء ولا تعرف بسياسة الكلام فكل شيء تجعله مشكلة وصوتها عالي جدا جدا جدا فكثيرا ما قد كان يصل الأمر بينهما للطلاق وأيضا وجدتها إنسانة سلبية جدا لا تعرف سوى أن تبكي و تروي لي قصصه الساقطة.
وأخيرا عندما أرادت أن تأخذ حقها منه أخذت تتعامل بشكل طفولي جدا في حل مشكلاتها فإذا أمسك بالهاتف وتحدث لسيدة تقوم بتخبيط كل شيء وإطفاء الأنوار والدخول لغرفتها وغلق الباب بقوة وعنف وكثيرا ما أردت أن أعلمها كيف تتصرف فعليها بالنقاش أولا والتفاهم ثانيا ولكن دون جدوى قررت أن أبرهما وأقطع علاقتي النفسية بهما تماما ولا أناقشهما في حياتي،
وتوجهت لبر والدي ولكني لم أستطع لأني حقا أكرهه ولا أحبه ولا أستطيع أن أحترمه ولكنني سرعان ما أتذكر قلقه علي في الدراسة واهتمامه بي في مرضي حتى وإن كانت أشياء نادرة أخذت أحفز نفسي بها واستطعت أن أجتاز تلك النقطة مع أبي ولكن طبعا ليست على أكمل وجه لأنه مفتقد لاحترامي وهروب نظري له الدائم خوفا من أن يلاحظ كرهي له ولكن بر والدتي فمستحيل جدا؛
فإذا توجهت بسؤالها ماذا تريدين مني فعله لأساعدك أخذت بالصراخ في وجهي أهناك بنت في عمرك (19) تسأل أمها ماذا تريد المفروض أن تعرفي وحدك وأن تعملين دون سؤالي وأغربي عن وجهي.. قلت أتغاضى عن ذلك وأخذت بالدخول إلى المطبخ وعمل كل ما يمكن عمله، ولكن سرعان ما أجد الصراخ في وجهي أيضا فتدخل ورائي وتبحث عن أي شيء ناقص أو نسيته لتفتعل به مشكلة اتفقت مع نفسي على أن أكظم غيظي وأفعل ما تريد ولن أنفعل وأصمت تماما ولكن أيضا وجدت الصراخ في وجهي وأصبحت أعاملها كأنها بلهاء تحدث نفسها ولا أرد عليها.. أخذت في الرد وقلت أنا تعبت كيف أرضيك ووجدت الإجابة أنك ملزمة برضائي رغما عن أنفك . على الله تعويضي في تربيتك.. وهكذا كل شيء صراخ صراخ صراخ لا أعرف هل هي تفرغ طاقتها المكبوتة تجاه والدي في أنا أم أن هذه طبيعتها.
قررت الصمت ولكن أحيانا أنفعل قررت الانفراد في عالمي الخاص عالم الخيال بالهدوء وبالزوج الصالح والحياة الهادئة ولكني وجدت بيتي لم يتح لي حتى تلك الفرصة فكما ذكرت دائما والدي يتحدث لسيدات هاتفيا وبشكل مستفز ولمدة تزيد عن الساعة وبرقة لا يعاملنا بها وبضحكات لم يضحكها معنا وهنا تشعل أمي الخلاف ويصبح شغلها الشاغل أن تروي لي قصصه، كلما رأتني أمامها ولا تغير الموضوع أبدا أبدا فبمجرد دخولي للمنزل تأخذ في سرد مكالمات اليوم ونفس الكلام يتكرر كل يوم بل كل لحظة فبمجرد فراغها منها أخذت ترويه مرة أخرى وأنا بشر من لحم ودم لابد وأن تأتي علي اللحظة التي أسأم من التحدث في ذلك الموضوع وإذا عبرت عن ذلك أصبحت جاحدة غير مبالية لظروفها قاسية.. أتحمل وأكظم غيظي وأقول (معلش) تقول لي (معلش إيه يا بنتي) دا هو.....
وتكرر نفس الكلام وإذا غيرت الموضوع تهمله وتعود لموضوعها الرئيسي وإذا نمت والله إذا نمت توقظني لتروي لي نفس الكلام والله هذه الحقيقة وأصبحت تستغلني كالجاسوس لأقوم بالبحث في مكالمات هاتفه المحمول لتعرف من اتصل به وكذلك هاتف المنزل كثيرا أكذب عليها وأداري على والدي بدافع أن الكذب لإصلاح الخلاف حلال ولكن لمتى أكذب ولمتى أظل في تلك المشاكل؟ المنزل جحيم حقا جحيم أتصدقون أنه حتى إذا انتهت مشكلة وأكون فرحة.
سآخذ هدنة من رواية المشاكل إنها وحتى والله إذا كنا نتناول الغداء أراها تتوقف عن الطعام وتقول أتذكرين يا بنتي أبيك وما كان يفعل إنه كان لا يحترم مشاعري وكان....... وتروي نفس الحكاية أتصدقون؟ ضعوا أنفسكم مكاني؟
لا تقنعوني بأن هناك من يتحمل أن يظل عمره كله يسمع ويتحدث لمشاكل وما عليه سوى أن يقول كلمة (معلش) وإن طالب بها هو أصبح أناني لا يفكر إلا بنفسه وغير مبالي بتضحيات كل منهم للاستمرار في المعيشة من أجلي، فأمي عندما تكون على خلاف مع والدي تعاملني بصراخ دائم لتفرغ في طاقتها وإن كانت على غير خلاف أيضا تعاملني بنفس الشكل ولكن لأجله هو فهي في الحالة الأولى تشحنني بقوة كره جبارة تجاهه وفي الحالة الثانية تعاتبني لما أحمله من كره أتصدقون هذا؟ فهي متناقضة تماما.
حقا أكره نفسي عندما أتحدث عنهما كذلك ولكن ما بيدي فكل ما قلته يجعلني لا أطيق المعيشة وعندما تساءلت لمَ أبي يعامل أمي هكذا وجدت الإجابة من خلال نظرتي لأنها تغيرت شكليا عما كانت وقت زاوجها فازداد وزنها جدا وكلما حاولت إنقاصه تمل سريعا خاصة وأن الفرق لا يشكل تغيُّرا كبيرا بها ولكنها بالرغم من زيادة وزنها هكذا مهتمة جدا بنظافتها وجمال وجهها، ولكن أبي يريد فتيات الموضة المجاريات للعصر أتتخيلون زوجا يأتي ليروي لزوجته عن لون شعر إحدى زميلاته الذي أعجبه وعن ملابس زميلته الأخرى وكأنه يجرحها لأنه يعلم أنها لا تستطيع فعل ذلك فهي بسبب وزنها مجبرة على ارتداء ملابس معينة وبشكل معين حتى أنه أهانها أمامنا بسبب ارتدائها شتاء حذاء مفتوح وأهانها أمام الأقارب كلهم وقال (في حد يلبسه في الشتا) ولم يعذر ورم قدمها بسبب زيادة الوزن وأعتقد كل هذا يزيد من حدة المشاكل بينهما وبالتالي من كثرة القصص التي أسمعها.
فأنا حقا مندهشة بأن سنحت لي الفرصة وأن أحدثكم دون أن تأتي أمي وتروي قصصها، حقا هذه الحقيقة كل هوايتها سرد المشاكل في أي مكان وأي وقت ومطلوب مني سمعاها والتعليق عليها بالإيجاب والقبول وتأييد الرأي وليس غير ذلك.
أنا أود أن أنفرد بنفسي بقية حياتي ولا أود أن أعيش معهما أبدا أبدا أبدا أود أن أشعر بالهدوء والسكينة والدفء أود أن أرى أمامي ضحكة صافية دون تعكير.
أود أن يمر علي يوما دون سماع مشكلة.
أود أن أجد من أحكي له أفراحي وأحزاني ويأخذها باهتمام.
أود أن أضحك وأضحك وأضحك أتمنى أن أضحك فإن ضحكت يكون عندما أخرج من المنزل وقابلت صديقاتي فأنا معروفة بينهم بكثرة الضحك ولا يعلمون أنه ضحك شكليا فقط ولا يتعلق بالقلب أبدا حتى أمي إذا رأتني أضحك وهي غاضبة من أبي تعاتبني وتهينني أي أن حتى الضحك ممنوع في البيت.
باختصار أود الانتحار فذات مرة جلست على سور الشرفة وراودني إحساس قوي جدا بأن ألقي نفسي للأسفل ولكني تذكرت الله عز وجل وتذكرت أنه أكون كافرة بذلك العمل وودت لو أحد يلقيني ووالله سأسامحه بل سأشكره فأنا والحمد لله أعتقد أن الله راضي عني وإن كان عيبي الوحيد عقوق الوالدين وأحسبه أنه يغفر لي.
أعتذر جدا للإطالة ولكني ارتحت الآن بعض الشيء وسأرتاح كليا إن شاء الله بردكم عليَّ وأشكركم جميعا وأشكر صديقتي التي منحتني ومنحت كل أصدقائي بريدها لنستقبل عليه ردودكم والتي عرفتنا طريقكم
لكم جزيل الشكر وأرجوكم أريحوني وأفيدوني كيف أتخلص من ذلك الوضع وكيف أتحمل هذا.
11/06/2004
رد المستشار
الابنة الكريمة؛ دائما ما نقول أن البدايات تؤدى إلى النهايات، وأننا إذا سرنا في طريق أو سُيِّرنا فيه فحتما سنصل لمنتهاه، فتعال ننظر لبداياتك والمآلات المتوقعة لهذه البدايات، كنت طفلة مدللة كل طلباتها مجابة، لا يجرؤ إنسان على الوقوف أمام رغباتها، ولا يمكن لأي إنسان كائنا من كان أن يردعها لأنها تتمتع بحماية الوالد، تتحول هذه الفتاة إلى دكتاتور صغير، ثم في لحظات ينقلب الحال رأسا على عقب ويصبح مصدر حماية هذه الطفلة هو نفسه مصدر التهديد المستمر لها، ويعطى الضوء الأخضر لكل من يريد أن يشبع رغبته الدفينة في الانتقام منها، ولن أطيل في نقد هذا الوضع المزري الذي نعيشه، ولن أتحدث كثيرا عن غياب أي وعي عندنا بأبسط قواعد وأصول التربية.... وكل ما يمكنني أن أقوله هو أننا نتعامل مع أطفالنا وكأنهم فئران تجارب نجرب فيهم كل ما يحلو لنا، وحتى فئران التجارب لا تعامل بهذه الكيفية العشوائية فخطة البحث ترسم وتحسب بكل دقة، والسؤال الذي يشتت عقلي ويعتصر قلبي ألما هو: متى ندرك خطورة ما أودعه الله بين أيدينا من نعمة ونتعلم كيف نتعامل معها؟!!!
أما عنك يا بنيتي الحبيبة فلن أتحدث كثيرا عما كان فالله سبحانه وتعالى كان خير عاصم لك ورزقك شخصية متوازنة إلى حد كبير، شخصية تستطيع أن تتعايش مع ما يدور حولها وتحلله جيدا وتستفيد من نتاج الخبرات المعاشة، ونصيحتي لك فقط الآن هو أن تضعي دوما نصب عينيك هذه الحكمة الرائعة: "ما لا يقتلني يقويني". أما عن علاجك الوحيد فهو أن تخرجي إلى الدنيا الواسعة وإلى آفاق الله الرحبة.
شاركي في أي عمل عام يستهويك ويسعدك، وابحثي عن هواياتك واجتهدي لتنميتها بالوسائل المتاحة في المحيط الذي تعيشين فيه، وهذه الحركة وهذا النشاط يتيح لك أن تلتقي بمن يحيطونك بالرعاية والود، وكذلك يتيح لك أن تحجمي تواجدك في المنزل واحتكاكك بوالدك ووالدتك. وبر والديك وحسن رعايتهما وصحبتهما حق عليك حتى وإن كنت غير راضية عنهما ولا تعتبرينهما قدوة لك، ولكنني أرى لك دورا آخر يمكنك أن تلعبيه مع والدتك، ولم يشجعني على هذا إلا لأنني لمست فيك حكمة وتعقلا وضجا مبكرا؛ فلماذا لا تحاولي الاقتراب منها؟!!!...
استمعي إليها ولمشاكلها جيدا... تحاوري معها بلطف وابتعدي عن لحظات الثورة والانفعال.... حاولي أن تقنعيها أن أسلوبها مع والدك لن يجدي وأن الأولى بها أن تسلك سبلا أخرى أهمها على الإطلاق هو محاولة التقرب إليه وإشباع رغباته، وصرف طاقتها في محاولة تشجيعه على تنشيط هواياته واهتماماته السابقة، وعلى كل حال هذه محاولة قد تنجح وقد تفشل، ولكن الأهم لك هو أن تخرجي من جو المنزل الكئيب وأن تبحثي لك عن متنفس آخر من خلال العمل العام.
بنيتي الحبيبة؛ أدعو الله سبحانه أن يصلح لك أحوالك وأن يعينك على أمرك، وتذكري أننا آباء وأمهات لك وقلوبنا دوما معك.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين نقطة كوم، وشكرا جزيلاً على ثقتك، ليس لدي ما أضيفه بعد ما تفضلت به الأخت المستشارة الدكتورة سحر طلعت، غير الاعتذار عن تأخرنا في الرد عليك بسبب انشغال مجيبتك أعانها الله، وأن أحيلك إلى ردود سابقة تجدين فيها كثيرا من المشاعر والظروف المشتركة بينك وبين أخريات في بلادنا العربية من المحيط إلى الخليج، فقط قومي بنقر العناوين التالية:
أفش شعري ! صامتة وراغبة في الصراخ !
بدلا من البرد والخجل : أفش شعري ونصرخ معا
نفسي في أم غيرها : أخي بكل احترام وأنا بالجزمة
الوالد استعرائي والأم متواطئة.. يحدث يوميا
للصبر حدود : أفيقي يا أمنا العربية !
من أم أسطورة إلى امرأة غريبة : الأم العربية
لا أب ولا وطن: قلوب تنكر نبضها
ابنتنا ترسم معالم استراتيجية التعامل مع الوالدين
السير على حد السيف واستراتيجية ترقيق القلوب
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين، فتابعينا بأخبارك.