ذكريات التحرش في الصغر عذابات في الكبر
الرجاء ساعدوني كي أتمكن من إجابتها.
السلام عليكم، باختصار شديد؛
عندما كنت في سن 15 سنة سكن بجوارنا أناس جدد، لديهم فتاة بعمري 15 سنة، تعرفنا عليهم وكان هناك انجذاب كبير جدا بيني وبين هذه الفتاة وتقارب كبير في شخصياتنا، بدأت علاقتنا شيئا فشيئا، أحببنا بعضنا، عشقنا بعضنا، خرجنا وعدنا من وإلى المدرسة مع بعض، أصبح أحدنا لا يأكل ولا يشرب إذا مر عليه يوم لم يرى الآخر، إذا افترقنا نصبح كالمرضى.
عرف كل من حولنا بأمرنا، ازدادت المشكلة، ازداد معها تمسكنا ببعض، لم يهزمنا أحد، كان حبا صافيا نقيا لا تشوبه أي شائبة ولا تتخلله أي نية سيئة، بعد (ست سنوات) من علاقتنا الجادة حصل ما لم يمكن أتوقعه، دخلنا الجامعة، وصرت أبتعد عنها شيئا فشيئا، لا أريد رؤيتها، لا أريد أن أكلمها، أكرهها! كرتها وأريد التخلص منها، مع العلم أني لم تربطني أي علاقة بأي فتاة أخرى بالجامعة ولم أحب أي فتاة بعدها أبدا، هي ما زالت مصرة أن تقترب مني وتعرف ما بي، لكني لم أتحمل قربها مني.
ناديتها إلى مكتبة الجامعة وقلت لها أنا أكرهك لا أريد رؤيتك ولا تظهري أمامي بعد، لا أعرف ماذا حل بي؟ هل كنت أتوهم العشق؟ هل كان ماعشته من ست سنوات وتحملي للمشاكل والمعاناة من أجل وهم؟ ما ذنبها هي؟ تخرجنا وتزوجت، وتزوجت أنا، ولكن التقينا بعد التخرج ب 7 سنوات عن طريق الفيس بوك صدفة تكلمنا قليلا وكان أول سؤال سألتني إياه لماذا تركتني؟ لقد صدمتني، ما زالت تسأل نفسها كل يوم لماذا؟ والأكثر من ذلك أني لا أعرف الجواب، لا أعرف لماذا تركتها؟ ماذا سأقول لها؟ هل توهمت الحب؟
الرجاء أريد الجواب بأسرع وقت كي أجيبها. لا أعرف ماذا أقول؟ أرجو المساعدة.
15/10/2015
رد المستشار
الأخ الكريم "علي التميمي".
إن الحب والكره هما وجهان لعملة واحدة ولذلك كلما ازداد حبك لشخص ازداد كرهك له. ولدينا مقولة مأثورة لأحد الكتاب وهي أحببتها بكل قواي حتى لم تبق قطرة حب في قلبي حتى كرهتها أشد الكره. لقد بدأ الحب عندك في فترة المراهقة والتي يكون فيها الحب عنيفا وشديدا ويكون الإنسان يسير معه في خط واحد.
كما أنه يكون مثاليا في كل شيء وأيضا يكون الحب في الحقيقة هو مشاعر إيجابية تجاه الرمز الذي يحمله المحبوب وهذا الرمز عادة يكون أحد الأشخاص المهمين في حياتك. لذلك عندما بدأ النضوج الفكري وبدأت تتكون رؤى جديدة ومشاعأ اكثر تعقلا وجدت نفسك تبتعد قليلا قليلا. كما أنك أحيانا بدأت لا تطيق وجودها قربك لأنك أرضيت غرورك بأنك محبوب واستطعت أن تستحوذ على قلبها. مع كل هذا بدأت تتساقط أمامك تلك المفاهيم عن الحب وعن العلاقات وعن أيقونة المحبوب.
على العموم ليست دائما الأحداث هي من تكون مشاعرنا ولكن معاني تلك الأحداث هي في الحقيقة ما يؤدي إلى مشاعرنا. ولذلك عندما أحببت كان هناك معنى في نفسك وعندما كرهت أيضا هناك معنى آخر في نفسك.
يمكنك مراجعة طبيب نفسي ليساعدك على فهم نفسك ومشاعرك ويعلمك فن السعادة.
أرجو لك حياة سعيدة طيبة.