دكتور جيكل ومستر هايد..... وجلد الذات
أولاً أحب أن أشكر إدارة الموقع على كل هذا الكم الهائل من الأساتذة والمتخصصين في الطب النفسي والذي أظن أننا في أشد الحاجة له فضغوط العصر المتوالية تئن من حملها الجبال فما بالك بنا كبشر.
كما أنني أعتبر الطب النفسي من أهم التخصصات الطبية فنحن جميعاً بلا استثناء لدينا مشاكل نفسية وإن اختلفت في درجاتها وأنواعها.... وأشهر أنواع تلك الأمراض في رأيي هو عدم الاعتراف بالمرض النفسي في حد ذاته.
أما عن مشكلتي النفسية فهي تتلخص في شقين:
الأول:- هو رواية وليم شكسبير الشهيرة دكتور جيكل ومستر هايد فأنا أشعر بكم هائل من التناقض في شخصيتي، فأنا طيب هادئ، وديع أحب الناس جميعاً وأتمنى لهم الخير جميعاً ويصل الأمر إلى التضحية بحقوقي في سبيل إسعادهم بل وأشعر أحياناً أنني ممكن أتحمل الأذى عنهم ولا أتحمل أن أرى أذاهم. كما أنني بشوش وجذاب ومعطاء وأشعر بحب الجميع يلفني من جميع الاتجاهات. ولكن تبدو المشكلة في مستر هايد الذي يحتلني لفترات بسيطة ويسبب لي العديد من المشاكل. وإليكم الأمثلة:ـ
1- أحياناً أشعر بتناقض في حالتي النفسية ففي لحظة أتحول من الرضا للسخط، ومن الحزن للسعادة بلا أسباب مقنعة سوى بعض المبرارت الواهية التي أسوقها لأقنع نفسي.
2- أحب وأكره الشخص الذي أمامي في اليوم مائة مرة.
3- في أحد المرات قمت بسب دكتوري في الجامعة والذي أحبه كثيراً دون أدنى سبب وأحمد الله أنه لم يسمعني وإلا كان ضاع مستقبلي.
4- مرة أخرى قمت بسب أحد زميلاتي دون سابق معرفة سوى أنني أعرف أسمها ولا أحمل منها أي اتجاهات.
5- يظهر مستر هايد أيضاً في تلذذي بتعذيب الآخرين... فعلى الرغم من اعتراف إحدى زميلاتي لي بالحب بشكل غير مباشر إلا أنني أهملتها بشكل مبالغ فيه على الرغم من أنني بدأت بمشغلاتها.
6- أحب من يهملني وأهمل من يحبني.
7- أحياناً أقوم ببعض الأفعال وأتفوه ببعض الألفاظ لا تليق أمام بعض الزميلات سواء كانت موجهه لهم أو لغيرهم.
8- وعلى الرغم من كل هذه الأفعال الشائنة إلا أنني أقابل الحب في عيون الجميع وخصوصاً ممن ظلمهم مستر هايد، وعلى الرغم من الأفعال الطيبة التي يقوم بها دكتور جيكل إلا أنني أقابل ــ أحياناً ــ بعض اللا مبالاة وعدم التقدير من بعض الأشخاص الذين نادراً ما يظهر أمامهم مستر هايد.
ويبدو الشق الثاني وهو ما يؤرقني ليل نهار هو نتيجة الشق الأول ونتيجة أفعال مستر هايد وهو اللوم الفظيع وتوبيخ الضمير بشكل كبير. هذا بالإضافة إلى أنني أحاسب نفسي على كل كبيرة وصغيرة بشكل يشبه جلد الذات حتى أنني أصف نفسي بالحيوانية والدونية وأن الحياة التي أعيشها لا أستحقها ويجب تركها لمن يستحق.
بل وصل الأمر للتفكير في الانتحار ولكن يظهر مستر جيكل لي في اللحظة الأخيرة بأفعاله الطيبة والتي تشبهه بالملائكة...... وأرجع وأعود للرضا عن نفسي من جديد.
ختاماً أنا أشعر بشخصيتين تعيشان داخلي.... الأولى رومانسية حالمة ملائكية تسعى لخير وإسعاد الجميع والثانية على عكسها على طول الخط.
أرجوكم أنقذوني من مستر هايد وأفعاله ومن جلدي لذاتي وتوبيخ ضمير حتى على أفعال عندما أحكيها للآخرين لا يرون فيها مشكلة ولكن فيما يبدو أن شخصيتي الملائكية تراها خطأً كبيراً.
وشكراً
11/06/2004
رد المستشار
أولاً أرحب بك على موقعنا وجزاك الله خيرا على رأيك الكريم، ما نفعله الآن هو واجب تأخرنا عن أدائه لفترات طويلة.
بداخلك شخصية طفل يتميز ببراءة الملائكة يحب الناس ويراهم كلهم طيبين ويعمل أي شيء كي يحصل على حبهم ورضاهم، وهذا شيء جمل حباك الله به كما حباك بحب الناس ولكننا –في الواقع- لسنا ملائكة ولا أنبياء!!
بل نحن بشر والبشر غير معصومين من الخطأ ولا من تقلب الحالة المزاجية حتى أننا ندعو لله تعالى "يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا على الإيمان"، المهم أن يغلب الجانب الايجابي على الجانب السلبي وأن يكون أقوى ويكون أكثر وأعمق.
الله تعالى يحب التوابين وهذا إشارة إلى أنهم يخطئون ثم يتوبون، فما المشكلة أن تخطيء؟
المشكلة هي ألا تتوب... ومادام الله تعالى يغفر لنا ذنوبنا لماذا لا نغفرها لأنفسنا؟؟؟ تب إلى الله تعالى وكن من أحبائه بدلاً من أن تعذب نفسك بدون داعٍ!!
مع ما سبق عليك أن تأخذ بالأسباب التي تساعدك على التقليل من سرعة الاستثارة التي تجعلك تؤنب نفسك ومنها إتباع الخطوات التالية:
* تدعو الله تعالى بصدق أن يساعدك أن تتحكم في أعصابك، وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الحلم بالتحلم والصبر بالتصبر" ويعني هذا أنه يمكن لنا أن نكتسب هذه الصفات وتصبح جزءا منا.
* خلال الأسبوع القادم حاول أن ترصد المواقف التي تجعلك تفقد أعصابك واكتبها آخر اليوم.
* تدرب في المنزل على التعامل مع تلك المواقف، بأن تتخيلها ثم تتخيل تصرفك معها بطرق مناسبة،
ومن هذه الطرق: أن تتجنب التعرض لمثل هذه المواقف، أو بمجرد أن يحدث الموقف تبتعد عن المكان حتى لا تتصرف بطريقة تندم عليها فيما بعد، أو تقول في سرك عدة مرات "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" وتأخذ نفسا عميقا مما سيساعدك بإذن الله على تهدئه عصبيتك ومن ثم الرد بطريقة أنسب، أو أن تفكر في الموقف الذي حدث بأنه لا يستدعي العصيبة أي أن تأخذ الأمور ببساطة.
* ابدأ بتنفيذ الطرق الجديدة مرة أو مرتين في الأسبوع وشجع نفسك على النجاح.
* تذكر أن الأمر سيستغرق منك فترة زمنية ولن يحل في يوم وليلة.
* زد عدد المرات وكافيء نفسك باستمرار، ولا تبالِ بالمرات التي لم تنجح فيها.
* قلل من الضغوط التي تتعرض لها.
وراجع أيضًا ما كتب على مجانين تحت العناوين التالية:
عصبيةٌ حتى وهيَ تكتبُ لنا!: ما هي العصبية؟
أنا عصبي! ماذا أفعل
لأنني عصبي: كنتُ ولم أعد!
رد على إنسان موسوس عصبي
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الأخ السائل العزيز أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك وعلى إطرائك، الحقيقة لأنني أتفق مع أختي العزيزة المستشارة د. داليا مؤمن فليس الأمر متعلقا بوجود شخصيتين مثلما تعتقد وأرى أن قراءتك لمشكلة: تعدد الشخصية: أرجوك افهمني، ستوضح لك جيدا معنى وجود شخصيتين أو أكثر في نفس الشخص وهو ما لا نراه منطبقا على حالتك، وأما ما يتعلق بجلد الذات فأحيلك فيه إلى ردين سابقين لي هما:
جلد الذات عقدةٌ أم قفص؟
وأهلا وسهلا بك دائما على موقعنا مجانين نقطة كوم، فتابعنا بأخبارك.