كيف أزيد من ثقتي بنفسي وأتقبل حالي!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ بداية جزاكم الله خيرا على مجهودكم في هذا الموقع الرائع.....
أنا فتاة أبلغ 29 سنة غير متزوجة, والدتي توفيت وأنا بعمر ال 14, لدي أخوين, علاقتي بهم جيدة خاصة أخي الذي يسبقني مباشرة فنحن أصدقاء أكثر من أننا أخوة وكذلك علاقتي بوالدي ممتازة ولله الحمد فهو نعم الأب ونحن أصدقاء أيضا, علاقتنا جميعا الأسرية جيدة وتشملها الاحترام والثقة الحمد لله.
نبذة عن ماضي. كنت أعاني من صغري من ضعف في الشخصية أو اهتزاز وتشويش في اتخاذ القرارات كنت أميل دائما إلى الطيبة والخجل, عندما توفيت والدتي أثر هذا فى نفسيتي خاصة في سن المراهقة, في الثانوية العامة كنت أريد دخول كلية الصيدلة ولكن مجموعي كان أقل بنسبة 3% أي بنسة بسيطة جدا (أول إخفاقاتي المؤثرة)..... في السنة الثانية من الجامعة تمت خطوبتي بطريقة تقليدية ولم تتواجد أي مشاعر (مبدأ إنسان كويس وخلاص) والخطوبة لم تكتمل مرورا بمشاكل كثير أثرت في نفسيتي من ناحية خالتي (طباعها حادة) وهذه ثاني إخفاقاتي بل صدماتي في الحياة.
تخرجت من الجامعة وكنت أبحث عن عمل, تقدم لي أحد الأشخاص ولم أكن مقتنعة به لكن (زن خالتي) جعلني أوافق ولم يكتمل الموضوع بعد شهر وكانت صدمة أيضا علي.... وهنا أريد أن أقول أني لا ألقي باللوم الكامل على خالتي ولكن أنا أتحمل جزء من هذا التردد وعدم الدفاع عن رأيي وهذا ما اكتسبتي عندما كبرت ونضجت، لقد تقدمت لوظيفة في شركة جيدة أعمل بها حتى الآن ولله الحمد أنا متفوقة في عملي جدا والكل يشهد بذلك والحمد لله محبوبة (بالطبع ليس من الجميع) ولكن بصفة عامة علاقتي جيدة مع الآخرين وفي خلال هذه الفترة تقدم لي كذا شخص ولم يكونوا مناسبين، هذه كانت نبذة عن الماضي.
ما المشكلة الآن؟
المشكلة أني "فاشلة عاطفيا":
تأخر الزواج وطبعا هذا شيء طبيعي في ظل مشاكل الوطن العربي بل وأهيء نفسي أني لن أتزوج حتى لا "أتعشم"
1- أنا فاقدة الثقة في شكلي وأشعر بالدونية, أرى نفسي لست جميلة أنا أميل إلى السمار, أريد أنا أعرف كيف أتقبل حالي, كيف أتعايش مع شكلي وأزيد من ثقتي بنفسي
2- أعاني من حب من طرف واحد وهذا أكثر شيء ضاغط على أعصابي ونفسيتي, هو أول شخص أحببته في حياتي معي في العمل كان مديرا لي, ولا توجد استجابة من جانبه حتى الشخص الوحيد الذي أحببته لم يحدث معه نصيب, أريد أن أنسى هذا الشخص, ماذا أفعل؟
أشعر أني أعاني من حالة اكتئاب مزمن لأني كثيرا أبكي على حالي, أفكر دائما بطريقة سلبية حول شكلي وما الذي يجب أن أفعله حتى يعجب الناس بشخصيتي, أشعر أن نجاحي وأخلاقي ليس لهم قيمة, للأسف لأني فتاة سيتم تقييمي أولا على أساس الشكل ثم يأتي أي شيء آخر بعد ذلك, أحاول أن أطور من نفسي وأثقف نفسي ولكن أشعر أن هذا بلا جدوى. أسألكم المساعدة عن خطوات عملية تزيد ثقتي بنفسي وتجعلني أتقبل حالي وأخرج من حال (اللخبطة) بداخلي
وكيف أتخلص من هذا الحب الذي هو جرح أيضا في قلبي ويزيد من فشلي في العلاقات العاطفية؟
شكرا لكم
19/11/2015
رد المستشار
السلام عليكم
أختى الكريمة "م.م"، لأول مرة أقرأ استشارة وأشعر أن الراسل هو الجاني وليس الضحية، فلو كنتِ برسالتك تشتكين من حالك فأين شكوى نفسك منك؟ نفسك هي من لها حق الشكوى الآن.
عزيزتي أنت الجاني على نفسك، ومنذ طفولتك، عندما يتصرف الناس بطيبة وهدوء يكون ذلك لسببين أنه بالفعل إنسان طيب وهادئ ولكنه قوي الشخصية وقادر على اتخاذ القرارات أو بسبب شعوره أنه أقل من أن يكون له رأي أو موقف محدد. أقل من أن يختار أو يرفض أو يعترض، فيكون التصرف بسلبية ويصور لنفسه أنها طيبة وهدوء.. ظلمك لنفسك بدأ منذ الصغر.
إحساسك بالدونية والنقص وما تولد عنه من الفقدان التام للثقة بالنفس ترسخ بداخلك وآمنتِ به، أصبحت تتعاملين مع نفسك ومع الآخرين على أساسه، من وجهة نظرك فشل خطوبتك الأولى والثانية كان من ضمن العوامل التي ضخمت بداخلك شعور عدم الثقة بالنفس، ولكن العكس هو الحقيقة، فانعدام ثقتك بنفسك. بالإضافة لشعورك بالنقص والدونية هي أهم أسباب فشلك العاطفي والاجتماعي عموما. عدم الثقة بالنفس ورغم أنه شعور داخلي إلا أنه يظهر للآخرين بوضوح من خلال أفعالنا, تعاملنا وردات فعلنا.
الشاب عندما يرتبط بفتاة نصف إعجابه بها ناتجا من ثقتها هي بنفسها، من إحساسها بذاتها وقيمتها، كلما كانت الفتاة واثقة من نفسها وتعي قيمتها جيدا كلما انعكس ذلك تماما على الشاب فيشعر أن معه أنثى مختلفة فاز هو بها. أما لو وجدها عديمة الثقة بنفسها، عديمة الشخصية أو الاعتزاز بذاتها كلما انعكس ذلك عليه ويبدأ يراك ِتماما كما ترين أنت نفسك. ويشعر أن هناك الأفضل منك وأنه يستحق الأفضل.
أنت حكمت على نفسك بالدونية والنقص لأنك سمراء بعض الشيء، وحتى عندما حاولت تنمية شخصيتك بالقراءة أو غيرها لم تفعلي ذلك لنفسك وإنما لتكوني أفضل بعيون الآخرين وبعدم قناعة لأنك مقتنعة أن المعايير التي يتم بها تحديد "جودتك" أنت لا تمتلكين منها الكثير وهي الشكل، بالتالي تنمية الشخصية بالقراءة ليس منه جدوى "بعيون الآخرين"، وبالنهاية بدأتي تلغي فكرة الزواج من عقلك "عشان متتعشميش".
بالله عليك هل يمكن لإنسان أن يظلم أحد كظلمك أنت لنفسك؟ وهل يمكن أن يمنحك الآخرين قيمة أنت لا تمنحيها لنفسك ولا تجدي في نفسك أي نفع أو ميزة تبع "معايير" مجتمعك؟ وأين هي معاييرك الخاصة؟؟ وهل أنت بحاجة لمعاير وتقيمات الآخرين لتحددي مدى جودتك؟؟ وأي معايير شكلية التي تقيم بها الفتاة؟
للأسف جميع قناعاتك مشوهة أو كما قلت أنت "متلخبطة"، عزيزتي ليس الجمال وحده المعيار الوحيد أبدا ولو كان بك نقص أو عيب فليس كونك سمراء قليلا ولكن مشكلتك في شخصيتك، تحتاجي إعادة ترميم وبناء لشخصيتك على أسس صحيحة، أولها إيمانك بذاتك وأنك تملكين الكثير، العقل والروح، القلب والشخصية، إن كل إنسان خلقه الله سبحانه وتعالى بتميز خاص به وحده.
عزيزتي "أحبي نفسك عشان الناس تحبك"، حبي نفسك بقناعة تامة إنك فتاة مميزة وبك الكثير من الجوانب الرائعة، اقرائي لتنمي شخصيتك لنفسك وليس للآخرين، اهتمي بجمالك ورونقك لنفسك وليس لتجتازي تقييمات المجتمع، عيشي كل لحظة من يومك كما تحبين ولونيها بألوانك الخاصة سواء كنت مخطوبة أو بدون رجل.
ابحثي عن هواية أو موهبة واعملي على تنميتها، لاحظت تميزك في عملك ركزي أكثر وحققى تميز أكثر. اهتمي بكل تفاصيل حياتك لتكون بأفضل صورة ولكن لنفسك، وعندها أؤكد لك أنك ولأول مرة ستشعرين أنك تعيشين، عندها هيكون لك قرار ورفض وقبول بدون أن تقنعي نفسك أنها طيبة قلب، حتى قصة حبك لذلك الشباب سوف تتلاشى من داخلك لأنه ليس حبا ولكن نداء فطري للعيش بقصة حب، حتى لو كان حبا فأنت تستحقين الأفضل... نفسك من لها الحق بالحب الآن.
اعلمي جيدا أن جميع المعاير التي قيمت نفسك من خلالها هي خطأ تماما، وأن إحساس الفشل أو الدونية نابع منك أنت وبعدها ينعكس على الآخرين، أنت تسيرين بداخل دائرة مفرغة، عديمة الثقة بالنفس، ينعكس ذلك على شخصيتك وتعاملك فتفشلي، وبعد كل إخفاق ورغم أن حياتنا ما هي إلا سلسلة من الإخفاقات والنجاحات، ولكنك تصبي كامل غضبك على نفسك فتنهار ثقتك بنفسك حد التلاشي.
عزيزتي؛ ترفقي بتلك الروح الحزينة بداخلك، واعلمي بقدر ما تمنحي نفسك من قيمة سيمنحك الآخرين ذات القدر من الإعجاب والثقة والتميز، امنحي بعض الحنان والمحبة لتلك النفس الخجلة منك، فهي تعلم أنك تريها معيوبة وبلا قيمة، فانزوت بداخلك خجلة كسيرة، اكسري تلك الدائرة المغلقة وافتحي نوافذ روحك للحياة بكل انطلاق ورضا وثقة.
واقرأ أيضاً:
اضطرابات وجدانية: عسر مزاج Dysthymia
نفس اجتماعي: الثقة بالنفس والتوكيدية Self Assertion
! الجمال والقبح
رفضوني بسبب الجمال: أريد حلاً! مشاركة1
نقمة الجمال تجاوزها ممكن
أزمة حواء العربية ...ومقاييس الجمال
أحب.. ولا أملك الجمال