محتارة..!؟
أنا مش عارفة أبدأ كلامي لأني محرجة جدا لأن المفروض وحده في سني تكون تفكيرها أكبر من الذي أنا فيه الآن عموما هحاول أبدأ كلامي دون إحراج لأني عاوزه حل فعلا لأني مش عارفة أعمل حاجة.
أنا بحب زميل لي في العمل ومن الواضح إنه مش على باله الارتباط بأي وحده الآن لأنه بيعرف بنات كتير أوي لأنه هو حلو شكلاً والبنات هي اللي بتتعرف عليه وهو عنده استعداد إنه يتعرف على أي واحدة.
أنا عارفة عيوب كثيرة جدا فيه وعارفة إني أنا لا أعني عنده شيء، على فكرة هو عارف إني بحبه وأنا بتكلم معه في التليفون، نفسي أقدر أبعد عنه بس والله العظيم أنا بحبه فعلا لأني متهيئلي إني عديت سن المراهقة أنا فكرت أبعد وقررت فعلا ولم أنفذ أي قرار. قررت أبعد وبعدت فعلا وأكبر مدة قدرت أبعد كانت 10 أيام وكنت بموت فيها، أنا مستغربة من نفسي لأني أنا متقبلة أي شيء بس أكون بجانبه مع إني عارفة إنه غلط.
مش عارفة أبعد إزاي وأقنع نفسي إزاي، بحس بخوف عليه ونفسي كل حاجة غلط بيعملها أصلحها وأقدر أغيره وأصحح كل الغلط والغلط هو إنه بيعرف بنات كتير ومش بيصلي وحاسة إنه مش عايز حد يفكره بهذه الأشياء، أنا مش عارفة رسالتي دي مفيدة أنا عندي كلام كتير بس معنديش شجاعة الكلام فيها.
أنا نفسي أعمل حاجة من اثنين: نفسي أغيره ونفسي أخليه يحبني أو أقدر أبعد وأسيطر على نفسي وعلى إحساسي لأني بحس بضعف أوي لما بشوفه أنا بقول تمسكي بيه لأنه حسسني بإحساس كان نفسي أحسه أوي والحب أنا مش عارفة حاجة.
يا رب تقدر يا دكتور تحللي مشكلتي ويكون كلامي ده معبر عن مشكلتي حتى لو مش معبر حاول تعطيني حلول لكي أبعد عنه وأقدر على هذا لأنه هو الحل الوحيد أو أقدر أصلح منه إزاي وأخليه يحبني إزاي.
أرجو الرد في أسرع وقت ممكن.
1/6/2004
رد المستشار
ابنتي الحبيبة؛
الحديث حول الحب حديث شائك يحتاج إلى توخي الحذر ويتطلب قدرة هائلة على مقاومة مفاهيمنا التي تربينا عليها سواء من الإعلام أو ممن يحيطون بنا من أصحاب الخبرات غير الناضجة أو من الأهل والأصدقاء!! فالحب إحساس جميل له جاذبيته وقدرته على تبديل أحوال أبطاله وهنا تكمن قوته!! والحب متعة تسببها الأشواق والسعادة بالقرب من الحبيب وكذلك مسئولية تطلب عملا وصبرا وحرصا على الطرف الآخر ومشاركة حقيقية للحفاظ على المشاعر من الاحتضار أو الانتحار!!
وحبك يا ابنتي حبٌّ من طرف واحد يفتقر لوجود الخاصية المتبادلة فيظل معلقا في الهواء فلا يكون علاقة وذلك لاختفاء كل من الطرف الآخر من الصورة وكذلك الإحساس المتبادل للمشاعر والأشواق.. وسامحيني فقد أكون جافة بعض الشيء، ولكن هكذا تكون الحقائق مذاقها مرٌّ رغم إمكانية التعايش والتعامل معها!!
فلا تنخدعي يا ابنتي بخفقات قلبك المشتاقة الآن وانظري إلى المستقبل قليلا مع فتاك ستجدينه شاقا فحبك تجاهه لا يجد أبسط متطلبات استمرار بقائه لمواصلة رحلة الحياة!، فأين غذاء ذلك الحب من وُدٍّ وإخلاصٍ وأمانٍ وحنانٍ متبادل بينكما؟ وأين ماؤه من صبرٍ وجهدٍ وتحملٍ للمسئوليات، فسيأتي حتما يومٌ فيه تجف الأرض وتنشق التربة فيذبل ثم يموت!!
أعتذر لك مرة أخرى من كل قلبي لوضوحي الشديد معك ولكن دائما يصحب القرار الصعب ألم عميق، لكن ألم اليوم سيكون أهون بكثير من سعادة مؤقتة تجلب وراءها ندما كبيرا مع قطع خطوط الرجعة!!
وما تطلبينه من خلال سؤالك بكيف أجعله يحبني هذا كلام يقول عنه أصحاب اللغة والنحو والصرف ليس له محل من الإعراب فالقلوب ملك الرحمن يحركها كيفما يشاء ألم تسمعي حديث رسولنا الحبيب عليه الصلاة والسلام حينما قال "اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك" صدق صلى الله عليه وسلم، ولقد ذكر النبي صلوات الله وسلامه عليه بأن القلوب بين أصابع الرحمن فالحب لا يمكن إيجاده من عدم أو خلقه بين رجل وامرأة!! لأنه ببساطة ميل فطري لا إرادي تجاه شخص آخر ولكن دعيني أحاول مساعدتك في تطبيق قرار الفراق ومحاولة النسيان بتوضيح عدة حقائق منها:
• الحب الأول ليس بالضرورة حبا حقيقيا ولكنه حب مختلف لأنه أول تجربة للمشاعر لكن ممكن أن يتكرر الشعور بالحب مرة أخرى وبصورة أقوى!!!
• الرجال أنواع وهذا النوع من الرجال لا يعطي إنما يأخذ فقط وحينما يستشعر من سيعطي ويرضى القبول بالوضع القائم تتزايد أطماعه في الحقوق المكتسبة، فلا تجنين إلا المزيد من الخسائر أولها عدم الحصول عليه وإن تزوجك، وآخرها ضياع المستقبل في معارك سخيفة مؤلمة تحت عنوان فقدان الثقة وفقدان تحمل المسئولية..الخ
• من حقك أن تحبي من شئت ومن حقه أن يختار!!
• المحن والآلام هي التي تخلق قوة النفس والعزيمة التي تجعلك تخوضين معارك الحياة وتكونين الطرف المنتصر فيها ولو بعد حين .
• ليحقق الإنسان إنسانيته عليه أن يقاوم ما يحب ويتحمل ما يكره من أجل حياة كريمة له.
• آلام الفراق موجعة مؤلمة ولكنها تشفى بالوقت والإصرار على تنفيذ الصواب.
• الحب جزء من الحياة وليس كل الحياة فهناك أشياء كثيرة يمكنك عملها مثل الانتباه أكثر لدراستك التي تدرسينها بجانب عملك وكذلك الإقلال من الانفراد بنفسك فحاولي أن تنخرطي وسط أصدقائك مع بعض الترفيه وكذلك ممارسة ما تحبينه من أعمال أو هوايات وأكثري من تقربك إلى الله وأدعوه بإخلاص أن يعينك على تخطي أزمتك.
• لا يجتمع حب حقيقي وناجح يبني الحياة مع سوء خلق وبعد عن الله وترك ما هو معلوم من الدين بالضرورة كالصلاة فالعلاقة بينهما عكسية فعلينا أن ننظر جيدا ما الذي يستحق أن نشتريه وما الذي نبيعه!!
• مهما بذلنا من جهد وابتكرنا من أساليب لتغيير شخص ما لن يتغير إلا إذا أراد أن يتغير هو، لذا قال الله عز وجل (....... إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ.......)صدق الله العظيم (الرعد:الآية11) فلا تقعي في فخ: "أقبله اليوم وسأغيره غدا"!، لأن التغيير يحتاج إلى إرادة نابعة من الشخص ذاته والتغيير أيضا غيب ولا يعلم الغيب إلا الله وحده!! -خاصة في ظل ما يبديه زميلك من رفض للنصائح–
• غدا سيكون أفضل من اليوم وأنا واثقة من ذلك لأن فيه ستقابلين من سينبض قلبه بحبك لأنك جديرة بأن تعيشي قصة حب طبيعية فيها تبادل للمشاعر مع وجود مناخ من الثقة والأمان والإخلاص.....
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابنة العزيزة السائلة أهلا وسهلا بك على مجانين ولا إضافة لدي بعد ما تفضلت به مجيبتك الأستاذة أميرة بدران غير إحالتك إلى عددٍِ من الروابط من على استشارات مجانين لأن فيها ما يفيدك إن شاء الله وما يسري عنك الكثير، فانقري ما يلي من عناوين:
"حبيبتي تزوجت ..دفن الحب الأول!"
"حبيبي متزوج...أريده بجواري"
حبيبي، هل يصلح أبا لأبنائي ؟ متابعة
عاجز عن الحب الثاني: سجين السراب
حبيبي متزوج..هل من أمل جديد؟ متابعة ثانية
عناصر الحب الناجح: إهدار فرصة الخطوبة، متابعة
عاجز عن الحب الثاني: سجين السراب مشاركة مستشار
العاطفة والعقل معا في سماء الحب
وفي النهاية أتمنى أن تكوني قد استطعت الحصول على مفاهيم جديدة وأن تكوني قد وجدت السبيل، وفقك الله وخفف عنك معاناتك وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعينا بالتطورات.