مدمن خطايا
أولا أود أن أحيي هذا الموقع العزيز الذي لم أفارقة من أول يوم معرفتي به. إن موقعكم هذا فعلا يساعد على الرقي بالمستوى الثقافي وطريقة تفكير مجتمعنا ويساعد على الجرأة المفتقدة عندنا في مناقشة مشاكلنا.
أنا فعلا معجب بهذا الموقع مع إن ممكن أي حد يقول إن الموقع دا اختار طريق الحكايات الجنسية للانتشار بين المراهقين لكن دا هوا التفكير اللي جيبنا لورا ومخلينا متأخرين بعقود عن أوربا وأمريكا اللي مليانه بلاوي لكن هم بيواجهوا مشاكلهم مش بيهربوا من مجرد مناقشتها زينا. المهم أنا بقى من أحد الناس القليلة في مصر اللي مضيعة نفسها بجد.
أنا بعتبر نفسي مخلوق غير طبيعي. أولا أنا فتحت عيني على الجنس من أول لما كان بابا بيروح ألمانيا زمان ويجيب الأفلام الجنسية ويحطها في الدولاب من غير أي اهتمام بحيث أنه من السهل أني أشوفها من غير ما يحس.
كان عندي 4 سنين وبعرف أشغل الفيديو وبعرف أرجع وأقدم الشريط ودا كله من بابا. عشان علمني كل حاجة بس طبعا مكنش بيعلمنى عشان أتفرج على سكس مثلا لكن هو كان عايزنى أبقى عارف كل حاجة أحسن من الولاد في سني لكن هوا مكنش عارف أني هستغلها غلط.
المهم اتفتحت عينيا على السكس من أول يوم، وبرده كنت بشوف ماما وبابا وهما مع بعض لأني كنت ساعات بنام معاهم كانوا فاكرني صغير وبرده بابا مكنش بيهتم بالحاجات دى ولا كان فاكر إني ممكن أبقي شاذ كدا.
المهم بقيت شره للجنس لحد أنى كنت بمارسه مع...... ابن عمي كل يوم وإحنا صغيرين لحد ما كبرنا وبعدين اتجهت للبنات وكنت معاهم كل يوم وكل ساعة ومع أي بنت عشان أنا ربنا وهبني قبول بحمد ربنا عليه لكن أنا عمري ما استغليتة صح. طول عمري في الغلط. المهم بقيت مهتم بكل حاجة تتعلق بالجنس سواء شرايط اسطوانات دش كمبيوتر نت وكنت متطور جدا. وكمان عملت علاقة مع بنت معايا في جامعة القاهرة وبقينا ننام مع بعض كل يوم وكانت جنسية أوي زيي. بس أنا كنت بكرهها عشان كانت بتحب الجنس لكن أنا كنت عايز أحب.
المهم حاولت أبعد وبعدت فعلا لكن المشكلة أني كنت مدمن للعادة السرية بشراهة فكنت بمارسها كتير أوي فاضطريت أني أرجع لها تانى. لكن لما سقطت سبتها خالص وبدأت أروح النادي وأدرب في فريق الكورة لكن المشكلة أني كنت بمارس العادة السرية وما قدرش أروح التمرين، فقطعت خالص عشان ما حرجش نفسي. وأكتر حاجة عشان تعرفوا أنا مجنون أد إيه .أنا عارف بنت اليومين دول وبنام معاها تصوروا إني لشدة حبي للجنس نمت معاها قبل امتحان......... بساعتين تصوروا.
أخيرا أنا مش عارف أعمل إيه عشان أرجع سَوِي. كلمة أخيرة أنا لما حبيت بجد نسيت آلامي وهمومي وبقيت سوي. لكن أنا عمري ما بيكملى علاقة مش عارف أعمل إيه. أنا سقطت ثلاث سنين في صيدلة بسبب الحاجات الغريبة اللي أنا بعملها وعدم تركيزي إلا في الجنس.
أفيدوني من فضلكم
وشكرا
25/6/2004
رد المستشار
الأخ السائل؛
في الحقيقة نحن لم نختر المشكلات المتعلقة بالجنس، ولم نختر الحديث في الجنس لنجذب المراهقين، ولكن هذه المشاكل التي تصلنا، وتهم عموم الناس ولا يجدون للتعبير أو السؤال عنها منفذا غيرنا غالبا.
أما ما يتعلق بمشكلتك فأنا أحب أن أراجع معك سريعا خيوط الشبكة التي أنت واقع فيها، فمن ناحية كانت التنشئة غير السليمة، ومن ناحية أخرى الدائرة التي تحيط نفسك بها، من الزملاء والزميلات، ومن ناحية ثالثة الفراغ الكامل من كل اهتمام إنساني، ومن كل غريزة أخرى غير الجنس.
فأنت"متطور" جدا تتابع أحدث صيحات الصور الجنسية بأنواعها فماذا تكون النتيجة غير أن تندفع لإفراغ شهوتك، وتطبيق ما تراه، أو بعضه، وأنت تجد دائما الطرف الجاهز مثلك دون أن يطرف لك أولها جفن من أن الزنا اللذيذ في أوله هو حرام، وله عواقب منها ما تشعر أنت به، ويزداد شعورك هذا إذا لم تتحول إلى حيوان جنسي كامل، حيث ستشعر دائما أنك ومن تتلوى تحتك مجرد ماكينات تفريغ شهوة بلا عاطفة ولا مشاعر حقيقية، أو حب من الذي تبحث عنه أنت وتحتاجه.
أنت تبحث عن كائن جنسي يتجاوز معك كل الحدود، والقيود والضوابط والالتزامات الدينية والاجتماعية، وأنت تجد هذا الكائن، وقد يجده من يبحث عنه بالعشرات، فلماذا تعود وتطلب المحبة والعواطف؟!!
أقول أن الدخول من باب المشاعر العاطفية الراقية والإنسانية قد يؤدي إلى الجنس، وقد لا يؤدي، بحسب الظروف والأحوال، أما الدخول من باب الجنس الآلي الشهواني فلن يصل غالبا إلى حب وعواطف رومانسية لأن هذه الأشياء المعنوية تتوارى ثم تختفي وسط خطوات وطقوس الجنس الجسدي من إثارة حسية وإدخال وإنزال ثم معاودة.... آسف يا أخي.... وأنا أصارحك، إنك اخترت المدخل الخطأ، إن كنت حقا تريد حبا وعاطفة، ولا أخفي عليك أن هذه النعم الربانية، والحب الحقيقي نعمة من الله، هذه النعم تزول بالمعصية، وهي متعلقة بالنفس والروح، وأنت لا تشبع إلا نداء الجسد!!!
يا بني الكريم.... لو أنك تتابع صفحتنا يوما، ومن قبلها لو أنك تقرأ لنا على صفحة مشاكل وحلول للشباب في إسلام أون لاين لوصل إليك المعنى واضحا بأن الجنس، عندنا في أصل ثقافتنا وديننا مختلف في فلسفته تماما، وتصوره، وممارسته أيضا بالتالي، أقصد من ناحية السياق العاطفي والنفسي، والغايات، والاعتبارات، وعلاقته بالروح وبالوجود الإنساني، والبيئة الاجتماعية، مختلف تماما يا بني عن الجنس الذي تراه على الشاشات، وأغلب ما يمارسه الغربيون، وهذا حديث يطووووول.
اتجه إذن مباشرة إلى مفاتيح الحل يا فاضل:
- تحتاج إلى أن تقرأ عن الجنس في الإسلام، وفي تاريخنا القديم حين كنا أقرب إلى فقه ديننا لتكتشف أن حريتنا الجنسية كانت أكبر من الوقت الحالي بكثير، ولكن المعرفة والممارسة، والقيمة والهدف، والطرق والأساليب كانت مختلفة عما هو سائد الآن عندنا أو عند الغربيين.
- وتحتاج إلى تغيير الدائرة التي تحيط نفسك بها، فبدلا من صديقاتك الجنسيات تحتاج إلى بشر عاديين لهم اهتمامات متنوعة إلى جانب الجنس الذي يمارس ضمن أصول وحدود، وليس بالشكل الجسدي المحض، الذي أنت عليه حاليا، وتأثير هذه الشلة عليك سيكون من أهم محددات علاجك، فهل تبدأ؟!!!
- وتحتاج إلى وقف استخدام عينيك فيما يثير خيالاتك، ويشعل نفسك بشهوة الجسد، وكفى ما رأيت، وفعلت، وتذكر معي أن هذا المحيط من الصور والمواد لن تنتهي أبدا كما تعلم، ورغم تنوع مكوناته- كما يبدو لك- فهو يدور حول مفردات تعرفها، ولا جديد في التفاصيل طالما الأمر ينتهي كما ترى وتعرف كل مرة!!!
- وتحتاج إلى أن تنعش وتوقظ بقية غرائزك، فالطموح إلى المعرفة غريزة، وحب التطوع في سبيل الآخرين غريزة، والحب العاطفي الصادق مع طرف محترم غريزة، والعالم مليء بالمتع الأخرى غير الجنس فلا تأكل من طعام واحد، وإلا أصبت بالملل يوما، إضافة إلى الإدمان.
- ومن قبل ومن بعد: فإن علاقة حية وحقيقية بالله سبحانه من شأنها تدعيم جهودك في أن تتغير كما تريد.
وتابعنا بأخبارك.