أريد حلا من فضلكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أنا أخت في الإسلام من مدينة الجزائر لم أجد سبيلا لأطرح مشاكلي بعد أن أصبحت في هذه الدنيا لا أتلقى سوى المحن والمشاكل والجروح جزاء مبادئ وقوائم بنيت وربيت نفسي عليها مند الصغر والآن وأنا بنت السادسة والعشرين أجني المرار جراء تمسكي بها أصبحت هذه المبادئ عيوبا في وقتنا هذا،....
بداية بدراستي أشد ما يزيد في حزني وتعاستي أنني وإلى حد الآن لم أتمكن من إتمام دراساتي العليا الماجستير إذ أنني درست لمدة أربع سنوات بالجامعة كأستاذ مساعد مقابل أجر زهيد في آخر العام لا يعكس حتى جزءا صغيرا من التعب الذي أجنيه من التدريس بالجامعة إذ أن رغبتي في أن أخرج كل يوم وكل آخر سنة جامعية راضية عن نفسي وعن ما قدمته يجعلني دائما أسهر الليالي وأبحث بعناء عن مراجع ومعلومات من أجل تعزيز مفاهيمي في تخصص الكيمياء الحيوية من جهة ومن جهة أخرى لأنني أرغب في المستقبل أن أكون أستاذة محاضرة بدرجة الدكتوراه في مستوى هذه الدرجة.
لكنني وللأسف إلى حد الآن لم أحصل حتى الماجستير للأسف الشديد إحساس خيبة الأمل هذا لم أجده في مجال دراستي فقط بل وجدته حتى من الجانب الشخصي فأنا إنسانة من عائلة محافظة تربية على الحياء لم تكن لي علاقات مع الطرف الآخر لأنني كنت مقتنعة أشد الاقتناع أن علاقات الشوارع لا تليق لا بي ولا تتوافق مع مبادئي كما أنها ليست من المسموحات لدى عائلتي مما يجعلني أبتعد عليها لأنني لم أتعود على العمل تحت الأضواء وراء عائلتي.
وقبل أربع سنوات مروا كنت مخطوبة لشخص أقل ما أقول عليه أنه ظلمني معه.. لأنه و بعد أن تحصلت على شهادة الليسانس وتوظفت بالجامعة كنت أتوقع منه أن يشجعني ويقف إلى جانبي خاصة أن الأمور كانت صعبة علي في البداية كان علي أن أفرض وجودي بالجامعة وأن أتمكن من تجاوز العقبة الأولى فما كان منه سوىأن تغير من جهتي وزادني تعبا على تعب لا أدري لماذا لكنني فهمت أنه لا يرغب في المرأة التي تعمل وتدرس صبرت كثيرا معه إلى أن اخترت دراستي فتخلى عني بسهولة كبيرة راميا كل أحلامي في البيت السعيد عرض الحائط.
تألمت كثيرا وبكيت حتى الثمالة.. إلى أن نسيته الآن ولم يعد يعني لي شيئا لكنني أصبحت أخاف من هذه الأمور أخاف أن أظلم للمرة الثانية لأن الصدمة التي تلقيتها في الأول كانت قاسية جدا علي وأخاف أن تعاد علي للمرة الثانية.
وهنا أفتح مجال للتحدث عن أختي الصغرى التي كانت تفتح مجالا واسعا للعلاقات من وراء الأضواء... كنت وباعتباري أختها الكبرى أقف عليها في مشادات قوية بسبب هذه الأمور لأنني دائما أحس أنني مسئولة عليها ومن واجبي أن أنصحها وأوجهها دون جدوى إلى أن وبعد طواف وطواف وجدت من يناسبها وتقدم لخطبتها طبعا سعدت لخطبتها لأنني وجدت الحل الوحيد للتخلي عن هذه العلاقات هي الزواج لكنني أصبحت أرى أن المبادئ التي بنيت نفسي عليها جعلتني أخسر في الأخير عكس أختي..
مؤخرا تلقيت وظيفة ثانوية في مخبر للتحاليل الطبية بالمستشفى كنت سعيدة بعملي خاصة أنه امتداد لدراستي لكن وللأسف عرفت أن الأناس الذين أعمل معهم سامحهم الله يجعلونني موضوعا للنميمة والكلام السيئ الذي أحزنني ليست طباعهم السيئة لكن العياذ بالله وجدتهم ينافقون في التعامل معي لأنهم يضحكون ويسألون علي لكن من ورائي....
سامحهم الله وراء كل هده الضغوطات لا أعرف ماذا أفعل وأنا أجد مبادئي التي تمسكت بها من الصغر تقودني إلى الأسف على حالي، أحس أنني في كل مرة أجني الثمن.. ثمن الضمير الحي!! والذي يزيد في أسفي أنني لا أعرف كيف أتقرب إلى الله عز وجل فهو الوحيد الذي يستطيع أن يخرجني من إحساس خيبة الأمل الذي أعيش فيه.
الرجاء في الأخير عدم نشر بريدي الالكتروني عبر الإنترنت
19/6/2004
رد المستشار
أهلاً بك على صفحة استشارات مجانين، أشعر بما تمرين به من مشاعر صعبة ولكني حين تأملت في الناس من حولي وحين يقترب مني الآخرون ويحكون لي –بحكم عملي وبحكم طبيعة شخصيتي التي تجيد الاستماع للغير- وجدت أن معظم البشر إن لم يكونوا كلهم يعانون، وتحققت من قوله تعالى "لقد خلقنا الإنسان في كبد".
أعتقد أن المشكلة ليست في الظروف التي تمرين بها ولا العقبات التي تواجهينها من وقت إلى آخر ولكنها تكمن في أنك تتسمين بحس مرهف ومشاعر حساسة تجعلك سريعة التأثر بالأحداث ومن ثم يمكن أن تنفعلي بشدة لحدث بسيط وتتضايقي جداً لحدث أبسط!!
وفى نفس الوقت ترين أنه من حقك أن تنفعلي أن الأمور يجب أن تسير بطريقة معينة!! ولكن هذا لا يحدث في الأغلب، نعم لا يحدث معك أو مع غيرك بل كثيراً ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن. أين الحل إذاً؟
الحل أن ندرك الدنيا على حقيقتها فلا نتوقع أشياء يمكن ألا تحدث بل ربما نتوقع ما هو سيء!!
فإذا حدث نكون مستعدين له وإن لم يحدث نسعد بشدة لأن الأمور سارت على ما يرام، وأقصد أن نستعد له بأن نتعلم كيف نتعامل مع الآخرين –سواء في مجال العمل أو في مجال العلاقات الشخصية- والحل أيضاً أن ننظر إلى الجانب المشرق والإيجابي من الأمور فلو كنت مكانك سأفكر بطريقة أخرى، تعالي نصبح أنا وأنت شخصاً واحدا ونفكر كالتالي:
* كلما مررت بمحنة سأتذكر أن المؤمن مبتلى!! أي أن الله تعالى يختبر إيمانك ليعطيك الثواب بإذنه تعالى.
* أحمد الله تعالى أنني تربيت على قيم وأنني أستطيع التمييز بين الصواب والخطأ وبين الخير والشر أدرك أنني أفضل من ناس كثيرين غافلين هذه القيم وتلك.
* أنظر إلى نعم الله عليَّ حيث مَنَّ عليَّ بنعمة إتقان العمل وبإتباعي لقوله صلى الله عليه وسلم "إذا عمل أحدكم عملاً فليتقنه".
* أدرك أنني إنسانة محترمة لا تدخل إلا في علاقات محترمة.
* أكرمني الله بفسخ خطبة كان يمكن أن تقضي عليَّ وعلى مستقبلي، وأصبحت الآن أكثر نضجاً وحكمة فيما يتعلق بأمور الارتباط.
*حين أنظر إلى أختي أشعر أنها قد كسبت جولة لكنها لم تكسب المعركة!! وسوف يوفقني الله تعالى إلى الشخص الذي يكرمني... فالله تعالى أول ما خلق كان القلم فأمره أن يكتب أقدار الخلق!!! ومنذ ذلك التاريخ القديم واسم زوجي مكتوب عنده تعالى وكذلك مكتوب متى سوف يأتي ومتى يكون نهاية مطافي في البحث عنه وفي بحثه عني!!
تتساءلين كيف أتقرب من الله، هذا الطريق سهل وميسر بإذن الله فما عليك إلا البدء بالخطوة الأولى مهما كانت صغيرة كدعاء بسيط وتضرع موجه إلى الله تعالى بنية صادقة وقلب على يقين بأن الله يسمعك ويراك، وسيلي ذلك خطوات أخرى تجعلك تتحققين من الحديث القدسي "من تقرب إلى شبراً تقربت إليه ذراعاً ومن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعا ومن أتاني ماشياً أتيته هرولة............."
تأملي الرسالة وابدئي في إعادة النظر إلى الأمور، فتغيير طريقة التفكير تؤدي إلى تغيير في المشاعر والأحاسيس! وتابعينا بأخبارك.