مشكلتي هي التردد دائما وأبدا في الحب
وهذا تقريبا سببه التربية في الطفولة وللأسف يتحمل الواحد منا أخطاء غيره (آباؤنا وأمهاتنا) ولم أكن أتوقع أن الأم، أهم وأجمل شيء في الوجود، تكون سببا في تعاستي ليس الآن ولكن فيما بعد الآن.
فأنا والدتي منذ طفولتي كانت إذا رأتني سارح البال كانت توجه إلي وابلا من الاتهامات بأنني أحب ومتيم وأفكر في البنات ومرة بمرة كانت تعايرني بالبنات إذا تفوقن علي في الدراسة (كنت طفلا أتشكل ويتحكم غيري في تشكيل حياتي) حتى انطبعت في خيالي وكبرت وكبرت معي هذه الأحاسيس والمشاعر تجاه الجنس الآخر إلى أن دخلت الجامعة وتخرجت منها وصادفت كثيرا من البنات ولم أرتبط بأي بنت حتى الآن وهذا بسبب خيالي الذي كثيرا ما كان يراودني عن كلام وتجريح الأم والوالدة عفوا للأسف لي في المهد وحتى ترعرعت وكبرت معي المشكلة ولا أستطيع لها حلا.
أليس من الظلم أن يتحمل الإنسان منا نتائج أخطاء وجهل الغير وعلى فترة حياته كلها تقريبا وصادفت الكثير من البنات وتكون الفرصة سانحة ولكن ما منعت منه وتعايرت به منذ صغري يمنعني بصورة لا تتوقعها يا دكتور.
1/6/2004
رد المستشار
أهلا ومرحبا بك على صفحة الاستشارات بموقعنا مجانين نقطة كوم تبدأ رسالتك بأن مشكلتك هي التردد في الحب مما جعلني أتساءل هل الحب يأتي بأن يفكر الإنسان هل أحب أم لا؟
ثم يقرر مثلا أنه يجب أن يحب فيشعر بتلك المشاعر تجاه أحد آخر.... في تصوري أن الحب يعتمد اعتمادا كبيرا -إن لم يكن كاملا– على التلقائية، والإحساس ولا يأتي عن طريق التخطيط. سأتناول مشكلتك من منظور مختلف عن الذي بدأت به!! فقد قال الله تعالى ".......ولا تزر وازرة وزر أخرى....." (الأنعام164) مما يعني أنك مسئول عن أفعالك وتصرفاتك، فإذا كان الأمر قد وصل إلى ما أنت فيه لأن والدتك قد أخطأت في تربيتك أم لأنك شديد الحساسية أو كلاهما معا فالنتيجة واحدة، ولكن إذا كانت أمك قد أخطأت فادعو الله أن يغفر لها!!!
وإن كنت أنت شخصية حساسة فآن الأوان أن تقلل من حساسيتك هذه وأن تأخذ الأمور ببساطة أكثر، ومما سيساعدك على ذلك أن يكون لك اهتمامات متعددة وأهمها البحث بجدية عن عمل!! يا سيدي كل إنسان منا مسئول عن أفعاله فكما سيحاسب الله والديك على تربيتهما لك سيحاسبك أيضا عن أعمالك فالمرء يسأل يوم القيامة عن عمره مرتين حيث يسأل عن شبابه فيما أفناه وعمره فيما أبلاه...
وقد تكون صعوبة الحب نعمة أنعمها الله عليك ليصرفك عن الذنوب والمعاصي، وحتى تستظل تحت ظل عرش الرحمن يوم القيامة –يوم لا ظل إلا ظله فتكون الشاب الذي نشأ في طاعة الله كما قال الرسول في حديثه الشريف، فعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أنه قال: (سبعة يظلهم اللَّه في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة اللَّه عَزَّ وَجَلَّ، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في اللَّه اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف اللَّه، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر اللَّه خالياً ففاضت عيناه) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. مشكلتك –في رأيي– مختلفة قليلا عما ذكرته فاقرأ من بين السطور، إنها مشكلة نقص الثقة بالنفس ومن ثم نقص الثقة في أنك من الممكن أن تحب وأن تكون موضع حب، لذا يمكنك الإطلاع على الردود التالية:
كيف تنمي ثقتك بنفسك ؟
كيف تنمي ثقتك بنفسك ، متابعة
عدم الثقة بالنفس: تأقلمٌ أم قلق واكتئاب ؟
وأهلا وسهلا بك دائما على موقعنا مجانين نقطة كوم، فتابعنا بأخبارك.