الحب من بين اختيارين
أنا حيرانة جدا يا دكتور، كنت عايزه آخد رأيك في حاجة مهمة جدا ويا ريت ترسيني على حاجة، أنا بحب واحد من بلد وأنا من بلد تانية خالص بس هو في القاهرة المهم أنا أتعرفت عليه من ع النت وحبيته جدا ومشوفتوش غير مرة واحدة بس هو بيقول إنه محتاج لي جدا وخاصة أن والدته توفت قريب وقالي إنه محتاج لي جدا وأنا معرفش أعمل إيه ياريت تقولي.
وتعرفت على واحد برضه وهو عرف وقال لي ياريت تقفلي معاه واللي أنا تعرفت عليه بيحبني جدا وأنا معرفش أفضل مع اللي أنا بحبه ولا أحاول أفهم اللي بيحبيني
ياريت تقولي أعمل إيه بالضبط.
14/6/2004
رد المستشار
أهلاً ومرحبا ًبك في موقعنا مجانين نقطة كوم وشكراً على ثقتك بنا.
بداية أختي الكريمة لقد وضحت في مشكلتك أنك بين خيارين، وهو أنك تحبين واحدا من بلد وأنت من بلد أخرى، وهو في القاهرة، وتعرفت عليه عن طريق النت وأحببته ((جداً))، ولم تريه إلا مرة واحدة وعرفت أنه محتاج لك من بعد وفاة والدته، وأنت حيرانة، والخيار الثاني أنك تعرفت على واحد وهو عارف طبيعة العلاقة الأولى وقال لك أقفلي معه، وذكرت أنه يحبك جداً لكنك غير قادرة على فهمه.
أختي الكريمة إن المشاعر، والعواطف عادة ما تكون خارج نطاق الإرادة لما يشعر به الإنسان تجاه إنسان آخر من مشاعر حب وعطف، ويريد أن يرعاه كي تنمو تلك المشاعر لتسكن في مكانها الصحيح، وأحياناً يأخذ الإنسان التأمل، والتفرد في الرأي كي يضع حلولاً منطقية لنفسه، ولكن عادة ما تكون غير منطقية لو نوقشت تجاه مسئولياته. وأنا لا أرجح أي علاقة حب عن طريق النت لما قد يترتب عليها من مآسي وحصاد قد يكون غير مربح للشخص الذي وقع في ذلك الحب.
والحب يا أختي الكريمة كيان عظيم وهذا إذا ما عرفنا معناه الحقيقي الذي دائماً ما يرمز إلى الصلاح النفسي والبعد عن التوترات، وفي أي علاقة لابد أن تخلق لنفسها شروطا حتى تكون في النهاية علاقة يملؤها الود والحب والتفاهم، وحتى تكون حياتنا مليئة بالاستقرار النفسي والفعلي وكي نستطيع الحفاظ على كينونة ذلك الحب لنحميه، ونحتضنه، وكأنه طفل صغير كذلك الحب هو يولد ولكن من الذي سيربيه، ومن الذي سينمي فيه قدراته التفكرية،وإحساساته فإذا ما نمى الطفل في بيئة يعرف فيها الصواب، ويدرك فيها معنى الخطأ، ويعرف الحلو، ويبعد عن المر فإنه بذلك ينمو ليدرك طبائع الناس في دنياه، وبالتالي نراه متفوقا سعيدا؛ ابتسامته دائماً موجودة، قويٌ عند الأزمات؛ قويٌ عند البنيان؛ آمل في حياته؛ غير يائس لأنه استطاع أن يدرك معنى وقيمة الشيء، كذلك الحب إذا ما بني على أسس صحيحة، وأفكار أكثرها تميل إلى الإيجابية نستطيع من خلالها أن نحافظ عليه، ونرفع رايته البيضاء، وكأنه ناقوس دائم يدق في أجواء السعادة.
هكذا يكون الحب، وكأنه زاد نستبقيه لنكمل به الحياة، ونفرغ عن طريقه الهموم، والضغوط، ولكن أن نكون قد أخذناه بكينونته الصحيحة ومعناه الصحيح.
فيا أختي الكريمة وأنت في بداية عهد حبك على النت؛ هل أدركت حقيقة ما تحمله مشاعرك الفياضة الجميلة وأنت توجهينها، وللحب يا أختي درجات أولها الإعجاب بمظاهر الشخصية التي أمامك، وأحياناً ما تتوه وتحتار أكثر البنات في هذه المرحلة لتسميها مرحلة الحب، وبذلك تنجرف مع تيار الإعجاب بدعوى الحب، وهذا من أكثر الأخطاء التي نقع فيها.
والثانية أننا ننجذب ونتحسس أفعال ما أعجبنا به، وبطريقة متعمدة، ومرغوبة، ونابعة من كياننا الشخصي ثم تأتي المرحلة الثالثة لتغلف المرحلتين السابقتين بغلاف اسمه الحب ليعطيها الحماية الأكيدة طوال الحياة، وهكذا يكون الحب، وفي كل تلك المراحل نستطيع أن نتفحص شخصية ما أعجبنا به، ثم نترك لعقولنا بجانب عواطفنا للتصرف في قراراتنا الحياتية فيما بعد ذلك؛ ثم نسأل أنفسنا هل هذا الشخص مناسب لشخصيتنا أم غير مناسب، وهل تفكيره يناسب تفكيري أم لا.
إذن يا أختي الكريمة في اختيارك الأول لحبيبك الذي صادفته من على النت، هل سألت نفسك مرة: هل هذا الشخص الذي أحببته جدير بالمسئولية؟، وعلى أي أساس يطلب مني أن أذهب إليه هل أنا أخته أم زوجته، يا أختي إن مثل هذه العلاقات كثيراً ما تنتهي بالفشل، والأحداث الحية الكثيرة موجودة، ثم على أي أساس يمكن أن تكوني قد أحببته من مقابلة واحدة.
أنا مقدر تماماً مدى الحب الذي بداخلك لكن ما أريده منك أن توظفيها في زمانها الصحيح، ومكانها الصحيح، وأنت الآن في عقدك الثاني، ولا مانع لنا من أن نحب، ولكن أنا لا أستصغر سنك ولكن ما أريده أن يكون عقلك في مقدمة عواطفك، وخاصة في تلك المرحلة الحرجة من حياتك التي دائماً ما تقترن بكثرة الاختيارات، والحيرة الدائمة.
ومن اللافت للنظر يا عزيزتي أنك لم توضحي خلال رسالتك أي معالم عن صفات هؤلاء الشخصين.......... المهم أريدك أن تكوني رابحة للمعنى الحقيقي للحب بدون أي خسارة روحية، وأما من يكون هو أفضل كي يتلقى الهدية الجميلة، وهي قلبك فيكون من أحبك لأنه سيكون جديرا بمعنى الحب أكثر، ولكن أهم شيء أن تركزي على الجانب الأخلاقي الذي يحوي دائماً ما نكنه بداخلنا من إيمان بالله، والثقة به فهو قادر على أن ينحينا عن كل تلك الاختيارات حتى نكون صابرين لننال الحياة الهادئة التي سنقيم عليها كياننا الأسري في المستقبل،وحتى تكوني حافظة لكبريائك المكنون، وأنوثتك الملائكية، وما عليك إلا أن تتفكري دائماً فيما تفكر فيه الكثيرات في مثل سنك من تحقيق للطموحات، والآمال التي سوف ترسم لك المستقبل الذي تريدينه حتى تكوني الطبيبة، والأم، والمعلمة، وسرعان ما يمضي بك السن حتى تصلي العشرين، وهنا تدركين معنى الاختيار، والمقارنة التامة بين ما كنت في مرحلة، ومرحلة أخرى، وأن كل ما وضح في صفحات الماضي إنما هي كانت للتجربة فقط والتعلم.
فيا أختي الكريمة إن الحب الحقيقي هو الذي يكون نهايته الاستقرار، والزواج، والذي تأمل فيه كل بنت لتفتح نهرها الفياض بالحب لزوجها، وأولادها، والحياة أمامك ممتدة فلا تضعي نفسك بين حوائط الإعجاب والتفكير الدسم لأن ذلك سيكون له الأثر الواضح على ما تطمحين فيه في المستقبل لأنك حتماً سوف تقصرين ويظهر تقصيرك في إنجازاتك.
فاحتفظي بنهرك الفياض حتى يمكنه الوصول إلى الشريان الذي سيجرى فيه، ومن بين حروف اسمك تتلاقى (السين لتعبر عن السماء، وحرف الميم.. ليعبر عن الماء، وحرف الراء.. ليعبر عن الروح) التي دائماً ما نأمل أن تكون سمر هي الطبيبة المحبة والمعلمة المحبة أيضاً، ومعنى هذا أنني لا أشير إلى عدم إباحة المشاعر الجميلة، ولكنني أريد أن تؤجليها حتى تكوني قد تخطيت مساحة كبيرة من تلك المرحلة والتي دائماً ما تكون الدراسة أولها وتحتاج سعة أكبر للجانب الفكري. وأتمنى لك حياة سعيدة تنعمين فيها بالحب الحقيقي الذي تكون نهايته الحقيقية الزواج. وتابعينا بأخبارك.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به مجيبك الأستاذ هاني فكري غير أن أحيلك إلى بعض من ملف العلاقات عبر النت وما أدراك ما النت، وكذلك عن الحب في مثل سنك وذلك من على استشارات مجانين فانقري العناوين التالية:
الكيس الأحمر، والكذب على النت
هل يوجد حب عن طريق النت؟ م مشاركة2
لا حب عن طريق النت: فقه الإنترنت
عذراء المشاعر، وتود الرحيل عنه، وعن ذاكرته
من تعجل شيئا قبل أوانه.. عوقب بحرمانه !
بين الحُبِّ واللبِّ: فرقٌ كبير
صغيرتي يمنعها الحب من الغياب
لعبة الحب: خلط وارتباك مفاهيم
الحب على طريقة التيك أواى
العاطفة والعقل معا في سماء الحب
فيمَ استعجالك على الحب يا فتى ؟
مشكلة حب فظيعة جداً
من القاهرة إلي الإسكندرية عن طريق بنى سويف
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعينا بالتطورات.