بين تناقضات الأب وسلبية الأم ...أين يجب أن تكوني
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام في موقع ((مجانين)) الأخت الفاضلة صاحبة استشارة((البدايات والمآلات...لولا لطف ربك)) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد
وأنا أقرأ نص الرسالة للأخت السائلة ومن خلال طرحها للمشكلة وتحليلها الشخصي لها وجدت أني أمام شخص يتمتع برجحان عقل وقوة شخصية ورؤية موضوعية إضافة إلى شيء من الإبداع في الكتابة والتحليل وهذا ما لا أجده في أغلب الرسائل رغم إطلاعي على معظم الاستشارات في هذا الموقع وغيره.
نعم الأخت تعيش واقعا مؤلما في أسرة يمزقها الصراع بين تناقضات الأب وسلبية الأم فتشعر أنها الضحية في هذه الأسرة ورغم تفهمي لواقعها إلا أني أقول لها:
أختي الفاضلة:
إنك أقوى من أن يحطمك الصراع وتعصف بك المشاكل وتعبث بنفسك التناقضات بل إنك أكبر من أن تكوني ضحية لهذا الصراع.
لماذا تحاولين أن تحصري نفسك فقط بين كرهك للوالد وعدم رضاك عن الأم والذي جعل من حياتك جحيما لا يطاق حسب تعبيرك.
وقبل أن أقول لك ماذا يجب أن تفعليه معهم؟ أقول ماذا عملت أنت من أجل نفسك؟
لقد آلمني أن أجد فتاة في مثل هذه العقلية الراجحة تقول أنها حاولت الانتحار أو تحاول الانتحار ناسية أنها تستطيع أن تكون رقما صحيحا في هذه الحياة.
إنك أختي تستطيعين أن تكوني مبدعة وأن تخرجي بإبداعك وبمواهبك من عالم الأسرة الضيق إلى العالم الرحب الواسع.
هل فكرت يوما أن تكوني كاتبة أو قاصة أو شاعرة أو .... ولن تخلو صاحبة هذه الرسالة من موهبة بل من مواهب ومع أفكارك ومواهبك ستشعرين أنك تحلقين في عالم جميل من السعادة والأنس.
أيضا الحياة مع الكتب وخاصة كتب الأدب والتاريخ فهي الصديق الذي لا يمل وقد قيل : وخير جليس في الأنام كتاب
أعني من هذا الكلام أن تنطلقي وتنظري إلى العالم بكل تفاؤل وحب .انطلقي في رحبات الكون فكرا وتأملا فالكون كتاب الله المفتوح وعالمه الفسيح.
كذلك أوصيك بقراءة القرآن والحياة في ظلاله وستجدين في ذلك سكينة وطمأنينة لا تتصورينها.
أما عن والديك حفظهما الله وأصلحهما فليس من الحكمة أن تظلي في دائرة النقد لهما بل لابد من تكوني أداة في رأب الصدع بينهما وأن تلعبي دور المحب الناصح لكليهما فليس من البر أن نكرههما لأفعالهما ولكن البر أن نحاول قدر استطاعتنا أن نرشدهما ولكن بالحب والإحسان.
استمعي إلى والدتك وأشعريها أنك تتفهمين ما تعانيه وتقربي إليها وحاولي أن تبيني لها أن جزءا مما تعانيه قد يكون لتقصير منها كذلك الوالد لماذا لا تحاولين أن تناقشيه وتنصحيه وتبيني له أنك تحبين أن ترينه القدوة الطيبة والأب الصالح وأن حبك له هو الدافع من هذا الحوار فالأب كثيرا ما يتأثر بحديث أبنائه
وقبل هذا ارفعي أكف الضراعة إلى الله أن يصلحهما ويصلح ما بينهما ويرزقكم سعادتي الدنيا والآخرة ولن يضيعك الله...
وأخيرا إذ أشاركك الرأي فأنا لا أزعم أن حياتي خالية من المشاكل والهموم والتي قد أقف عندها عاجزا فقد مررت بمشاكل جعلتني أراسل هذا الموقع و موقع إسلام أون لاين أكثر من مرة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو إسلام
12/7/2004
رد المستشار
الأخ الكريم:
أشكرك على إيجابيتك وأدعو الله أن يجزل لك العطاء وأتفق معك تماما في كل ما ذهبت إليه وأدعو ابنتي الكريمة أن تتدبر فيما في كل مقترحاتك ولنتحاور سويا فيما يمكنها أن تعتبره مجال إبداعها وفي كيفية تطويره، وكذلك لنتحاور حول كيفية التعامل الأمثل مع والديها.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين نقطة كوم، وشكرا جزيلاً على ثقتك، ليس لدي ما أضيفه بعد ما تفضلت به الأخت المستشارة الدكتورة سحر طلعت، غير إحالتك إلى ردود سابقة على صفحتنا استشارات مجانين:
أفش شعري ! صامتة وراغبة في الصراخ !
بدلا من البرد والخجل : أفش شعري ونصرخ معا
نفسي في أم غيرها : أخي بكل احترام وأنا بالجزمة
الوالد استعرائي والأم متواطئة.. يحدث يوميا
للصبر حدود : أفيقي يا أمنا العربية !
من أم أسطورة إلى امرأة غريبة : الأم العربية
لا أب ولا وطن: قلوب تنكر نبضها
ابنتنا ترسم معالم استراتيجية التعامل مع الوالدين
السير على حد السيف واستراتيجية ترقيق القلوب
مرة أخرى أشكرك وأدعو الله أن يكون عونا لنا على الدوام.