متابعه لمشكلة:
وسوسةٌ واكتئاب وصمت طويل على العذاب
الدكتور القدير وائل أبو هندي بداية أقدم اعتذاري أنني أرسلت متابعتي إلى موقعك مجانين وليس ذلك إلا بعد أن استنفذت كل قدراتي في الوصول إليك والاتصال بك وقد أرسلت متابعتي الأولى إلى صفحة حلول، وها أنا لي ما يزيد على شهرين دون أن أتلقى جوابا ثم قمت بإرسال متابعة ثانية ولم تجب عليها وأرسلت الكثير من الرسائل إلى حلول، وإلى مجانين، أترجاهم بالرد دون جدوى فلم أجد طريقا غير هذا الطريق فاعذرني.
وسأكتب لك متابعتي لثالث مرة ولكن ربما بتفصيل أكبر فأرجو منك أن تتكرم بسرعة الرد. لقد ساءت حالتي خلال الشهرين الأخيرين وكنت أتمنى الموت في كل لحظة وتزعزع إيماني لأقصى الحدود، وبدأت أشعر بأنه لا يمكنني أن انتظر لردك بل علي أن أنقذ نفسي قبل فوات الأوان وصممت على زوجي بضرورة إيجاد حل لأن الأبواب جميعها موصدة أمامنا فنحن كما ذكرت لك مسبقا أننا في دوله صعبة اللغة ولا نجيد لغتها مطلقا فلم نجد بدا من أن نخبر أحد أصدقاء زوجي بالموضوع حتى يساعدنا حيث أنه يجيد اللغة ومع أنني أخاف أن يعلم أحد بمشكلتي.
فقد شرحت للأخ المشكلة وكان هو الترجمان بيني وبين الدكتورة ولم أتحدث معها ولو بكلمة لكنني نوعا ما شعرت بالاطمئنان إليها، لكن قبل ذهابي إلى الدكتورة كنت أشعر بأنني ربما مصابة بالفصام أو سأصاب به لا قدر الله وأنني سأسمع أصوات، واشتد خوفي بعد رجوعي من عيادة الدكتورة وكنت أشعر بأنني سأصبح مثل قريبتي_ والتي هي لا تعيش في أيٍّ من البلدان التي ذكرت يا دكتور فهي تعيش في بلد آمن بشكل كبير _ وكنت حتى إذا سمعت أصوات حقيقية أخاف بأنها ربما ليست حقيقية وهكذا.
ومما زاد خوفي أنني كنت _ قبل استخدام العلاج _ كنت أشعر بلحظات سعادة كبيرة خاصة إذا جلست مع صديقاتي أو تحدثت مع أهلي في موطني الأصلي أو استمعت إلى بعض الأناشيد، وربما أقول أنني كنت أشعر بنشاط نسبي، ولست متأكدة من هذه النقطة، فربما أن النشاط كنت أحاول أن أوجده أنا وكذلك أضحك كثيرا لكن عندما أتحدث مع الأهل أو صديقاتي وأشعر بسعادة مؤقتة حقيقة أما بعد استخدام العلاج فلا يوجد شيء من ذلك
أنا خائفة على نفسي وأشعر أنني سأصبح مجنونة، أنا التي كان يشار إلي بالبنان تكون هذه نهايتي ماذا سيقول الناس عني أرجوك يا دكتور وائل أن توضح لي حالتي حتى أفهم نفسي
ونقطة نسيت أن أحدثك عنها وهي أنني كنت أشعر بحالة هلع فظيعة عندما أشاهد فيلم مرعب مثلا أو منظر مخيف، ولا أهدأ إلا بعد ثلاثة أو أربعة أيام وقد أخبرت طبيبتي بذلك.
والآن حالتي أفضل بكثير، ولي إلى الآن تسعة أيام تقريبا والاكتئاب كذلك خف بشكل لا بأس به، وكنت أتمنى أن أورد لك أسماء الأدوية، لكن نظرا لأنها ليست بالإنجليزية ولا بالعربية إنما بلغة هذا البلد فلا أستطيع ذكرها إلا نوع واحد عليه اسمه بالإنجليزية كبسولات بيضاء seroxat، ونوعان آخران مكتوبان بلغة هذا البلد أحدهما كبسولات بيضاء صغيرة، والآخر شراب شكله شكل الماء لا أدري هل فيهم من أنواع الماسا أم لا أرجو أن تفيدني في ذلك.
وهل أخبر طبيبتي بمخاوفي يا دكتور أم أنه لا داعي لذلك ما دمت قد بدأت في العلاج؟ وهل هي مخاوف في محلها؟ أم أنني أخيف نفسي بنفسي وفي الأخير أطلب منك بأن لا تتأخر علي في الرد وإذا كان هناك أي استفسار أو سؤال فأنا على استعداد للجواب.
وأرجو منكم حذف ما بين القوسين واعتذر مره أخرى على إرسال المتابعة لمشكلتي والتي أصلها في حلول لكن موقعكم أسرع في الرد
وأعتذر كذلك على طول الرسالة وكثرة الطلبات، وجزاكم الله عنا خيرا
13/08/2004
رد المستشار
الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين، وشكرا جزيلا على إطرائك، الحقيقةُ أننا في صفحة مشاكل وحلول للشباب لم نهمل لا رسالتك ولا متابعاتك، ولكن يبدو أنك أنت التي نسيت، فقد جاء في آخر متابعتك ما نصه: (أرجو منكم عدم نشر الرسالة وإن كان بالإمكان إرسال الجواب على بريدي الإليكتروني فهذا من فضلكم أنا في انتظار الرد الذي أرجو أن لا يطول أمده) واستجبتُ أنما ومن بعدي محررة مشاكل وحلول للشباب لإرسال الرد التالي على بريدك الإليكتروني الذي أوردته لنا....
(الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك وشكرا على متابعتك، وإن كنت في الحقيقة لا أجد كثيرا لدي لأرد به على هذه المتابعة ليمثل إضافةً إلى ما سبق قوله في ردي عليك، خاصة وقد قلت لك بالحرف الواحد في إجابتي الأولى:
(وأما اختيار علاج عقاري ينفعك فلا أظن أنني على استعداد لمثل هذه المخاطرة، وكل ما أملكه هو أن أعرفك بأنواع العلاج المختلفة لحالات الوسواس القهري، وهذا هو ما ذكرناه من قبل في إجابات عديدة....... ومن يصف علاجا عقاريا لا بد أن يقابل مريضه وجها لوجه؛ لأن هناك اعتبارات عديدة تجعل اختيار عقار معين أفضل من غيره لحالة بعينها، فلا بد أن تلجئي لأحد الأطباء النفسيين، ورغم اختلاف اللغة والثقافة فإنك ستكونين أكثر اطمئنانا إلى اختياره الذي سيكون أنسب مما قد نخاطر به على الإنترنت.......)
وكان المتوقع منك هو أن تلجئي بالفعل إلى أحد الأطباء النفسيين حتى ولو كان غير عربي، لأنني لن أستطيع وصف عقار لمريض لم أره فهذه قد تكونُ غلطة كبرى، ولست أدري لماذا لم تذكري لنا البلد الذي تعيشين فيه لعلنا نستطيع إرشادك إلى أحد الأطباء النفسيين العرب الموجودين في ذلك البلد؟
ألا ترين أن ذلك قد يكونُ مفيدا يا أختي ثم أليست معاناتك الشديدة أنت وزوجك الفاضل سببا كافيا لحملك على السفر في إجازة علاجية، قد يكونُ من الممكن أن تبدئي العلاج مع طبيب عربي مسلم ثم تستكملينه معه على الإنترنت. وأما عدم نجاح محاولتك الاتصال بي على الرقم الموجود على موقعنا مجانين فلا تفسير لها لدي لأنني أتلقى عديدا من المكالمات يوميا ويخبرني أصحابها أنهم أخذوا الرقم من على الموقع وأنا لا أغلق محمولي، إلا نادرا! فقد يكونُ هناك خطأ ما من جانبكم في إدخال الكود أو لا أدري ما السبب.
وأما سؤالك عن ما هي حالتك فهي مزيج من الوسواس القهري والاكتئاب، وذلك حسب ما وصلنا من انطباع عن سطورك الإليكترونية، وكان هذا واضحا في ردنا عليك، وأما مسألة الخطورة من عدمها فأمرها راجع إلى كيف تتعاملين مع الاضطراب، فإذا هداك الله ووفقك ووفق طبيبك المعالج إلى العلاج السليم فإن التحسن إن شاء الله وربما الشفاء التام ممكنٌ جدا وربما بسرعة، وأما في حالة عدم العلاج فإن الخطورة تكمن في زيادة معاناتك ومعاناة زوجك وأطفالك، والتي نتمنى من الله ألا تطول.
وأقصى ما أستطيع تقديمه لك من خلال الإنترنت هو أن أحيلك إلى المقالات التالية على موقعنا مجانين والتي قد تعينك على العلاج الذاتي وإن كنت أراك بحاجة حقيقية إلى المتابعة المباشرة مع طبيب نفسي وعلى أي حال انقري العناوين التالية:
برنامج علاج ذاتي لمرضى الوسواس القهري: القسم الأول
برنامج علاج ذاتي لمرضى الوسواس القهري القسم الثانى
برنامج علاج ذاتي لمرضى الوسواس القهري القسم الثالث
برنامج علاج ذاتي لمرضى الوسواس القهري القسم الرابع
العلاج المعرفى
علاج الاكتئاب المعرفي : فتح الكلام :
الوسواس القهري في الأفكار ، علاج معرفي !
إذن أضع أمامك عدة خيارات هي: إما اللجوء إلى أقرب طبيب نفسي بغض النظر عن دينه ولغته، لأن المطلوب منه هو وصف أنسب عقاقير الماسا لحالتك، وإما الحصول على إجازة تسافرين فيها للعلاج في أقرب الأقطار العربية للبلد الذي تعيشين فيه وتذكري دائما أننا مأمورون شرعا بطلب العلاج وأنه لا يجوز الصبر على المرض بحجة أنه قضاء وقدر مثلما لا يجوز الصبر على العطش بحجة أن الله قضى به، فكما يلزمك الإسلام بأن تشربي عند العطش صيانة لجسدك فإنه يأمرك بأن تطلبي العلاج مما يلم بك من مرض أو خلل، والمرء مجبولٌ على صيانة نفسه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "عباد الله تداووا ولا تداووا بحرام" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأهلا وسهلا بك دائما فتابعينا بالتطورات الطيبة إن شاء الله.
إذن فقد يكونُ خطأ إليكتروني ما قد حدث ولم يصلك الرد، الذي لم ننشره في مشاكل وحلول بناءً على رغبتك، وبما أنك تابعتنا على صفحة استشارات مجانين، ومن خلال أيقونة أرسل مشكلتك فإننا سننشر الرد هنا، وأسأل الله أن يكونَ بسرعة كما طلبت. وسوف أجيب هنا على ما ظهر من تساؤلات جديدةٍ في متابعتك هذه، أحسنت التصرف إذن عندما قررت الحركة والكف عن انتظار الرد الإليكتروني، وهذا بفضل الله ما كنا ننصح لك به، وتحسنت حالتك أو بدأت في التحسن وإن كنت تشعرين بعض الفتور في مشاعرك، سنخمن سببه معك بعد قليل.
خوفك من الفصام لا أرى له مبررا غير القلق الشديد والأسى على حالك بسبب ما عرضَ لك وأدى بك إلى زيارة الطبيبة النفسي، وكم تكثر الهواجسُ في حالة القلق، خاصة وأنك قلت في أول إفادة منك على مشاكل وحلول: (هل هناك أمل في الشفاء التام؟ إن كان هناك أمل فما مقداره؟
أرجو أن تجيبني يا دكتور وائل بما يطمئن قلبي ويريح بالي الذي طال به الأمد ولم يذق طعم الراحة، لم أكن أتخيل نفسي يوما من الأيام أن أكون في هذا المقام، لم يخطر ببالي أنني يوما ما سألجأ إلى طبيب نفسي، كنت دائما أحلم بأن أكون طبيبة نفسانية فأصبحت مريضه نفسانية، هذا قدر الله، والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه).
ولا أرى حتى أنك تمتلكين معلومات صحيحةٍ عن معظم ما ذكرت من أعراض تتعلق بالفصام، ولذلك أحيلك إلى بعض الروابط عن الفصام وعن تداخلاته مع بعض الاضطرابات النفسية الأخرى، من على موقعنا مجانين، فانقري العناوين التالية:
بعد ظلمة نفسي وانقطاع رجائي: عاشقة الفصام!!
الـزَّوَرُ (البارانويا) أنواع، فأيّ الأنواع أنت؟
اكتئاب أم فصام وهل هناك احتمالات بارانويا؟
الفصام
اضطراب الشخصية الزوراني (البارانوي)
الفصام الزوراني: وهام اللوطية
الصوفية والفصام : محاولة للفهم م
الفصام الوجداني: والمآل ما بين بين
الفصام الوجداني لا الاكتئاب
بين الوسواس القهري والفصام
الفصام المزمن وأعراضه السالبة م
أخي مريض بالفصام!
في انتظار شبح الفصام: أزمة نمو!
أختي وأعمال الشعوذة والفُصَام
أما تخوفك من شعورك بفتور المشاعر قليلا، فقد يكونُ أحد أعراض عقَّار الماسا الذي تتناولينه واسمه سيروكسات، إلا أن ذلك الفتور إن شاء الله عابرٌ، وهو على أي حال أهونُ مما كنت تعانين منه، ولا يعني بأي حالٍ من الأحوال وجود خلل نفسي ذي بال، كما أنه لا يعني أن خللا نفسيا أكبر سيصيبك لا قدر الله هو مجرد أثر جانبي، ويفيدنا علاجيا في تقليل الحساسية الذهنية للفكرة الوسواسية فلا تنزعجي، أنت تشعرين بأنك الآن أفضل، ومنذ أكثر من عشرة أيام (بحساب ما يمرُّ من أيام بين كتابتك لنا وظهور ردنا عليك) تشعرين بذلك وأتوقع أن يكونَ التحسنُ أكبر عندما تقرئين هذه السطور لأول مرة إن شاء الله،
لم أستطع التعرف إلا على العقار الذي ذكرت لنا اسمه، ولا أخفيك استغرابي من إصرارك على عدم ذكر اسم البلد التي تعيشين فيها أو اللغة التي يتكلمها الناس فيه،
وأرى أن عليك إبلاغ طبيبتك النفسية بكل ما يدور داخلك من تساؤلات وهواجس، وتستطيعين أن تطلبي من زوجك أن يجعل صديقه يكتبُ تساؤلاتك تلك كلها بلغة تلك الطبيبة واطلبي منها الرد لكي يطمئن قلبك،
وأما أنك تخيفين نفسك فهذا صحيح وأما أنك تكثرين التفكير في ما يستنفر القلق (وكل ذلك دون داع) فهذا أيضًا صحيح، إذن تذكري أنك رغم معاناتك الطويلة كنت دائما قوية وصبورةً وناجحة في حياتك، مقدماتك كلها مطمئنة فلماذا القلق يا عزيزتي؟ كفي عن الشك والاجترار المحزن إذن، وتابعيني بأخبارك.
ويتبع >>>>>: وسوسة واكتئاب وصمت طويل على العذاب م1