من ملفات المهجر:الفتاة المتعلمة فتنة!؟
إلى الدكتور أحمد عبد الله
بسم لله الرحمن الرحيم، أحمد الله كثيرا وأشكره ليل نهار على نعمه الكثيرة التي منها عرفني على أناس ولو من بعيد همهم خدمة الإسلام والمسلمين وأسأل الله أن يجعل عملكم خالصا لوجه الكريم وأن يجعله في موازين حسناتكم.قولي معي اللهم آمين
أولا أعتذر لكم لإرسالي عن طريق بريد المشاركات وذلك بسبب وزير الداخلية المنزلي وكذلك باختلاف الوقت بيننا.
أريد من الدكتور الفاضل أحمد عبد الله حفظه الله أن يشاركني في التفكير في أمر لم ولن أجد من يقوم بذلك من أهلي.
أعطيك لمحة بسيطة عن نفسي جديدة بفضل الله أولا ثم بفضلكم عمري 26 سنة أعيش في أمريكا في سنة الأولى في الجامعة لماذا هذا التأخر لأنني غيرت التخصص الذي درسته في البلد لمدة سنتين وكذلك ظروف عائلية.
أحاول إرضاء ربي باتباع أوامره واجتناب نواهيه مع معرفتي بتقصيري.
حينما تضيق علي الدنيا لا أجد من ألجأ إليه بعده إلا أنتم حيث أرسل لكم في صفحة مشاكل وحلول للشباب وأفرغ كل ما في صدري ولا أدري هل تصلكم أم لا وغالبا ما أجد ما يريحني خلال تصفحي لاستشارات الآخرين.
ما أود أن تشاركني فيه هو أنه خلال شهرين طلب شابان عن طريق زوج صديقتي أن يرتبطا بي، وحسب ما أسمع من الناس ومن زوج صديقتي وهو رجل أثق برأيه أنهم أصحاب الدين وخلق. وأستطيع أن أعرف أكثر إذا قبلت مبدئيا.
الأول اعتذرت له بأنني لست جاهزة للزواج الآن.فنفس السبب الذي اعتذرت للأول في الثاني فلهما نفس العقلية سبحان الله .كل منهم يريدني زوجة له ولكن ولكن لا يريدان أن أكمل دراستي ويريداني أن لا أعمل بحجة أنهم يغيرون على زوجتهم حيث أنني سأدرس مع رجال وأشتغل معهم يا الله يا دكتور أصحاب الدين يفكرون بهذه الطريقة.
ألم يقل الرسول الله صلي الله عليه وسلم (طلب العلم فريضة على كل مسلم) وخلال قراءتي وجدت أن أكثر العلماء تتلمذن على أي أيدي نساء كذلك أم المؤمنين عائشة ألم تكن تعلم الصحابة رسول الله والى يومنا هذا ندرس الأحاديث التي روتها.
وهذه العقلية هنا في أمريكا حيث العلم متاح للجميع في أي وقت ليل نهار.
بالنسبة لي الدراسة والعمل مصدر أمان لا يمكن أن أفرط فيهم لكثرة ما تلقيت الظلم في حياتي وكذلك الزواج أريد أن أتزوج لأعفَّ نفسي بالحلال كأي إنسان في هذه الدنيا خاصة أنني بدأت أسمع كثيرا هذه الأيام أنت عمرك 26 سنة.
وصديقتي تقول أن مطلبك أن يكون زوجك صاحب الدين وخلق وصاحب هذه الصفة لن يسمح لك بدراسة خصوصا هنا في أمريكا لكثرت الفتن على حد قولها وأنك إذا بلغت 30 فلن يتزوجك أحد.
أنا يا دكتور أنظر الزواج من كلا ناحيتين مساوئه قبل محاسنه.أفرض فرضا أنه حدث الطلاق بيننا أين أقف أنا حينها أفرض أنني أصبحت أرملة أو أنه أصبح عاجزا عن تحمل أعباء البيت لسبب من أسباب علي أي أرض أقف أنا حينها أعلم أن هذه أمور في علم الغيب ولكن حد علمي أننا مأمورون باتخاذ الأسباب مع توكل على الله .
فمن ثامن المستحيلات أن أرجع إلى بيت أخي أو إلى بيت أختي إذا خرجت ثم أعود لأبدا من نفس النقطة مستحيل مستحيل.
فما المانع إذا تزوجت وأكملت دراستي مع معرفتي أن هذا صعب ويحتاج إلى جهد مضاعف، ولكنه ليس مستحيلا خصوصا هنا في أمريكا
فكر معي يا دكتور الصورة غير واضحة بالنسبة لي أريد الزواج وأريد الدراسة. وأعتذر عن ضعف اللغة. ولكم مني جزيل الشكر
ابنتكم
23/7/2004
رد المستشار
الابنة الكريمة:
من ردود الأفعال التي حدثت عند الكثير من شبابنا أنهم صاروا يطلبون للزواج مواصفات زوجة يظنون أنها تجعلهم بمأمن من الفتن، ولا يلاحظون أن العكس تماما هو الصحيح، ولكنه ضعف التفكير والتحليل.
وهذا مفهوم على خلفية أوضاعهم وظروفهم، وإذا كنت زائرة قديمة لموقعنا مجانين فأنا أحيلك إلى مشاركة هامة أدلت بها أختنا المصرية المقيمة بالولايات المتحدة واصفة أوضاع هؤلاء الشبان كيف يعيشون، وكيف تتشكل بالتالي تصوراتهم عن الحياة وعن الزواج الناجح، وبالتالي كيف يضعون المعايير للاختيار الصحيح لإقامة أسرة مستقرة وسعيدة، ولعلك ترجعين إلى تلك المشكلة وللمشاركة فيها أيضًا على مجانين تحت عنوان:
أسرة أم جلسة مطعم: نذوب في الغرب ونشتمه
وأسرة أم جلسة ... نذوب في الغرب ونشتمه: مشاركة
والمجال أضيق هنا من مناقشة تفاصيل هذا التصور، وهذا ملف هام أعتقد أنه بحاجة للكثير من التعميق والمصارحة لأن الشبان يخافون من الفتاة المتعلمة الدراسة التي توسعت في الاحتكاك بالمجتمع الغربي، وبالمقابل فإن العديد من هؤلاء الفتيات قد تأثرن على نحو سلبي بالفعل نتيجة لهذا الاحتكاك الذي جرى للأسف دون أن يكون لهن أرضية قوية من ثقافة وهوية راسخة، وبالتالي فإن البعض منهن يرتدين غطاء رأس على الطريقة الإسلامية، وتحته "سمك– لبن-تمر هندي " كما يقول المصريون على أي خليط غير متجانس، والمقصود هنا خلطة التطورات والأفكار التي أصبحت تحملها هذه الفتاة أو تلك، والتي أصبح يعتبرها الشاب عبوة غير آمنة!!! وأحيانا قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي وقت!!!
ولا يتسع المقام أيضا لشرح التغيرات التي حدثت في الوقت ذاته لطرائق تفكير ومفاهيم الشاب نفسه الذي يريد أن ينجو من الفتن، وهذا حقه، ولكنه خطته تبدو ساذجة، أو أقل مما ينبغي لأنه يظن مداخل الفتنة تكمن في خارجه أي المجتمع الغربي، والفتاة التي سيختارها للزواج فحسب، ولا يدرك أن إعادة اكتشافه لذاته هو، وللإسلام دينا وثقافة هو شرط للتعامل مع الفتن والتي هي أصلا قد تكون مختلفة دائما عما يعتقد أنه "الفتن"!!!
أي أن هناك فتن هناك كما هنا، والقصور بأن مجرد الزواج، من الفتاة قليلة الحظ في تعليمها أو احتكاكها بالعلم وبالمجتمع، الظن بأن هذا هو الضمان الأمثل في التعامل مع "الفتن"، وهذا الظن للأسف وهمي وقاصر من وجهة نظري، وأرجو أن يتفضل علينا بعض زوارنا بحكايات عن خبراتهم في ذلك الميدان لعلنا نستفيد جميعا.
هذا عن الشق العام في سؤالك أما حالتك الخاصة فأنا أوصيك بالإسراع في الانتهاء من دراستك من ناحية، والبحث عن الوعي وسعة الأفق في من يتقدم للزواج منك، فإذا توافرت هذه الصفات منذ البداية مع بقية متطلباتك الشخصية في من تريدينه شريكا لحياتك، فتوكلي على الله وتزوجي، ويمكنك مناقشة مسألة العمل فيما بعد.
إذن إما أن تجدي من يقبل باستكمال دراستك، ولا يقبل بعد هذا بالعمل، وقد تجدين من يقبل بهذا وذاك، والأولى أن تنتهي من دراستك بسرعة فتنحسم من طرفك مسألة الدراسة، ويبقى سؤال العمل مرهونا بالتفاوض، وبقية المميزات في الشاب المتقدم إليك، والزواج مغامرة كما قلت مؤخرا قد تنجح فتسعدين، وقد لا تنجح، فتعودين إلى الدراسات العليا أو إلى العمل بمؤهلك، وفي حالة العقل المرن، وسعة الأفق عند الطرفين فإن النقاش المستمر، والمعارضة، ومراعاة ظروف الأسرة ستكون هي المعايير الحاكمة لاستبداد الرجل الشرقي برأيه، أو ظنونه الساذجة بأن الأقل تعليما أو احتكاكا بالمجتمع هي الزوجة الأفضل في محيط الفتن!!!
وتابعينا بأخبارك.
ويتبع:>>: من ملفات المهجر: الفتاة المتعلمة فتنة: مشاركة