الزوجة مصابه بالوسواس القهري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أشكركم على هذا الموقع المفيد أرجو من الله العزيز الكريم أن يثيبكم نعم الأجر إنه السميع العليم.
أنا متزوج من ستة عشر سنة، ولي من الأولاد خمسة أكبرهم عمره خمس عشر سنة، والثاني أربعة عشر والثالث اثنتا عشر سنة، والرابع أحد عشر عاما، والأخير أربع سنوات، اكتشفت أن الزوجة غير طبيعية منذ عشر سنوات في بعض التصرفات خاصة في فراش الزوجية مثل الامتناع بداً وعدم الرغبة في المعاشرة الزوجية وكذالك الغيرة الشديدة، كانت الأمور بشكل خفيف في السابق، أما الآن فقد تطور الأمر منذ سنة تقريبا الادعاء أن هناك شخصية أخرى تشاركنا في الجماع، ولابد أن تتحدث مع أهل هذه الشخصية حتى يمنعوا ابنتهم أن تأتي إلينا، علما أن هذه الشخصية اليوم فلانة وغدا علانه مما يستدعى مهاتفة الأهل الجيران: أمسكوا ابنتكم أنها تأتي إلى زوجي إلى آخر الكلام!
لا أعرف ماذا أفعل حيال هذا الموضوع؟
علما أني عرضتها على الطبيب وشخص الحالة بالوسواس القهري، ووصف لها علاج Risperdal، أخذته لفترة ثم رفضت أخذ العلاج نهائي كذلك رفضت زيارة الطبيب النفسي مدعية أنها ليست مجنونة!
ما العمل النصيحة في مثل هذه الحالات؟ هل الطلاق هو الحل؟ قد يكون نوع من العلاج أو الانفصال أن تعيش مع أهلها هل يكون علاج علما أن أهلها مهاجرون إلى أمريكا؟؟؟
وماذا يكون مصير الأبناء؟؟؟؟
الرجاء أفيدونا
جزاكم الله ألف خير.
23/7/2004
رد المستشار
الأخ السائل العزيز أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين، ونشكرك على ثقتك كما نحييك على صبرك واحتمالك، بارك الله فيك.
الحقيقة أن ما تحكيه لنا من أعراض سلوكية ظهرت على زوجتك لا تشير إلى اضطراب الوسواس القهري وإنما تشير إلى اضطراب ذهاني Psychotic Disorder، فأفكار الشك الزورانية Paranoid Ideas، هي أحد ما يستعمل الناطقون بالعربية كلمة وسواس لوصفها، ولكنني أستبعد تماما أن يشخص طبيب نفسي متخصص حالة زوجتك بأنها وسواس قهري خاصة وأن العلاج الذي تفضل بوصفه هو أحد مضادات الذهان، إذن من أين جاءت كلمة وسواس قهري؟ صحيح أن حالات متعددة يحدثُ فيها تداخل بين اضطراب الوسواس القهري واضطرابات أخرى "ذهانية" كاضطراب الفصام Schizophrenic Disorder، إلا أن انطباعنا المبدئي عن حالة زوجتك هو أنها أقرب ما تكونُ إلى اضطراب الفصام.
ولكي تكونَ الأمور واضحة لك فإن مريض الوسواس القهري لا يكونُ مقتنعا بالفكرة التسلطية وهي في هذه الحالة أن فلانة أو علانة تشاركها الجماع مع زوجها، ورغم عدم الاقتناع فإنها تعجز عن الخلاص من الفكرة التي تضايقها بشدة وتعذبها لكنها تخجل أو تحجم عن الإفصاح عن تلك الفكرة لأنها تعرف أنها سخيفة وغير صحيحة، وبالتالي فهي لن تتصرف على أساس أن الفكرة صحيحة، وأما في حالة نفس الفكرة من النوع الذهاني كما في حالة زوجتك فإنها تكون مقتنعة تماما بصواب الفكرة، وقد تكونُ لديها دلائل على ذلك مثل أنها سمعت أو رأت (هلاوسHalucinations سمعية أو بصرية) ما لم يره أو يسمعه سواها أو ما ينكره سواها، وبالتالي فإنها تتصرف طبقا لذلك فتحاول أن تضع حدا لما يحدث بمناداة الجيران أو مهاتفتهم إلخ.
أضف إلى ذلك أن مريض الوسواس القهري نادرا ما يرفض العلاج إلا في غمرة اكتئابه وفقدانه للأمل والعياذ بالله، بينما مريض الفصام غير ذلك لأن الأخير كثيرا ما يكون فاقدا للبصيرة Insight، وعلى أي حال فإنني سأحيلك إلى عددٍ من الروابط من على مجانين عن الفصام لتعرف منها ما قد يكونُ خافيا عليك أنه جزءٌ من المرض فقط قم بنقر ما يلي من روابط:
الفصام المزمن وأعراضه السالبة م
الـزَّوَرُ (البارانويا) أنواع، فأيّ الأنواع أنت؟
اكتئاب أم فصام وهل هناك احتمالات بارانويا؟
اضطراب الشخصية الزوراني (البارانوي)
الفصام الزوراني: وهام اللوطية
بين الوسواس القهري والفصام!
أخي مريض بالفصام!
في انتظار شبح الفصام: أزمة نمو!
أختي وأعمال الشعوذة والفُصَام
التخزين المرضي وسواس أم فصام؟ م
اعترافات مجنون: أقوى من الفصام
تسأل بعد ذلك عن كيفية التصرف في مثل تلك الحالات، وإضافة إلى ما ورد في ما أحلناك إليه من مشكلات فإنني أقول لك في حالة زوجتك تستطيع الاستعانة بأقرب المقيمين من أهلها في بلدكم، من أجل إقناعها أو إجبارها على العلاج وحتى لو لم يتوفر ذلك أو حتى لو اقتضى الأمر إيداعها أحد المستشفيات النفسية لمدة لن تجاوز الشهر يتم خلالها علاجها وتعليمها وإقناعها بضرورة الاستمرار على العلاج، ونصيحتي بعد ذلك هي ألا تغتر بتحسن حالتها ويوسوس لك الشيطان كما سيوسوس لها بأن لا داعي للعلاج ما دامت قد تحسنت، لأن ترك العقاقير بعد التحسن لا ينتظر في حالة زوجتك، ونتيجته ستكونُ الانتكاس مع الأسف ولو بعد حين.
والعقار الذي وصفه طبيبها ممتاز الأثر بالمناسبة، ولا أدري إن كان متاحا في صورة سائل في بلدكم بحيث يمكن أن يضاف إلى عصير الفاكهة دون علمها مثلا أملا في تحسن الحالة بعض الشيء بحيث يمكن إقناعها بالحاجة للعلاج، إذن فهذه هي الخيارات المتاحة أمامك، فاختر وجرب وتابعنا بالتطورات.