كيف أقف بجانبه وأحافظ عليه..!؟
أود في البداية أن أشكركم على هذا الموقع الذي يجد فيه كل صاحب مشكله رأيا أو اقتراحا يجد فيه حلا أمثل لحجم المشكلة التي يمر بها. وأبدأ أنا بمشكلتي وأتمنى من الله أن أجد منكم الرد.
أنا فتاة أبلغ من العمر 25 سنة تعرفت على شاب كان يبحث عن إنسانة يرتبط بها، وكان زميلا لأختي بالعمل فبناءا على جديته رشحتني له، وتم التعارف بيننا وكان ذلك التعارف من خلال النت لأنه بالخارج، وتكلمنا في جميع التفاصيل تقريبا ولكنه أخبرني بأن يوجد شيء قد يخفيه عليَّ وأنه لا بد أن يذكره لي عندما نتقابل أي بعد عودته من الخارج.
وتقابلنا وتحدثنا وذكر لي أنه تعرض لحادث أثر عليه في موضوع الإنجاب، وذكر لي أنه لن يتقدم لي الآن إلا بعد اتخاذ فترة للتفكير -أنا في أول الأمر كنت أظنه يتهرب مني لأني ربما لم أعجبه وهو محرج أن يصارحني بذلك ولكني تأكدت من ذلك وحدثته بصراحة، وقال لي أن لديه الشجاعة الكافية لكي يخبرني برأيه في- فهذا زواج وسافر بعدها.
ومرت الأيام وأخبرته برأيي بعد ما اقتنعت به وبشخصيته لدرجة أنى استخسرته لنفسي وأنه يستأهل أحسن منى فلن أتنازل عنه وبالنسبة لأهلي فهو الذي سيخبرهم بنفسه ولهم القبول أو الرفض ونتناقش في الأمر ولن نغضب أحدا منهم.
ولكنه بعد فترة توقف عن الاتصال بي فاعتقدت أنه منشغل في العمل ولكن اتصل بي صديقه وأخبرني أنه قلق عليه فصرت أتصل به مرارا وتكرارا حتى حدثني وقال أنه بخير ولكن مشاكل العمل هي التي تشغله - غاب ولم يتصل بي فاعتبرت أنه وجد إنسانة أخرى ولكنه أيضا قطع الاتصال بأصدقائه ما عدا أهله ووالدته فاتصلت به أسأله: هل يريدني أم لا؟
وكان رده بأن يوفقني الله مع الإنسان الآخر لأن يوجد أشياء لم أعرفها بعد عنه فطلبت منه أن يذكرها لي وضغطت عليه حتى قال لي أنه أجرى عمليتين بالقلب وأنه يمر بظروف نفسية سيئة جدا ولا داعي أن يظلمني معه.(مع العلم أن والدته لم تعرف عنه شيء سوى أنه يعانى من مشاكل في العمل لأنها سريعة القلق عليه وأن لديها ما يكفيها من حزن)، وأنا الآن لا أستطيع العيش بدونه أنا مقتنعة به كإنسان ورجل وزوج يصعب تواجده في هذا الزمن ولا أستطيع التفريط به بسهوله إلى جانب ذلك أن موضوع الأطفال بأمر الله لا دخل لنا فيه ربما شاء الله
فأنا أريد أن أقف بجانبه وهو لا يعطيني الفرصة لذلك، لأنه لا يريد أن يظلمني ولكني متمسكة به فهو لا يتركني لأنه عرف غيري. والآن فقدت السيطرة على نفسي وأصبحت كأني أطارده
فخبروني بالله عليكم ماذا أفعل معه لكي لا أفقده أنا أستطيع أن أعيش عمري بدون زواج من أجله ولا أعرف كيف أتعامل معه دون أن أجرحه.
أعتذر عن الإطالة ولكني بحاجه إلى رأى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
23/07/2004
رد المستشار
ابنتي الحبيبة:
احترت كثيرا عندما بعثت رسالتك وأعدت قراءتها مرارا فكان السؤال المهم.. هل أستطيع حقا أن أقول لك ارتبطي ثم ترتبطين به؟!
القضية قضية فضيلة ووفاء !! فالوفاء قد يكلف صاحبه الكثير من الأهل الأحبة وقد يكلفه حياته!! فهل لي حقا أن أشير عليك أن تكوني وفية أولا؟
أهل الوفاء يشتركون في خصلتين هامتين وهما الذهن الواعي والقلب الكبير فمن يستطيع أن يحكم عليهما سوى صاحبهما؟
أم تراني حينها أدعي أنني طبيبة وبدلا من أن أعطيك ترياقا أجدني أزيدك سقما ووسط تلك الحيرة وصل إلى عقلي سؤال كان هو طوق النجاة فوجدت أن السؤال الحقيقي والأهم هو.. هل ما تشعرين به تجاهه هو حبٌّ حقيقيٌّ أم شفقة وإعجاب بخصال هذا الرجل الذي تقولين عنه قلما يجود به الزمان؟
هنا تقتضي مني الأمانة أن أشير إلى عدة نقاط:
تقولين كان شابا يبحث عن إنسانة يرتبط بها فكيف توفقين بين ذلك وبين تلك الاعترافات طالما أنها ستمنعه من الارتباط أصلا بأي فتاة!!!
كيف تأكدت من شعوره تجاهك –سؤال يحتاج إلى إجابة– اتفق معك على مواجهة أهلك بتلك الأشياء فلم يفعل ترى لماذا؟!! هل هو مجرد تأخير أم إعادة حسابات؟!
موقف أهلك غالبا سيكون شديدا فتذكري أنه لا يمكن تخطي رضاهم مهما امتلأ قلبك بحب فتاك، فإذا كنت قد حسمت الأمر مع نفسك فلتعلمي أنك ستقطعين شوطا طويلا في سبيله وستحتاجين إلى كثير من الصبر والمثابرة مع الاحتفاظ بانتمائك إليهم، طاعتك لهم، وحذارِ من الحلول الأخرى فلن تجني منها إلا الهم والشقاق والندم..
وإن كان زوجك لاختلف الأمر فيكون حينها الوفاء له أمرا لا تستقيم حياتك معه إلا به وإلا يكون عذرا أما في حالتك فأنت مازلت في حالة اختيار فلا يترتب عليها هذا الوفاء "رحم الله أمرؤًا عرف قدر نفسه".
أعود فأقول أن الحب الحقيقي يحتاج من صاحبه إدراكا كبيرا "الإدراك الوقائي" يضع النقاط فوق الحروف حيث يأخذ كل شيء قدره الطبيعي.
أدعوك أولا أن تتخلصي تماما من الضغوط الوهمية لأنها مضللة، شعورك مثلا بأنه يحيا حياة حزينة أو أنك تستطيعين أن تعيشي عمرك دون زواج أو زواج بدون أطفال، وكذلك إصراره هو شخصيا على عدم التجاوب معك حتى لا يظلمك فهو ضغط وهمي أيضا لأن "الممنوع مرغوب" فعليك أن تنحي تلك الضغوط جانبا –لأنها تتبدد بمرور الوقت– فلن يبقى إلا حقيقة قدراتك وشعورك.
أدعوك ثانيا أن تتأكدي أن الغلبة تكون للحياة اليومية فلا مانع من أن تتخيلي أنك تزوجته فعلا حيث ستتعاملين معه كرجل وزوج له حقوقه وقوامته ولك حقوقك ومتطلباتك، فستجدين أن حقوقه كزوج مضافا إليها حق الرعاية الطبية، وحق الرعاية النفسية، وهما ليس بالسهولة التي تتصورينها وكذلك ستجدين سلبيات فيه كأي بشر فمن منا ليس به عيوب ؟!! فهل تعلمينها وتتحملينها أم لا تعلمينها أصلا ؟! سؤال يحتاج إلى إجابة أيضا.
أليس من حقك أن تشعري بالأمومة وستجدين بعد فترة أن شوقك يزداد للأطفال؟
لو ناقشت مع نفسك هذا التصور الواقعي نوعا ما ووجدت أن شعورك تجاهه عميق ويتحمل ما سردته عليك برضا وسعادة توكلي على الله واهنئا معا، فببعض الإصرار وإعطاء البراهين على صدق وفائك له وتحملك لرفضه المؤقت سيخضع مادمت تتأكدين من حقيقة شعوره تجاهك، وتابعيني بأخبارك.